"كورونا" يعصف من جديد في المخيمات الفلسطينية بلبنان

 

ميرنا حامد / بوابة اللاجئين الفلسطينيين


"الإصابات بفيروس كورونا عادت بقوة كبيرة ليس فقط بمخيمات مدينة صور، إنما بكافة المخيمات الفلسطينية في لبنان"، بهذه الكلمات يصف مدير منطقة صور في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الدكتور عماد حلّاق، خطورة الوضع الصحي الذي يهدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد، بعد تجدد تسجيل إصابات بفايروس كورونا في صفوفهم.
وفي إحصائية مستجدة، سجلت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور أكثر من 20 إصابة بفيروس كورونا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في المدينة.
وبحسب تقرير رئيس طبابة القضاء الدكتور وسام غزال، توزعت الإصابات على الشكل التالي:

جل البحر 8، مخيم الرشيدية 6، مخيم البص 5، المعشوق ، مخيم البرج الشمالي 1


  • يأتي ذلك في وقت يدق المتحور الجديد "أوميكرون" المكتشف في جنوب إفريقيا أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم، بعد ثبوت وجود إصابات به في أكثر من 26 دولة في العالم، في ظل عدم دراية واسعة بمدى التهديد الذي يمثله هذا المتحور، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية صنفته على أنه "مثير للقلق" فقط، فالخوف المرتبط بالمتحور هو العدد الكبير من الطفرات فيه، ما يعني أن الأجسام المضادة من العدوى السابقة أو التلقيح قد لا تقاومه بشكل جيد.


المسؤولية فردية أولاً


وحول الإجراءات الوقائية المتخذة للحد من تفشي فايروس كورونا في المخيمات الفلسطينية في لبنان، يقول الدكتور عماد حلّاق،  لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنه منذ بداية الجائحة الصحية تعاون الهلال الأحمر الفلسطيني مع الإعلاميين والنشطاء على السوشال ميديا لنشر التوعية والوقاية من فيروس كورونا، بالتالي كل الناس أصبحت تعلم سبل الوقاية، لكن هناك تقصياًر في الالتزام بالمعرفة الموجودة، على حد تعبيره
ويضيف الدكتور حلاق: اليوم هناك حلقات إعادة توعية داخل المخيمات من خلال فرق المتطوعين وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في كافة المخيمات للتذكير بسبل الوقاية والتحذير من مخاطر الإصابة بكورونا.
ويرى الدكتور حلاق أن المسؤولية فردية في المجتمع بالدرجة الأولى، خاصة أن مجتمعنا الفلسطيني يحاول الحفاظ على تقاليده، لكن التجمعات والأفراح تساهم في نشر الوباء، والآن أصبحت عادة ممنوعة وخطيرة في ظل استمرارنا في خضم الجائحة الصحية.
ويتابع أنه "رغم صعوبة الوضع الاقتصادي في لبنان واحتياج الناس للذهاب إلى أعمالها واستخدام وسائل النقل التي باتت مكلفة ومكتظة بالتجمعات، إلا أن الهدف المنشود يبقى التزام الناس بسبل الوقاية والابتعاد عن الاختلاط وارتداء الكمامة".
وحول ضرورة أخذ اللقاح  للحد من انتشار الفايروس، يؤكد حلاق أن الناس لا تريد تلقي اللقاح بسبب كل ما ينشر من إشاعات على السوشال ميديا، "نحن اليوم نؤكد لأبناء المخيمات أن المتحور الجديد موجود وأخطر وأسرع في الانتشار، ولا سبيل للوقاية إلا بالالتزام بسبلها، وتلقي اللقاح والتذكير داخل المخيمات أن اللقاح آمن وفعال والحل الوحيد المتوفر حالياً في العالم".

Sequence 01 (9).mp4_snapshot_04.39.894.jpg

إعادة تفعيل التوعية
ويؤكد مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية في لبنان، مجدي كريّم، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنه تم إعادة تفعيل موضوع التوعية من خلال فرق الإسعاف التابع للجمعية، حيث إن فرق الإسعاف تجوب جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان مع مكبرات صوت ويرددون عن أهمية التباعد والإجراءات الوقائية لجائحة كورونا.
أما عن الخطوة الثانية التي تعتمدها جمعية الشفاء خاصة في مراكزها، يوضح كريم: "مسألة الوقاية والحماية موجودة منذ اللحظة الأولى، على سبيل المثال إذا استقبلنا مريض لديه شكوك بالإصابة، يكون التعقيم موجود في المركز ويوجه المريض إلى الخطوات التي يجب أن يقوم بها".
ويتابع: "عدنا نفعل التوعية وننشر منشورات من جديد لأن متحور "أوميكرون"صحيح لم يصل لبنان بعد، لكن لا نعرف بأي لحظة يصل حيث أنه انتشر في أوروبا، ونرى الآن حالات بالدنمارك والوضع مقلق".

Sequence 01 (9).mp4_snapshot_17.31.575.jpg

ويعتبر كريم أنه من الضروري التذكير دائماً بالإرشادات، خاصة في أجواء المخيمات الفلسطينية في لبنان بسبب ضيق المساحة وعدم وجود تباعد واكتظاظ البيوت والأسواق والمحلات على بعضها، بالتالي يصبح الازدحام سبب من أسباب سرعة انتشار كورونا.
ويأسف إلى "وجود بعض الناس لحد الآن غير مقتنعة بحقيقة فايروس كورونا، رغم أن العدد المتوفى في العالم تجاوز الـ ٥٠ مليون، وقد وصلت نسبة الوفيات في المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى 3.7% نتيجة الاكتظاظ السكاني".
كما ينصح الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أن يستمروا في اتخاذ الحيطة والوقاية، فالمتلقح لا يجب أن يعتقد نفسه بأمان، والحقيقة أن أخذ اللقاح يخفف العوارض، لكن يشكل خطراً على الغير في حال تمت العدوى. بالتالي الوقاية ضرورية لمن أخذ اللقاح ولكل الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق