عبدالله الدّنّان: وحدة الإرادة الفلسطينية بأفق تصعيد المواجهة وحدها القادرة على تحويل التهديد إلى فرص

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين، بإيقاد الشعلة في قاعة الشهيد ناجي العلي في مخيّم عين الحلوة، وذلك يوم الأحد 5/12/2021 .
وتقدّم المشاركين أعضاء قيادة فرع لبنان عبدالله الدنان وأبو أحمد أبو سالم، ومسؤول منطقة صيدا أبو علي حمدان، وأعضاء قيادة المنطقة، والرفيق المناضل أبو وسيم، وكوادر، وأعضاء الجبهة و حشد جماهيري و قيادة حركة فتح - إقليم لبنان، المهندس منعم عوض، وأمين سر حركة فتح وفصائل "م.ت.ف" اللواء ماهر شبايطة، وممثل النائبة في البرلمان اللبناني بهية الحريري الأستاذ وليد صفدية، وممثّلون عن فصائل م.ت.ف والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية، واتحاد نقابات عمال فلسطين، وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، لجان الأحياء والقواطع ، حيث كان في استقبال المشاركين قيادة الجبهة وكوادرها ومناضليها
استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم بكلمة ترحيبية بالحضور، والحديث عن المناسبة، قدمها الدكتور طلال أبو جاموس، ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، قدمها القيادي في الجبهة الشعبية عبدالله الدنان" أبو باسل"، وجاء في كلمته بعد الترحيب بالحضور:
ها نحن اليوم، وكما في كل عامٍ نكون على موعدٍ ثابت مع ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وليس المقصود بهذه الوقفة أن نكون امام مشهد فولكلوري تقليدي سنوي لنقول إننا ما زلنا موجودين، بل القصد منها أن نكون على موعد مع تجديد الوفاء للتضحيات التي بذلت، و أن نكون على موعدٍ مع تجديد القسم للشهداء الذين سقطوا على درب الآلام ، للجرحى الذين سالت دماؤهم العطرة من أجل فلسطين، للأسرى الذين ما زالوا يمسكون على جمر النار في مواجهة الفاشيين الصهاينة، على موعدٍ مع تجديد المقولة التي سطرها القادة الأوائل جورج حبش، وديع حداد ، غسان كنفاني ، باسل كبيسي ، محمود الأسود، مقولةُ تؤكدها جبهة الشعب لتحرير فلسطين، إما فلسطين كاملة مكملة، وإما النار جيلاً بعد جيل، ولئن بعدت المسافة او قصرت، فنار الجبهة ستظل مشتعلة وتزداد اشتعالاً عاماً بعد عام ولا تراجع".
وتابع، بالأمس كنا على موعد مع ملحمة الأسرى التي سطرها محمود العارضة، وزكريا الزبيدي ورفاقهما. تلك الملحمة التي أظهرت وبينت ركاكة وهشاشة العدو برغم جبروته وقوته، وبالأمس كنا على موعد مع الشيخ المجاهد المشتبك الذي اتخذ قراره بالاستشهاد وهو يقاوم، وبالأمس كنا أيضا على موعد مع الدهس في ام الفحم، بالأمس كنا وما زلنا نشهد معركة الأمعاء الخاوية، فماذا تقول تلك المشهديات الفلسطينية، وما الذي يجب أن نفهمه نحن في حركة التحرر الوطني الفلسطيني، نحن في حركة المقاومة الفلسطينية، نحن في الفصائل الفلسطينية، باختصار القول ما يجب أن نفهمه و يجب ان نحوله الى قناعة ثابتة راسخة، إن هذا الصراع مع العدو سيبقى وسيظل وإن كل فرد من أبناء الشعب الفلسطيني يستطيع متى شاء و أينما أراد ان يحول موقفه العنيد الممسك بكل الحق الفلسطيني، يستطيع أن يحوله إلى قرار بالاشتباك بالحجر والمولوتوف، بالسكين والدهس، بالبندقية اليدوية وبالصاروخ، وبالأمعاء الخاوية، بالثقافة والفن، بالعلم والسلاح حتى يتحرر الوطن، كل الوطن من أقصى رفح حتى أقصى الناقورة، ولن نزيد على ذلك حرفاً واحداً.
نعم هذا هو القرار الفلسطيني، ونحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من امينها العام القابض على جمر المواجهة في معتقله، الأمين المؤتمن أحمد سعدات، إلى اللجنة المركزية ومكتبها السياسي، إلى كل أعضاء وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نعتبر ان الشيخ المشتبك، والمثقف المشتبك، والطفل المشتبك والاسير المشتبك، والمرأة المشتبكة والدهاس المشتبك والطعان المشتبك، كلهم يعبرون عن دستور فلسطين ووثيقتها السياسية، كلهم يجسدون الاستراتيجية الفلسطينية في المواجهة ودور كل فرد فيها.
نعم هذا هو قرارنا، نمسك ونتمسك به برغم قسوة المواجهة و برغم استمرار الانقسام الفلسطيني، نتمسك به برغم تهاتف العربان على التطبيع الذي كانت آخر حلقاته ما يقوم به النظام المغربي من تطبيع وقح ومهين ضد إرادة الشعب المغربي الحي الذي هب رافضاً تكالب النظام المغربي على التطبيع مع الصهاينة بوقاحة منقطعة النظير، ونحن نعتبر أن حركة الشارع المغربي تشكل استفتاءً وتصويتاً ضد التهافت الملكي غير أننا وفي الوقت نفسه نتساءل، إلى متى تستمر هذه المهزلة، وما هو المطلوب منا نحن في حركة التحرر الفلسطينية إزاء هذا الانهيار؟ هل نكتفي ببيانات الإدانة ام نتحرك من اجل صياغة جبهة عربية عريضة تشتبك مع النظام الرسمي العربي المتحالف مع الكيان الصهيوني؟ قد تبدو هذه الجملة مملة ورتيبة، وقد لا يقبلها البعض من موقع التشاؤم والتراخي والاستسلام الكلي، نعم المطلوب ومن موقع كي الوعي أن نقبل بكل شيء، وان نخضع للعدالة وان نستسلم استسلامًا شاملًا كاملًا، فهل نقبل بذلك وهل يقبل بذلك أحرار العالم العربي؟ لذلك المطلوب اليوم وقبل أي وقت مضى أن نطلق مبادرة واسعة لتشكيل جبهة عريضة تضم كل أحرار العالم العربي في مواجهة التحالف الرجعي العربي الصهيوني.
وأضاف، إن تحويل التهديد والخطر الى فرص ليس بالأمر المستحيل على حركة مخضرمة وعنيدة كحركة التحرر الوطني الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية، وبالإمكان الاستفادة من أزمة النظام العالمي وتحويله الى فرصة حقيقية قادرة على إعطاء دفعة كبيرة للقضية الفلسطينية، ولكن ذلك يتطلب قيادة استراتيجية فلسطينية، كما يتطلب مشروعاً استراتيجيا فلسطينية وهو الامر الغير ممكن طالما بقي هذا الانقسام الفلسطيني، وعلى المنقسمين ان يفهموا ذلك جيدا، فالمعادلة الجيدة هي وحدة الصف الفلسطيني، ووحدة الإدارة الفلسطينية بأفق تصعيد المواجهة هي وحدها القادرة على تحويل التهديد الى فرصة، وتحويل الخطر الى فرصة لتحقيق إنجازات فلسطينية، وأما بقاء المعسكرين الفلسطينيين كل في معسكره فلا يعني إلا التفريط بالفرص، لا يعني الا اضعاف القدرة الفلسطينية على المواجهة، وهو ما يفرض على القوى الديمقراطية والرافضة للانقسام أن تبادر الى تزخيم حركتها الضاغطة من اجل الوحدة .
وختم كلامه بالقول:" في ذكرى الانطلاقة نرفع تحية التقدير والاحترام، تحية الاعتزاز والفخر لشهداء المسيرة الثورية دفاعاً عن القضية الفلسطينية، نرفع تحية الفخر والاعتزاز بشعبنا الفلسطيني وأصدقائه من الاحرار في العالم.
عهدنا ووعدنا ان نتمسك بالمقولة الثورية
اما فلسطين واما النار جيلا بعد جيل



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق