«الديمقراطية»: الإنتفاضة حققت في أشهر قليلة ما عجزت مفاوضات ربع قرن عن تحقيقه

 

أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بياناً في الذكرى السنوية لإنطلاقة الإنتفاضة الوطنية الكبرى، عام 1987، وقالت لقد احتلت الإنتفاضة مكانتها المميزة في التاريخ الوطني لشعبنا، لأنها قدمت النموذج الفلسطيني لمفهوم حرب التحرير الشعبية، التي ينخرط في صفوفها كل أفراد المجتمع، بكل فئاته وتياراته السياسية، على محاور النضال الميداني في الإشتباك مع قوات الاحتلال، والإجتماعي لتعزيز تماسك المجتمع وصلاحيته، وبناء السلطة الشعبية المنظمة بديلاً لسلطة الاحتلال.

وأضافت الجبهة: لقد نجحت الإنتفاضة الوطنية الكبرى أن تقتحم المحافل الدولية، وعواصم القرار الكبرى، وأن تحطم الأسوار التي حاول الاحتلال أن يطوق بها شعبنا، ويفصل بينه وبين مقاومته الباسلة في لبنان. كما نجحت الإنتفاضة الكبرى في فرض الحصار السياسي على دولة الاحتلال، ونزع كل السواتر التي حاولت خلفها أن تخفي مظاهرها البشعة وسياستها الفاشية وإجراءاتها الإجرامية. وبذلك تكون الإنتفاضة قد حققت خلال أشهر قليلة ما عجزت عن تحقيق ما هو أدنى فيه مفاوضات أوسلو العبثية التي امتدت لأكثر من ربع قرن، جرى تقديمها بديلاً للإنتفاضة، بحثاً عن حلول تجاوزت قرارات الشرعية الفلسطينية، ممثلة بقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ودعت الجبهة إلى استعادة روح الإنتفاضة التي تبدو بشائرها تطل برأسها كل يوم في البطولات الفردية لأبناء شعبنا، في القدس وأنحاء الضفة الفلسطينية وفي بؤر الإشتباك مع الإستيطان والضم الزاحف، وفي الصمود البطولي لشعبنا في قطاع غزة، في مقاومة الحصار الجائر، والنضال اليومي لكسر حلقاته.

وأكدت الجبهة أن التجارب الحية والثرية لشعبنا أثبتت أن المقاومة في كافة الميادين هي السبيل إلى الخلاص الوطني، ما يتوجب العمل على إنهاء الإنقسام، والجلوس مرة أخرى إلى طاولة الحوار، لوضع استراتيجية الخروج من اتفاق أوسلو، وقيود بروتوكول باريس الاقتصادي، لصالح استراتيجية كفاحية تكون المقاومة الشاملة، بكل الأساليب وفي كل الميادين، عنوانها وخيارها الرئيس، في ظل م.ت.ف الإئتلافية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق