هل سينسحب نجاح مشروع خزان مياه الشفة في "مارالياس" على بقية المخيمات؟

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لطالما كانت مشكلة إيصال مياه الشفة (الحلوة) إلى المنازل الشغل الشاغل والهم الأوحد لدى آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، حيث كانت تتصدر المشكلة كل الأزمات التي تواجههم، من إنقطاع للكهرباء وسوء البنى التحية والصرف الصحي وغيرها، بالإضافة إلى ما يعانونه من أوضاع معيشية صعبة للغاية سببها الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، والتي زادت عليهم ضغوطات الحياة.

المياه الحلوة دائمًا ما تكون المشكلة الأكبر التي تحوَلت إلى لغزٍ كبيرٍ عجز اللاجئون عن حلَها،  بالرغم من ملايين الدولارات التي صرفت على إقامة مثل هذه المشاريع، التي وصفها الأهالي بالفاشلة، لأنها لم تلب إحتياجاتهم من المياه لغاية الآن، معللين السبب بالفساد المستشري في الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات للمخيمات.

مشروع خزان المياه الحلوة الذي نفذ بدعم من الحكومة السويسرية، في مخيميات بيروت، أعلن فشله من قبل الأهالي في مخيمي  شاتيلا وبرج البراجنة، حيث استبشر بداية، الناس به خيرًا لجهة تأمين مياه الشفة والتخلص من مياه الآبار المالحة التي نخرت بأجسادهم وأطفالهم وأساس منازلهم، ولكن للأسف إلى الآن لم تصل المياه إليهم.

في مخيم شاتيلا، تحوَل خزان المياه الذي من المفترض أن يزود منازل الأهالي بالمياه الحلوة، إلى سبيل مياه (سنبور) يقف الأهالي بالطابور لساعات من أجل تعبئة غالون مياه.

وفي هذا السياق، قام الأهالي مؤخرًا بتحركات غاضبة، ونصبوا خيمة احتجاجية دائمة تحت خزان المياه، وذلك لعدم إيصال المياه الحلوة إلى بيوتهم، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع تسعيرة غالون المياه الذي وصل إلى 10 آلاف ليرة،  في محلات تكرير المياه.

وأكد عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أنّ "مشروع مياه الشرب دخل حيّز العمل سنة 2014، بدعم من وكالة التنمية السويسرية، الّا أنّه توقّف بعد 4 سنوات بسبب الإهتراء الذي تعرضّت له الماكينات، قبل أن يصار إلى إعادة تأهيلها مؤخراً"، معللاً عدم إيصال المياه الحلوة إلى مناطق كثيرة في المخيم إلى الآن، لأسباب عدة أبرزها، عدم التوافق بين اللجنتين الشعبيتين داخل المخيم على كيفية التنفيذ، بالإضافة إلى عدم وضع خطة بديلة للاستغناء عن آبار المياه المالحة والتعويض عن أصحابها ماديًا".

وألقى أبو النور اللوم على بعض الأهالي" الذين وصلت المياه إلى منطقتهم، ولم يكلفوا خاطرهم عناء توصيلها بالكوش التي تم تأهيلها ودهنها مؤخرًا، إلا أن تلك الكوش المنتشرة في الزواريب تتعرض للسرقة المنظمة يوميًا دون رقيب أو حسيب".

ودعا أبو النور في ختام حديثه لوكالتنا، الأهالي إلى توصيل المياه بالكوش كي تتمكن من الإستفادة من مياه اللجنة، كما دعا اللجنة الأمنية المشتركة إلى تسيير دوريات ليلية في شوارع وأزقة المخيم لمنع سرقة الكوش ومحاسبة المتسببين في إخفاق المشروع".

نجاح مشروع خزان المياه الحلوة في "مارالياس" 

وفي مخيم مار الياس، أعلنت اللجنة الشعبية في  داخله نجاح مشروع خزان المياه الحلوة، حيث دعا عضوها في المخيّم، أبو عماد شاتيلا عبر " وكالة القدس للأنباء"، أهالي المخيّم للاستفادة من مشروع مياه الشرب الخاص بوكالة "الأونروا" نظراً لما يوفّره للأهالي من مصدر نظيف للمياه، وبأسعار مناسبة، توفّر على اللاجئين تكاليف شراء مياه الشرب المعبّأة.

وأكد شاتيلا بأنّ "المشروع أعيد تأهيله بمواصفات عاليّة مؤخّراً، وجرى تركيب محطّة تكرير موديل 2021 بأعلى المواصفات، بدعم من وكالة التنمية الفرنسية، وتنتج مياهً لا تقل جودة عن المياه المعبأة".

وشدد على "أهميّة المشروع، وما يقدمه للأهالي من مياه نظيفة ومعدّة وفق أعلى المعايير السويسرية، إضافة إلى توفير تكاليف شراء المياه، خصوصاً في ظلّ الأزمات المعيشيّة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون تأثّراً بأزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني، وارتفاع أسعار مياه الشرب."

وأشار شاتيلا إلى أّنّ "تعرفة الاشتراك بمياه "الأونروا" تبلغ 50 ألف ليرة لبنانية شهرياً، بواقع ضخّ يومي بكميّة 200 لتر لمدّة 30 يوماً، بينما تبلغ تكلفة شراء المياه المعبأة تتجاوز 200 ألف شهرياً لعائلة مكوّنة من 4 أشخاص".

وأكّد عضو اللجنة الشعبية، على ضرورة أن يدرك الأهالي أهميّة المشروع، لافتاً إلى أنّ المياه التي ينتجها، خاضعة لأعلى المعايير، وتصلح حتّى لحليب الأطفال..

ودعا شاتيلا أهالي المخيّم، إلى معاينة المشروع والماكينات والخزّان بأنفسهم، قبل إصدار الأحكام المسبقة على حقيقة جودة المياه من عدمها"، مؤكدًا بأنّ "المياه تخضع لثلاثة فحوصات شهريّاً، سواء في محطّة التكرير أم في "الأنابيب، إضافة إلى الخزانات التي تصب فيها"، مشيراً إلى "أهميّة أن يقوم الأهالي بتنظيف خزاناتهم للحفاظ على جودة المياه.

ويبقى السؤال هنا، ما هي المعوقات التي تحول دون إيصال مياه الشفة إلى منازل اللاجئين في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، وهل سينسحب نجاح المشروع في تلك المخيمات البائسة كما هو الحال في مخيم مارالياس، الذي ينعم أهله بالمياه الحلوة؟ .. نأمل ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق