خاص: هذا واقع الأمن الصحي في المخيمات الفلسطينية في ظل انتشار المتحوّر "أوميكرون"

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

في أواخر العام 2019 ، انتشرت جائحة كورونا في العالم،  وكان الشغل الشاغل والهاجس الأساس لدى وزرارة الصحة اللبنانية القضاء على انتشاره أو الحد من عدد الإصابات والوفيات التي كانت بالعشرات، من خلال القيام بخطوات احترازية وقائية بدءاً بحملات التوعية منه، وارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والالتزام بالحجر المنزلي للمصابين، وحث الناس على التباعد الاجتماعي ، مرورًا بإقفال البلد والمرافق العامة لعدة أيام، وصولاً إلى إصدار اللقاحات المضادة للوباء.

كان لهذه الخطوات دورًا بارزًا في الحد من انتشار الوباء، إلا أنه للأسف كان هناك ظهور مفاجئ لمتحور جديد من فصيلة الفيروسات، وبحسب منظمة الصحة العالمية، إن هذا المتحور الجنوب أفريقي "أوميكرون" يعد الأكثر شراسة وفتكًا والمثير للقلق أنه يمكن تعرض الشخص للإصابة حتى وإن سبق له أخذ اللقاح.

وانطلاقًا من جدية هذا الواقع الصحي الخطير الذي يهدد المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان دون غيرها، نسبة للإكتظاظ السكاني العامودي والأفقي في مساحات صغيرة لا تتجاوز الكلم مترًا مربعًا، حالات القلق تزداد لدى اللاجئ الفلسطيني في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها وارتفاع فاتورة الطبابة والاستشفاء وإنعدام توفر الدواء، وعدم وضع "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا" خطة طوارئ لمواجهة الوباء.

ففي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة بيروت، وانطلاقًا من الحرص والواجب المهني، تجول في الشوارع والأزقة سيارة تابعة لجمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية، تدعو الأهالي عبر مكبرات الصوت لأخذ الحيطة  والحذر والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والإبلاغ عن الحالات المصابة بالوباء.

خطورة المتحور الجديد

وفي هذا السياق، أكد مسؤول الجمعية في بيروت، محمد حسنين، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "الجمعية بكل طواقمها الطبية، ومن خلال سيارة إسعاف مجهزة خصيصًا لنقل المصابين إلى المستشفيات ومركز الحجر الصحي التابع لوكالة الأونروا في منطقة سبلين".

وقال: "هذا المتحور الجديد "أوميكرون" تكمن خطورته بأن المعلومات عنه لا زالت شحيحة جدًا، لذلك ندعو الأهالي بأن يكونوا أكثر جدية في التعامل مع الوباء، من خلال اتخاذ أعلى معايير الوقاية منه".

بدوره، اعتبر عضو لجنة كورونا في مخيم برج البراجنة، أبو عمر الأشقر، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "واقع الأمن الصحي في مخيماتنا يتأثر بتأثر الوضع الصحي في لبنان بشكل عام ، من حيث ارتفاع أعداد الإصابات بالكورونا، ولكن المشكلة التي نواجهها في المخيمات أن الناس لا تعلن عن الاصابة ولا تتقيَّد بالحجر الصحي المطلوب منها".

ولفت إلى أن" هناك إصابات بحالات كورونا بشكل شبه يومي في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة،  ولكن للأسف لا نستطيع رصد كل الإصابات، لأنه توجد حالات لا تفصح عن نفسها".

وأشار إلى أن "المتحور الجديد خطير جدًا لجهة أنه يمكن للشخص أن يصاب بالعدوى، حتى ولو كان قد تلقى اللقاح المضاد في وقت سابق".

ودعا الأشقر في ختام حديثه، "الأونروا" إلى رفع حالة الجهوزية لمواجهة الوباء الجديد، من خلال وضع خطة طوارئ صحية في المخيمات للحد من انتشاره، وهذا الأمر ينسحب على الأهالي المطالبين بالجدية في التعامل مع الوباء، من خلال اتخاذ أعلى معايير الوقاية منه".

توقع زيادة عدد الإصابات في المخيمات

من جهته، حذر نقيب

 الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان، الدكتور عماد حلاق، عبر "وكالة القدس للأنباء"،  أهالي المخيمات من عدم التراخي والاستهتار في مكافحة هذا المتحور الجديد، ونحن يمكننا التخلص منه، وبخاصة ونحن مع بداية انتشاره".

وقال: "مرت فترة من الزمن وتحديدًا خلال فصل الصيف، حيث انخفض عدد الإصابات بفايروس كورونا، وظن الكثيرون بأن الأمر قد انتهى، وكنا قد حذرنا من موجات جديدة مع قدوم فصل الشتاء".

وأضاف: " الاستهتار الشديد الذي نشهده بوسائل الوقاية أو رفض تلقي اللقاح من الكثيرين، بسبب المخاوف التي قد تحصل نتيجة الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها حول خطورة اللقاح، دون العودة الى المصادر الموثوقة ... أضف إلى ذلك تردي الوضع  الاقتصادي في لبنان وغلاء بعض الأدويه وفقدان بعضها من الصيدليات".

وتابع: " وها نحن منذ  شهر تقريباً، بدأنا نلحظ ارتفاعاً تدريجياً بإعداد الإصابات وعداد الوفيات بسبب كورونا، بدءاً بالارتفاع من جديد، ومن الطبيعي أن ترتفع الأعداد في داخل مخيماتنا في لبنان، وأتوقع بأننا سنلاحظ قريبًا أعداداُ كبيرة من الاصابات".

ودعا حلاق  "كل من لم يتلق اللقاح، أن يتوجه إلى المنصة ويتلقى اللقاح حرصًا على حياته وصحة عائلته وأبناء مخيمه، وخاصة بعد المعلومات التي بدأت تتوارد باستمرار حول المتحور الجديد وسرعة انتشاره"، لافتاً إلى أن "نسبة الإصابة هي الأعلى عند الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح . لذلك نحن نطلب من الجميع الالتزام قدر الإمكان بوسائل الوقاية وتلقي اللقاح، وأيضا للذين تلقوا الجرعتين عليهم التوجه إلى المنصة لتلقي الجرعه الثالثة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق