فلسطينيو لبنان "غير راضين" عن أداء "الأونروا".. والوكالة توضح

 

مازن كريّم 

أظهرت أرقام استطلاعات الرأي أن النسبة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان غير راضية عن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بشكل عام، فيما أكدت الوكالة أنها تسعى بكل جهودها لتغطية أكبر عدد ممكن من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بمساعدات نقدية، ولكن هذا يبقى رهن توفر التمويل.
 
ويقول مدير منظمة "ثابت لحق العودة" في لبنان سامي حمّود إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون أوضاعاً قاسية، نتيجة تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في لبنان.
 
وأضاف حمود في حديثه لـ"قدس برس" أن اللاجئين اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بحاجة لمساعدة "الأونروا"؛ المسؤول الأول عنهم، بعدما ألقت الأزمة الاقتصادية والمالية اللبنانية بظلالها عليهم، وحولت حياتهم إلى جحيم، وسط ارتفاع معدل الفقر والبطالة بينهم بشكل غير مسبوق، وأيضاً وسط ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بشكل جنوني.
 
ولفت حمّود إلى أن "ثلث اللاجئين يعانون أمراضاً مزمنة، الأمر الذي يستدعي من "الأونروا" تقديم المساعدة والحماية إلى جميع اللاجئين الفلسطينيين، ولا تخص فئة معينة من المجتمع الفلسطيني بالمساعدة والحماية وتحرم أخرى".
 
كما دعا الوكالة إلى القيام بواجباتها واعتماد خطة طوارئ إغاثية شاملة لفلسطينيي لبنان، وتحويل أقوالها إلى أفعال.
 
استطلاع رأي حول أداء الوكالة
 
وكشفت منظمة "ثابت لحق العودة" عن "استطلاع رأي" أجرته حول ثلاثة محاور رئيسية، خصّت وكالة "قدس برس" بتفاصيله.
 
وأظهرت الأرقام بأن 50.7 % من المستطلعين غير راضين عن أداء "الأونروا" بشكل عام، بينما قال 40.5 % منهم بأنهم راضون بشكل ضعيف، فيما عبّرت نسبة ضئيلة 7.3 % عن شعورهم بالرضى.
 
ويقول حمّود "إن الاستطلاع الذي أجرته المنظمة كشف أن نسبة 93.7 % من اللاجئين الفلسطينيين اعتبروا المساعدات النقدية التي قدمتها الأونروا غير كافية، فيما رأى 70.7 % أن المعايير التي اعتمدتها "الأونروا" في اختيار العائلات المستفيدة كانت غير عادلة.
 
وعن قيمة المساعدة النقدية ومدى تناسبها مع حجم الاحتياجات المعيشية في ظل غلاء الأسعار، أجاب 95 % بأنها لا ترقى إلى حجم الاحتياج، بينما رأى 64.4 % من المستطلعين أن عملية التوزيع كان فيها إذلال لكرامة اللاجئ.
 
وفي سؤال حول الشكل الأفضل لاستلام المساعدات النقدية، فضّلت نسبة 38 % من المستطلعين باعتماد البنك، ونسبة 29.8 % منهم "الليبان بوست" (البريد اللبناني) كآلية توزيع، فيما قال 15.1 % منهم عبر OMT (شركة تحويل عالمية)، كما اختار الـ17.1 % التوزيع المباشر عبر مندوبين.
 
واللافت في مقترح طرحه الاستطلاع حول الأفضلية بين إعادة برنامج المساعدات العينية أو إصدار بطاقة تمويلية شهرية، كانت الأغلبية 79.5 % بإصدار بطاقة تمويلية شهرية، غير أن 20.5 % منهم فضلوا إعادة برنامج المساعدات العينية.
 
وتقول منظمة ثابت في استطلاعها إن نسبة 39.5 % من الأشخاص اعتبروا أن الإجراءات التي قامت بها "الأونروا" حول جائحة كورونا كانت ضعيفة جداً في الحد من انتشار الفيروس.
 
وأظهرت الأرقام بأن 24.4 % من المستطلعين يرون أن توعية الأونروا للاجئين وتشجيعهم على تلقي لقاح "كوفيد 19" لم تقم بالدور المطلوب، كما أظهرت أن 30.7 % من المستطلَعين، قالوا إن الأونروا ساهمت بشكل محدود بتوفير تلقي اللقاح في مراكزها الصحية.
 
المستوى التعليمي
 
ولفتت منظمة "ثابت" إلى أن الاستطلاع ألقى الضوء على أداء "الأونروا" في الجانب التعليمي، والذي بات اليوم من أكثر الجوانب التي يطالب اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بضرورة إنقاذ الحياة التعليمية والتربوية لهم، إذ كشف الاستطلاع أن 62.5 % اعتبر أن قرار إعادة فتح المدارس حضورياً أمام الطلاب هو قرار صائب، بينما اعتبر 22.9 % عكس ذلك.
 
وحول نظام التدريس الذي اعتمدته الأونروا (تعليم أسبوع وتعطيل أسبوع) إن كان يؤثّر على مستوى التحصيل العلمي للطالب، رأى 58 % من المستطلعين بأنه يؤثر بشكل كبير، فيما رأى ما نسبته 35.1 % بأنه يؤثر بشكل جزئي.
 
مساعدات مستدامة مقابل تمويل مستدام
 
وفي مقابلة خاصة مع المتحدثة باسم "الأونروا" في لبنان، هدى السمرا أكدت أن "الأونروا تسعى بكل جهودها لحشد أكبر تمويل ممكن لتغطية أكبر عدد ممكن من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بمساعدات نقدية، ولكن هذا يبقى رهن توفر التمويل، حتى لا نؤخر جميع الفلسطينيين، لذلك قررنا أن نبدأ بالتمويل المتوفر، وتوزيع الأموال حسب الأولويات بانتظار حشد مزيد من التبرعات من الدول المانحة، وعلى ذلك تم الاختيار، البدء حسب الأولويات وعلى مراحل".
 
وأضافت السمرا لـ"قدس برس" أن "المرحلة الأولى تضم العائلات التي لديها أطفال من عمر صفر إلى 18 سنة، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تعرف الأونروا ملفاتهم، وكذلك الحالات المرضية مثل التلاسيميا، التصلب اللويحي، السرطان، والكلى، والذين هم يترددون إلى عيادات الوكالة بشكل دوري".
 
كما أكدت السمرا أن "الوكالة تواصل جهودها لحشد أكبر تمويل ممكن من الدول المانحة، وفور وصول التبرعات ستسعى أن تكون المساعدات أكثر استدامة ودورية، ولكن هذا الأمر يتطلب "تمويلاً مستداماً".
 
جهود "الأونروا" صحياً
 
وقالت السمرا: إن "الأونروا منذ بدء الجائحة عملت على زيادة الوعي وعلى تعزيز عمل عياداتها والفصل بين المرضى الذين لديهم عوارض الكورونا نفسها وبين الآخرين. كذلك صرف الأدوية الشهرية التي نعطيها للأمراض المزمنة مرة كل ثلاثة أشهر بالكمية المطلوبة، حتى لا يتردد المريض إلى العيادات ويتعرض لخطر الإصابة بالعدوى، إلى جانب تأمين معقّمات وألبسة وجميع الأجهزة التي تحتاجها الأطقم الطبية".
 
كما أوضحت السمرا لـ"قدس برس" أن "الوكالة تغطي 100 % استشفاء الحالات التي تعاني من الكورونا في المستشفيات. (90 % من الوكالة و10 % من سفارة دولة فلسطين في لبنان). كما أنشأنا مراكز للعزل، وكان أكبره في سبلين لعزل الحالات غير القادرة على عزل نفسها في بيتها. مع تأمين كل ما يلزم من متابعة طبية ومنامة وأمور لوجستية وأكل وغيرها من المتطلبات".
 
وأضافت "حالياً يجري تأمين لقاح "استرازينيكا" عبر عيادات الوكالة في مخيم "عين الحلوة"، وقد يتم التوسع إلى مناطق أخرى بتأمين اللقاح. وقد اختير لكونه لا يحتاج إلى تخزين مثل الفايزر. كما عملنا على نشر الوعي بضرورة أخذ اللقاح.
 
ولفتت المتحدثة باسم الأونروا إلى أن "اللاجئين الفلسطينيين تم إدخالهم إلى منصة أخد اللقاح التي أنشأتها الدولة اللبنانية كغيرهم من المواطنين".
 
وعود بتأمين بدل مواصلات 
 
وقالت السمرا إن "الوكالة عملت على تعزيز التعلّم عن بُعد كي لا يخسر الطلاب والطالبات أيّ تعليم خلال هذه الفترات، وبعدها تم فتح المدارس طبيعياً إلى حد ما، ولكن نعتمد على نظام حضوري مختلف عن السابق، وذلك بتقسيم أيام الأسبوع على الطلاب بمجموعات. مراعاةً لاحترام التباعد وعدم الاكتظاظ داخل الصفوف".
 
وأكدت أن الكتب المدرسية ليست جاهزة بَعد من وزارة التربية اللبنانية، وذلك لأنّ الوكالة تعتمد على كتب الدول المضيفة، وتم توزيع جميع الكتب المتوفرة لدى الوكالة من السنوات الماضية.
 
وأضافت أنه "تم توزيع ما هو متوفر من قرطاسية حالياً، ولكن كان هناك مشكلة في إجراء عقد من أجل شراء القرطاسية. أما الآن انتهينا من كل عمليات تأمين القرطاسية وستصبح متوفرة بالكامل لجميع الطلاب في شهر تشرين الثاني الحالي".
 
وكشفت السمرا لـ"قدس برس" أنه "حالياً شارفنا على الانتهاء من دراسة لتوفير دعم مدرسي لنقل الطلاب، خاصة بالنسبة للطلاب البعيدين عن مدارسهم".
 

وقالت إن "الدراسة شبه انتهت، وسيتم تأمين تكاليف النقل للطلاب، واعتماد معايير محددة ودقيقة جداً من أجل مساعدة هؤلاء الطلاب، من بين المعايير على سبيل المثال لا الحصر، عدد الأولاد في العائلة، الوضع المادي للعائلة، والمعيار الأهم هو المسافة بين مكان الإقامة ومكان المدرسة. على سبيل المثال: طلاب مخيم برج الشمالي سيتم شملهم ضمن هذه المساعدات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق