لبنان .. "مواقد الحطب" بديل اللاجئين الفلسطينيين للطبخ

 

قدس برس / مازن كريّم

دفع قرار الحكومة اللبنانية مؤخراً رفع أسعار المحروقات، اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان، إلى التفكير في تأمين بدائل عن الغاز المنزلي والمحروقات التي تضاعف سعرها أكثر من 10 مرات.

وبدأ اللاجئون الفلسطينيون هذه الأيام، باستخدام "الفُرنيّة أو مواقد الحطب" في عمليات الطبخ وتسخين الماء وغيره، في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة.

ويؤكد اللاجئ الفلسطيني أمين شحرور لـ"قدس برس"، أن توفير غاز الطبخ أصبح عبئاً كبيرًا، رغم أنه يعمل في البساتين إلى جانب عمله في التبنيد (عملية تهدف إلى تجديد الأشجار، التحكم في نموها، إزالة الأفرع الميتة، وتجهيز الشجر المثمر لموسم إثمار جديد).

ومع انتهاء وقت عمله، يحمل شحرور أكواما من الحطب إلى ساحة منزله التي يقيم بها "براكيّة" في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

ويقول لـ"قدس برس": "هذه المواقد التي كان يتغنى بها الكثير من الناس، في رحلاتهم البرية، والتقاط الصور الى جانبها، قد تصبح يوما بعد يوم، أساساً للتخفيف من كلفة الغاز، عبر اللجوء إلى إشعال الحطب، وطهي مأكولاتهم التي يلزمها وقت طويل لجهوزية الطعام".

ويضيف: "أعتمد في الحصول على الخبز وطهي الطعام من خلال هذا الفرن المصنوع من الحديد والباطون"، مشيراً إلى أن ناره تُقَاد بالحطب والخشب والكرتون، وهو "متوفر ويمكن الحصول عليه".

وبيّن شحرور، أن ارتفاع سعر جرة الغاز من " 28 ألف ليرة لبنانية إلى ما يقارب 307 آلاف ليرة لبنانية"، هو السبب الرئيسي وراء لجوئه لهذه البدائل في طبخ الطعام، معتبراً أن: "أزمة الغاز صعبة جداً، فنحن نتحدث عن عنصر أساسي ومن الضروري وجوده في كل منزل، حيث لا يمكننا الطهي أو تحضير أي شيء من دون وجود غاز".

ولا يختلف حال اللاجئة رحيمة غنام عن سابقها، والتي تؤكد خلال حديثها مع "قدس برس" أن: "الغاز هو العمود الفقري للحياة، ولا أستطيع تأمين و إشعال الحطب وحدي"، مضيفةً أن أزمة ارتفاع سعر الغاز سبّب لها معاناة كبيرة.

وتعتمد غنام على الحطب في عمليات طهو الطعام وتأمين الخبز بشكل دوري لعائلتها المؤلفة من سبعة أفراد، موضحة أن أزمة الغاز ستشمل توفير التدفئة للمنازل في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وخاصةً في فصل الشتاء.

وأضافت: "هذه الظروف تدفعنا إلى التحذير من الانفجار الاجتماعي، الذي ينذر بكارثة إنسانية قد تصل إلى حدود المجاعة، بعدما بات الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني يئنّون تحت وطأة الجوع والفقر المدقع معاً".

وتؤكد غنام ضرورة الإسراع في إنقاذ اللاجئ الفلسطيني من حالة الانهيار المعيشي التي يتعرض لها في لبنان، وشددت على ضرورة فعل المزيد لدعم اللاجئين الفلسطينيين والفئات المستضعفة الأخرى ومساعدتهم في مواجهة آثار الأزمات المركبة التي تؤثر عليهم بشكل غير متكافئ.

بدوره، طالب مدير منظمة "ثابت" لحق العودة سامي حمود، بضرورة إيجاد معالجة جذرية لكافة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وتخصيص الميزانيات اللازمة لتقوم بدورها المنوط بها دون أي تقليص لخدماتها، والإسراع في تقديم مساعدات عاجلة لهم.

وأكد حمود لـ"قدس برس"، أن الواقع الإنساني يحتاج إلى تدخل كبير وسريع، وعلى كافة المستويات فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، من أجل وضع برامج استراتيجية لدعم وتمكين وتعزيز صمود اللاجئين بالمخيمات الفلسطينية في لبنان.

ودعا حمود، منظمة التحرير والسلطة والفصائل الفلسطينية بمنح اللاجئين أولوية خاصة، واتخاذ قرار موحد لتعزيز صمودهم بأي طريقة ممكنة، وخلق فرص عمل، وفتح آفاق جديدة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية داخل المخيمات.

وشدد على أن "الأونروا" بتوفير بطاقة تموينية شهرية بالدولار للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أسوةً بمشروع البطاقة التموينية التي تنوي وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية تقديمها للعائلات الفقيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق