في الذكرى السابعة عشرة لاستشهادك الرمز ياسر عرفات نفتقدك اليوم ملهماً لشعبنا، وصانعاً للأساطير، وحامياً للكرامة الفلسطينية...

 

في الذكرى السابعة عشرة لاستشهادك الرمز ياسر عرفات نفتقدك اليوم ملهماً لشعبنا، وصانعاً للأساطير، وحامياً للكرامة الفلسطينية...
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم في داخل الوطن، وفي بلاد الغربة، انتم الشعب الأصيل والعريق الذي شهدت له الشعوب والأمم بأنه  الشعب الذي لم يسلِّم، ولم يستسلم ولم يرفع راية بيضاء، وانما ومنذ ولادة وعد بلفور الصهيوني والذي ضعته القوى الاستعمارية، وأعلنت عنه بريطانيا رأس الأفعى الاستعمارية المكلفة من القوى التي خاضت معارك تدمير الشعوب عسكرياً، ثم الشروع في تجسيد مضامين وعد بلفور الميدانية والفعلية، وهذا ما تبلور في 2/11/1917 بعد الأحداث والمعارك التي امتدت من الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية، مع سقوط الملايين من القتلى والجرحى وتشريد الشعوب، وكل ذلك إكراماً للكيان الصهيوني توأم الحركة النازية، ومن أجل ولادة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وشطب وجود الشعب الفلسطيني بواسطة المجازر، والمذابح، والقصف والتدمير، والإبادة إلى حدٍ بعيد.
في ذكرى استشهادك القائد الذي قاد مسيرة انطلاقتنا الثورية، وخضْتَ بكوفيتك، وبندقيتك التي لم تفارقك وطيسَ المعارك والحروب الملتهبة والإستراتيجية، من معركة الكرامة إلى معارك جنوب لبنان ضد الاحتلال الصهيوني، إلى معارك صمود بيروت، وطرابلس، وإلى صمود شعبنا الرائع والمقدس على ارض الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.
اليوم نستذكرك سيادة الرئيس وأنت من حملت راية فلسطين، والمقدسات وحقوق الشعب الفلسطيني، وخضت المعارك الشرسة في الهيئات الدولية، وفي المؤتمرات العالمية، وكانت فلسطين دائماً هي المنتصرة، لأنها قضية الأرض المقدسة التي بارك الله بها، وهي أرض الجهاد والاستشهاد، وارض المعراج، ومصلَّى الأنبياء.
في ذكرى استشهادك السابعة عشرة سيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات نجدد لك العهد والقسم بأن نبقى نسير على نهجك الثوري، ونحن تعلّمنا منك وعبر مسيرتك الوطنية، بأن الثورة الفلسطينية ليست نزهة، ولا رحلة استجمام، وانما هي قرار وطني وثوري أنضجته الظروف والمعطيات القاسية والميدانية الداخلية والمحيطة، ونحن تعلمنا من قيادتنا وعبر التاريخ بأن الشعب الفلسطيني لم يرفع راية بيضاء فهو الشعب الذي أوقد جمر الثورة، وأقسم على أننا سائرون نحو النصر المؤزر أو الشهادة المباركة، والمشوار طويل لأننا نحن من اختارنا الله سبحانه وتعالى لمواجهة من اعتدى على أرضنا، ومن يصر على احتلالنا، ومن يخطط إلى الهيمنة على مقدساتنا وتراثنا، وقبور الصحابة الذين تباركت أرض فلسطين باحتضانهم.
في ذكرى استشهادك يا رمزنا لن ننسى المبادئ ولا الشعارات الناضجة التي تعلمناها منك، والتي حافظنا عليها، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من تعاليمك الثورية والوجدانية، والثورة تعيش في قلوبنا وفي وجداننا بكل صفاء، وأمانة، وقدسية كنتَ أنت منبعها، وعلى بساطتها لكنَّها خزان مكتنز  وغنيٌّ بالقيم المتواضعة: بالروح بالدم نفديك يا شهيد، على القدس رايحين شهداء بالملايين.
اكثر ما يليق به شهادات القلب بأقل قدرٍ من الاحتفالية، وبأشد ما يكون من دفء المحبة.. لسنا في ذكرى رحيل هذا الرجل الرمز، فذكرى رحيله تتجدد صباح كل  يوم،من أيام  حضوره الدائم، الذي سكن القلوب والعيون من شعبه ولا يرحل.
وهكذا أصبحنا أمام شعب أسمه أبو عمار، وأمام رجلٍ اسمه فلسطين. ونجدد معها العهد والوعد، لأن الرمز ياسر عرفات يتجسَّد فينا عنفواناً، واعتزازاً، وكبرياءً، وفي كل يوم لنا ولادة جديدة، واشراقة نصر جديدة، وانبعاث مبارك جديد من أرض فلسطين المباركة، والنصر اَتٍ اَت، لأن الثورة الفلسطينية هي الأمانة المباركة التي حملها الرمز ياسر عرفات، وهي اليوم عهدة وطنية مقدسة بين يدي المؤتمن على الثوابت الوطنية الفلسطينية التي يحملها الثابت على الثوابت الوطنية سيادة الرئيس أبو مازن. ونحن سنبقى على الوعد والعهد حتى يشرق فجر الحرية والنصر. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والنصر المؤزر لشعبنا المجاهد. الحرية لأسرانا البواسل فهم صناع الحرية والمستقبل الواعد لفلسطين وشعبها.
الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال جنود الصمود والاعتزاز.
والتحية كل التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المكافح والصابر على طريق النضال والحرية.
وانها لثورة حتى النصر.
                                               

  حركة فتح – إعلام الساحة اللبنانية

                                                           11/11/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق