من المسؤول عن استفحال أزمة المياه الحلوة في مخيم شاتيلا ؟

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لا تزال مشكلة المياه تتفاقم داخل مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة اللبنانية بيروت،  حيث يتذمر الأهالي، ويشعرون بحالة من خيبة الأمل، لعدم التفات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -  الأونروا" واللجان الشعبية على حدٍ سواء، لمعاناتهم مع صعوبة إيصال المياه الحلوة إلى منازلهم، للتخلص من هم المياه المالحة الجوفية، والتي على خطورتها في التسبب بالأذى لجسم الإنسان وأثاث المنازل، أصبحت تعرفة إشتراكها  مكلفة ماديًا وعبئاً مالياً لا يمكن تحمله، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها لبنان.

وفي هذا السياق، أكد اللاجئ الفلسطيني أبو عمر الحسن، لـ وكالة القدس للأنباء" أن "مشكلة المياه الحلوة سببها عدم استجابة المسؤولين من الأونروا ولجان شعبية على تشغيل خزان مياه الأونروا، لأسباب عدة أهمها وجود آبار مياه مالحة، فرضت علينا كأمر واقع".

وأضاف: "المشكلة ليست بالخزان فقط، بل بمن يديره من لجان شعبية متورطة بالفساد، إما أنها متواطئة مع أصحاب آبار المياه المالحة، أو أنها تخشى التصادم معهم".

ولفت إلى أن "وكالة الأونروا أعلنت أنّها سلمت ملف الخزان ومسألة تشغيله للجنة الشعبية بعد الانتهاء من العمل فيه العام 2014، إلا أنّ الأخيرة رفضت ذلك، معللة الأمر بعدم اكتمال مسألة إيصال المياه للمنازل، ولكن هذه الحجة مردودة عليهم، لأن تفاقم المشكلة لسنوات أيضًا سببه عدم التوافق بين اللجان الشعبية المختلفة على كيفية تمرير قساطل المياه داخل المخيم".

لم نعد قادرين على تحمّل التكاليف

وعبَّرت اللاجئة  أم محمد علي، عن حزنها الشديد لما آل إليه وضع المياه الحلوة في المخيم،  قائلة: " الوضع كتير تعتير، صرنا نقبل بالمياه المالحة بس ما معنا ندفع فتورةالاشتراك ، لأننا لم نعد نتحمل 150 ألف ليرة بالشهر، وغيرها من التكاليف لشراء المياه المكررة، التي وصل سعر الغالون الـثمانية آلاف ليرة".

بدوره، أكد اللاجئ أبو فؤاد الحسون، لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "أكثر من 400 عائلة في مخيم شاتيلا، لا تستفيد من مياه الخزان، أي أنّه من بين المربعات الأربعة المقسمة داخل المخيم، يوجد مربع واحد فقط يستفيد من المياه،  يطلق عليها مياه اللجنة، ولكنها عكرة ولا تصلح للشرب".

وأشار إلى أن "المشكلة تكمن أيضًا في عدم إيصال بلدية الغبيري لقسطل المياه الرئيسي في منطقة حي فرحات، والذي كان يغذي منازل المخيم بالمياه الحلوة، لأنه في حال تم ذلك، لن نكون بحاجة إلى مياه خزان الأونروا".

ودعا اللاجئ الفلسطيني محمد مصلح، عبر "وكالة القدس للأنباء"، اللجان الشعبية إلى "تحمل مسؤوليتها من خلال الانتهاء في العمل بورشة خزائن المياه داخل المخيم، كما أن عليها حماية الخزائن المنتشرة داخل المخيم من السرقة، لعدم إيجاد أية ذريعة لمسؤولي الأونروا من أجل إيصال المياه".

طوابير المياه ومشكلة الخزان

من جهته، أبو محمد المصري، قال لـ"وكالة القدس للأنباء": من المؤسف أن نشاهد خزاناً عملاقاً، أنشأته الأونروا خصيصًا لتزويد منازل المخيم بالمياه الحلوة، تحول إلى حنفية مياه (صنبور)  ينتظر الأهالي في الطابور للتعبئة منه، حيث يشغل من قبل موظف من الأونروا ولساعة واحدة فقط، حدَّدتها بين الساعة الـ 10 حتى الـ 11 صباحًا  ".

من ناحيته، طالب أبو وسيم فرحات، عبر "وكالة القدس للأنباء"  "الأونروا" بأن تأخذ دور اللجان الشعبية لإيصال المياه إلى المنازل، قائلاً: "المفروض أن تصل المياه إلى المنازل منذ زمن، هذا ما وعدتنا به وكالة الأونروا عند بدئها في مشروع الخزان".

وأضاف: "أشعر بالغضب، إذ أنّ المياه الحلوة لا تصل منازلنا، كما أن المياه المالحة تنخر في أجساد أطفالنا وأثاث منازلنا" .

التلويح باستمرار التظاهرات الاحتجاجية

بدورها، أكدت اللاجئة الفلسطينية، إيمان علي، لـ "وكالة القدس للأنباء"، أنّ "التحركات الاحتجاجية ستبقى مستمرة"، وطالبت الوكالة، بتشغيل الخزان، وضخّ المياه إلى المنازل، لأنّ الناس لم يعد بإمكانها تحمل المزيد من التكاليف.

يشار إلى أن  أهالي مخيم شاتيلا، كانوا قد أقاموا في منطقة "خزان الأونروا"، منذ أيام قليلة، خيمة اعتصام دائمة، احتجاجاً على انقطاع مياه الشفّة عن منازلهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق