سيادة المطران عطا الله حنا : " لسنا جالية في وطننا ولسنا اقلية بل نحن فلسطينيون لنا جذور عميقة في تربة هذه الارض المقدسة "

 

القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية من محافظة بيت لحم حيث رحب بزيارتهم لمدينة القدس وخاصة في هذا اليوم المبارك الذي تحتفي به كنيستنا المقدسة بتذكار القديس يعقوب الرسول اول اسقف على القدس .ان هذا التذكار المجيد المقدس الذي نقيمه اليوم انما يذكرنا بعراقة وجودنا في هذه البقعة المباركة من العالم فالحضور المسيحي لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام ونحن باقون في هذه الارض وستبقى اجراسنا تُقرع مبشرة بقيم المحبة والاخوة والرحمة والسلام وسيبقى صليبنا شامخا في سماء هذه المدينة المقدسة هذا الصليب الذي يرمز الى ايماننا والى جذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة .رسالتنا اليوم في هذا العيد المبارك بأن المسيحية باقية في هذه الارض رغما عن كل التحديات والصعوبات والعثرات والمسيحيون باقون في ديارنا رغما عن تراجع اعدادهم وهم باقون على العهد والوعد شهود لايمانهم ولانجيلهم ولهويتهم الوطنية الفلسطينية .يريدنا البعض ان نتخلى عن انتماءنا الوطني ونحن نقول لهؤلاء بأننا فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ، وسنبقى دوما مدافعين عن الحق والعدالة متشبثين بقيم ايماننا وانتماءنا الوطني العريق في اقدس بقعة في هذا العالم .لسنا جالية في وطننا ولسنا اقلية في هذا المشرق ولن نكون فنحن مطالبون بأن نكون دوما ملحا وخميرة لهذه الارض كما اننا مطالبون بأن تكون حياتنا انعاكسا للانجيل بالتواضع والمحبة والرحمة والقيم التي تنادي بها المسيحية .كنيستنا ليست طائفة كما يسميها البعض بل هي الجماعة المؤمنة التي تتمسك بقيم الايمان القويم وهي منفتحة على مجتمعنا وعلى انساننا فحيثما هنالك الم وحزن ومعاناة وظلم نحن منحازون الى جانب كل المتألمين والمعذبين والمظلومين .نحن لسنا طائفة بل كنيسة والكنيسة شيء والطائفة شيء اخر ونحن نرفض الطائفية المقيتة لانها لا تعبر عن تاريخنا واصالة وجودنا وايماننا في هذه البقعة المباركة من العالم .المسيحيون في هذه الديار مطالبون اليوم كما وفي كل يوم بأن يحافظوا على ايمانهم وتراثهم وعقيدتهم وانتماءهم لكنيستهم بعيدا عن التقوقع والانعزالية فالكنيسة ليست مكانا معزولا عن مجتمعنا بل هي مكان تقديس وبركة لكي نكون دوما خداما حقيقيين لكنيستنا ولمجتمعنا ولوطننا .احبوا كنيستكم واحبوا وطنكم فهذا الوطن هو وطننا وهذه الارض هي ارضنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا ونحن لسنا غرباء في هذا الوطن كما اننا لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك فانتماءنا لهذه الارض هو كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام ولكن جذورها العميقة في تربة هذه الارض انما تشير الى عراقة وجودنا وانتماءنا وتاريخنا المجيد .نعايدكم في هذا اليوم المبارك ونتمنى لكم الصحة والعافية والقوة ، نصلي من اجل كنيستنا ومن اجل شعبنا ومن اجل ان تتحقق العدالة في ارض سلبت منها العدالة وخيم عليها الظلم والقمع والاستبداد بحق شعبنا الفلسطيني ، نتمنى ان تزول الجائحة قريبا وان تكون حقبة ما بعد الجائحة افضل من سابقتها .تحدث سيادته عن تاريخ مدينة القدس والاماكن المقدسة فيها وضرورة ان ندافع عن القدس المستهدفة اليوم اكثر من اي وقت مضى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق