كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في مهرجان الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات

 

كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في مهرجان الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات في مركز معروف سعد الثقافي-صيدا.

يا رجال ونساء واطفال فلسطين الحبيبة ، يا أبناء المخيمات مخيمات الصمود في لبنان، ايها الإخوة والرفاق...
في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات نتوجه بتحية الإجلال والإكبار إلى روحه الطاهرة وذكراه العطرة...
كما نتوجه بالتعازي القلبية الحارة الى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في هذه الذكرى الأليمة...
رحيل الرئيس خسارة كبرى فهو القائد الرمز الذي رفع راية فلسطين، وخاض النضال لعدة عقود من أجل التحرير، وواجه معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، وصولاً إلى الاستشهاد يوم 11 تشرين الثاني سنة 2004.
من تأسيس حركة فتح وإطلاق الكفاح المسلح، إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وخوض أشرس المعارك العسكرية والسياسية تحت راية تحرير فلسطين والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، إلى مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان سنة 1982، ومعركة صمود بيروت الأسطوري، وإلى إطلاق انتفاضة الأقصى سنة 2000، تاريخ حافل بالتضحيات الجسام خطته دماء الشهداء وتوّجه استشهاد القائد الرمز وهو يرفع راية التحرير والعودة ودولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أبو عمار عاش من أجل فلسطين واستشهد من أجل فلسطين. ومسيرته النضالية وثوابته السياسية لا تزال مصدر إلهام للأجيال الجديدة من المنتفضين والمقاومين والثوار على طريق التحرير.
أيتها الأخوات أيها الإخوة..
في ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات نتوجه بالتحية إلى شهداء لبنان وفلسطين والأمة العربية. ونؤكد على التضامن مع الأسرى الصامدين في سجون العدو الصهيوني والذين يخوضون بكل تصميم وشجاعة معركة الجوع في مواجهة القمع والاضهاد والسجانين.
كما نؤكد على الشراكة الكفاحية الكاملة مع أهلنا أبناء الشعب الفلسطيني الثائر والمنتفض و المقاوم الذي أثبت على الدوام في معاركه البطولية المتواصلة أنه شعب واحد، من القدس والضفة الغربية إلى قطاع غزة وإلى أراضي 48 ، وصولاً إلى بلدان الشتات.
أيتها الأخوات أيها الإخوة..
إن الصهيونية حركة عنصرية عدوانية مجرمة، أقامت دولة العدوان على حساب دولة فلسطين وحقوق شعبها. اسرائيل دولة احتلال تصادر أراضي فلسطين، وتبني المستوطنات، وتطرد الفلسطينيين من أرضهم، وتنكل بهم، وتقتلهم في القدس وأحيائها وفي الضفة الغربية ومدنها وقراها وفي النقب، وتمارس الحصار والعدوان على قطاع غزة، كما تمارس أيضاً كل أشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في أراضي ال 48.
إن الشعب الفلسطيني وهو يواجه العدوان العنصري عليه وعلى بلاده دون كلل أو تراجع على مدى عقود إنما يؤكد تصميمه على انتزاع حقوقه الوطنية فوق أرضه.
ونحن عندما نقف إلى جانب فلسطين وشعبها، انما ندافع عن الحق والعدل والكرامة الإنسانية في مواجهة الظلم والقتل والإرهاب ونظام الفصل العنصري.
إنه شرف عظيم لكل من يقف إلى جانب فلسطين وشعبها، وعار على كل من يدعم اسرائيل هذه الدولة العنصرية العدوانية، أو من يطبع العلاقات معها على حساب حقوق شعب فلسطين.
أيتها الأخوات أيها الإخوة...
إن سياسات التمييز التي تمارسها السلطات اللبنانية ضد الإخوة الفلسطينيين إنما هي إدانة لهذ ه السلطات قبل أن تكون إساءة للفلسطينيين...
إن الكلام الإنشائي عن دعم نضال الشعب الفلسطيني، وحقه بالعودة إلى بلاده، يبقى كلاماً فارغاً لا قيمة له في ظل سياسات التمييز والتهميش والتضييق...
إن الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان هي حقوق تفرضها قواعد العدل والحق والمساواة بين البشر، فضلاً عن أنها، خلافاً لكل الإدعاءات، تعزز نضال الشعب الفلسطيني المتواصل من أجل استعادة حقوقه الوطنية بما فيها حق العودة.
أيتها الأخوات أيها الإخوة...
يعاني الفلسطينيون في لبنان، مثلهم مثل إخوانهم اللبنانيين، من إنهيار الأوضاع الاجتماعية والمعيشية نتيجة المآزق السياسية والانهيارات المالية والاقتصادية الواقع لبنان في جحيمها.
السياسات الخاطئة والمدمرة أوصلت لبنان إلى الانهيارات الكبرى، فهو يعاني عجزا شبه كامل في معالجة أزماته المستحكمة على كل الصعد السياسية والإقتصادية والمالية، فضلاً عن تداعياتها الاجتماعية الخطيرة وما يحمله ذلك من مخاطر محدقة على الأمن والاستقرار.
أيها الإخوة ...
في 17 تشرين أول 2019 انتفض الشباب اللبناني رفضاً لواقع الفساد، ورفضاً للسياسات والمحاصصات الطائفية، وطالبوا بالتغيير الشامل في كل المجالات.
وعلى الرغم من تراجع التحركات الشبابية والشعبية والمطلبية إلا أن اللبنانيين مستمرون في رفض سياسات المحاصصة الطائفية والزبائنية والتبعية للخارج. ويطالبون بالعدالة الاجتماعية والدولة اللاطائفية المنيعة الحديثة العادلة.
لقد بات التغيير السياسي هو المدخل الوحيد لإنقاذ الدولة والكيان والشعب اللبناني وسائر المقيمين في لبنان.
ونحن، من ضمن قوى الاعتراض والتغيير، نخوض النضال بمختلف الأشكال السياسية والميدانية والديمقراطية دفاعاً عن حقوق الناس ، ومن أجل الإنقاذ والتغيير.
ولسوف نواصل النضال حتى تعديل ميزان القوى بما يساعد على الوصول إلى التغيير مهما تطلب ذلك من وقت وجهد وتضحيات.
ومن المؤكد أن قوى التغيير في لبنان تدعم بقوة نضال الشعب الفلسطيني، ذلك أن الشعوب المضطهدة والتي تعاني القهر والاستبداد تؤازر بعضها بعضاً...
أيها الإخوة...
القائد الرمز أبو عمار آمن بالشعب الفلسطيني، وقاد المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية والعمل السياسي والدبلوماسي، وساهم إسهاماً كبيراً في تعزيز التضامن العربي والعالمي مع قضية الشعب الفلسطيني. كما شدد على أولوية المصلحة الوطنية الفلسطينية وعلى القرار الوطني المستقل بعيداً عن المحاور والصراعات الإقليمية والدولية.
واليوم، على الرغم من هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، إلا أن هذه القضية لا تزال القضية الأولى في وجدان الشعوب العربية بالرغم من كل المرارات التي تمر بها هذه الشعوب. وهذه القضية أيضاً لها مكانتها في ضمائر كل أحرار العالم.
إن التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في بلاده، وهو في الوقت نفسه دعم للعدوان والعنصرية والاحتلال والقتل.
فليخجل المطبعون وليسقط التطبيع...!!!!
ونحن إذ نشدد على التضامن العربي، نرى أن هذا التضامن لا يقوم إلا على قاعدة حماية مصالح الشعوب العربية والتصدي لمن يعتدي عليها، وإلا على احتضان القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية.
والعروبة كما نراها هي العروبة التحررية التقدمية الحضارية المنفتحة، هي الكفاح من أجل تحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا من الاحتلال العنصري الصهيوني، وفي تحرر البلدان العربية وشعوبها من الهيمنة والتدخلات الخارجية ، وهي أيضاً حماية المصالح الوطنية الخاصة لكل دولة من الدول العربية وحماية المصالح العربية المشتركة.
لذلك ندين التطبيع مع العدو الصهيوني، كما ندين كل أشكال الهيمنة، وكل المساعي الهادفة إلى تحويل البلاد العربية إلى مناطق سيطرة ونفوذ للقوى الاقليمية والدولية.
وليس أمام الشعوب العربية إلا تصعيد النضال من أجل إسقاط كل أشكال الاحتلال، والهيمنة واستعادة سيادتها فوق أراضيها... وليس أمامها أيضاً سوى تصعيد النضال من أجل استعادة حقوقها الانسانية وكرامتها في حياة عزيزة كريمة....
ختاماً أيها الإخوة...
نكرر توجيه التحية إلى القائد الرمز ياسر عرفات في ذكرى استشهاده، ونجدد الثقة بقدرة هذا الشعب الجبار على تحقيق أهدافه الوطنية وطرد الاحتلال من كل فلسطين.
والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق