أمهات "عين الحلوة" يبتكرن طرقاً جديدة لتأمين المستلزمات المدرسية لأولادهن

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

يمر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بعام دراسي فاق كل التوقعات صعوبة، بعد أن أصبحوا غير قادرين على تأمين كافة المستلزمات المدرسية لأولادهم، فانتشرت مؤخراً ظاهرة طلب الحصول على الزي الخاص بالمدرسة على الغروبات بمواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الحصول عليه مستعملاً بسعر يناسب وضعهم المادي الصعب، لأن رواتبهم أصبحت لا تكف لشراء كافة المستلزمات جديدة، خاصة وأن أسعارها فاقت الخيال، وازدادت بشكل جنوني.

وفي هذا السياق، تحدثت السيدة شيماء ياسين، من مخيم عين الحلوة، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "اضطررت إلى نشر طلب تأمين الزي المدرسي لأولادي على إحدى الكروبات بموقع ال"فيسبوك"، لأن وضعي المادي لم يسمح لي بشراء ٣ ألبسة لأولادي جديدة، والحمدلله تم تأمين الزي لبناتي، واشتريته بنصف التكلفة، أما الزي الخاص بإبني تم تأمينه لكن دون أن أدفع ثمنه، وجدت معروضاً على "الفيسبوك" لوجه الله تعالى، وتواصلت مع السيدة، وكان من نصيب إبني"، مضيفة أنها "لم أفكر في يوم من الأيام أن أخطو خطوة كهذه، لكن الوضع أصبح صعب جداً، ولو لم أكن بالفعل غير قادرة على شرائه لما فعلت هذا، وفضلت أن يرتدي أطفالي زياً مستعملاً، على أن لا يذهبون إلى المدرسة".

أساليب جديدة للتعاون

من جانبها، قالت السيدة نسرين صادق: " أنشأت كروب على الواتساب، وأضفت فيه أقاربي وأصدقائي، وهو خاص بتأمين المستلزمات المدرسية المستعملة، لكي نكون إلى جانب بعضنا في هذه المحنة الصعبة، فأصبحت كل أم لديها كتب أو لباس أو حقائب لا تريدها، تعرضها على هذا الغروب، ويتم بيعها بأسعار مناسبة، وبعض السيدات عرضن بعض المستلزمات المادية دون مقابل"، مبينة أن "الكروب أفاد الجميع، والآن أصبح البعض يعرضون ثياباً شتوية لأولادهم لم تعد تناسبهم، خاصة وأننا مقبلين على فصل الشتاء، وأسعار الثياب جداً باهظة، ولا يمكن لمن لديه أكثر من طفل أن يشتريها".

بدورها قالت السيدة أم جود، إنها " عرضت الزي المدرسي القديم لأولادي على صفحة بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أصبح غير مناسب لهم، وبنفس الوقت طلبت تأمين زي كبير يناسب أعمارهم، لم أكن أتوقع أن الأمر سيكون بهذه السهولة، فكنت أفكر كيف يمكنني تأمينه، وماذا سأفعل بالزي القديم، لكن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت الأمر كثيراً، خاصة وأن الجميع يعاني من أوضاع صعبة، في ظل الغلاء"، مشيرة إلى أنها "بهذه الخطوة استطعت تأمين مستلزمات أولادي بالإضافة إلى إفادة أطفال غيرهم، وأيضاً استطعت تأمين كتابين لإبني بهذه الطريقة، وكتاب اضطررت أن أشتريه من المكتبة، بسعر الكتابين، لأن المدرسة اشترطت أن يكون هذا الكتاب جديداً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق