استباقاً للكارثة.. هذا ما يطلبه أهالي"شاتيلا" قبل هطول الأمطار

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

يخشى الأهالي في مخيم شاتيلا، وفقاً لمعايشتهم المعاناة سابقاً، أن يحمل الشتاء معه هذا العام، أزمات عدة بسبب عدم قدرة مجاري الصرف الصحي على استيعاب كمية المياه الكبيرة، نتيجة انسداد هذه المجاري، أو نتيجة السيول التي تصب فيها من خارج المخيم، فتغرق الشوارع والأزقة، وتتحول بعض الأحياء إلى مناطق منكوبة، تغمرها برك مياه تشل حركة التنقل، فتضيف للناس مشاكل جديدة، تترافق مع الضغوط الاقتصادية والمعيشية وتفشي فيروس كورونا.

ويرجع عضو اللجنة الشعبية في المخيم، خالد أبو النور، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أصل المشكلة إلى "الإرتفاع بالكثافة السكنية وسط تمدد عمراني بشكل عمودي في مخيم صغير لا تتجاوز مساحته الربع كيلو متر مربع، والذي أدى في مكان ما إلى إضعاف البنية التحتية لمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى قلَة الوعي لدى الناس وإقدام البعض منهم على رمي النفايات في الشوارع". 

ويضيف: "عمال النظافة في الأونروا يقومون بواجبهم على أكمل وجه، حيث ينظفون الريغارات بشكل دوري قبل وبعد سقوط الأمطار، ولكن المشكلة تكمن أيضاً بحجم قساطل مجاري الصرف الصحي الرئيسية، التي لا تستوعب الكثافة السكانية الهائلة".

ويختم: "يجب على الأونروا إيجاد حلول ناجعة  لمشاكل الأهالي تجنباً لوقوع كوارث مع حلول فصل الشتاء".

الوضع لا يطاق في الشتاء

وتشهد المنطقة التي تقع بين بنايات الأونروا في المخيّم، طوفان مجاري الصرف الصحي عند هطول الأمطار الغزيرة، حيث تطوف الحارة بأكملها بالمياه الآسنة، وتتحول إلى برك تصعب على الأهالي العبور من المنطقة.

ويشتكي أحد سكان الحي، أبو عمر الحسن  لـ"وكالة القدس للأنباء"، من الظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي خلال فصل الشتاء، فيقول: "الوضع لا يطاق في الشتاء، لأن المنطقة تتحول إلى برك مياه،  حيث يصعب علينا التحرك وتنتشر الروائح الكريهة، بسبب اختلاط مياه الأمطار مع مياه المجارير".

وهذا ما تؤكده الحاجة أم محمد فريجي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "الوضع يزداد تعاسة مع هطول الأمطار، فبالإضافة إلى وضع الحي المزري الذي تغمره المياه، فالكثير من الأهالي تسكن تحت أسقف الزينكو، وآخرون أسطح منازلها تعاني من النش ودلف المياه ".

وتدعو فريجي في نهاية حديثها، وكالة "الأونروا" إلى "العمل على تحسين ظروفنا المعيشية، وإجراء كشف على المنازل التي بحاجة إلى ترميم، قبل حصول الكارثة".

والأمور ليست أقل سوءاً بمنطقة الحي الغربي، الواقعة على الطرف الغربي للمخيم، حيث يتحول الشارع بأكمله إلى نهر جارف للأوساخ الصلبة وأكياس القمامة وبقايا الحيوانات، التي تتسبب بإنسداد مجاري الصرف الصحي وارتفاع منسوب المياه إلى الأرصفة ودخولها المنازل والمحلات التجارية.

ويشير صاحب مطعم العسلي، أبو العبد عسلي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى أن "المخيم واقع على منطقة جغرافية منخفضة، وريغارات المخيم لا تستوعب الجرف المائي الذي يحمل معه الأوساخ والمواد الصلبة من منطقتي سوق صبرا والمدينة الرياضية".

ويضييف: "الوضع يزداد سوءاً مع هطول الأمطار، فالمياه تجتاح المنازل والمحلات التجارية في الشارع، بالإضافة إلى اختلاطها بأشرطة الكهرباء ما يجعل حياة المارة عرضة للموت بالصعقة الكهربائية".

 الوضع يتحوّل كارثياً بكل المقايس خلال فصل الشتاء في مخيم شاتيلا، إذا لم يتم تدارك الأمر الآن، والمطلوب من كل الجهات المعنية  من "أونروا" ولجان شعبية ومؤسسات خدماتية الإسراع في تقديم الخدمات واطلاق مشاريع بنى تحتية للشوارع، وترميم المنازل المتصدعة و تلك الآيلة للسقوط في المخيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق