المخيمات الفلسطينية في الشمال.. هذا ما تخشاه من العام الدراسي الجديد

 

وكالة القدس للأنباء - ربيع فارس

مع بدء العام الدراسي في مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، تكثر الهواجس والمخاوف لدى الأهالي في مخيمي نهر البارد والبداوي، شمال لبنان، مما يحمله هذا العام من ضغوط بسبب ارتفاع كلفة المواصلات والقرطاسية، وانتشار فيروس كورونا، وعدم إمكانية متابعة التعليم عن بعد، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون في المخيمات، حيث يعجز معيل الأسرة عن تأمين قوت يومها.

في هذا السياق، يقول اللاجئ في مخيم نهر البارد، زياد شتيوي لـ"وكالة القدس للأنباء"، أنه "نتيجة للظروف القاسية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في المخيمات، أصبحت الحياة صعبة جداً، وبالأخص مع بدء العام الدراسي، حيث غلاء القرطاسية والحقائب المدرسية، فقد أصبحت الأسعار مرتفعة جداً، وازدادت أربعة أضعاف تقريباً".

وأضاف شتيوي: "المسألة لن تقف عند هذا الحد، فهناك المواصلات أيضاً والمريول والبوط، والمصروف اليومي للطفل..الخ".

وأشار إلى أن تكاليف المدرسة ستكون للطالب الواحد حوالي المليون ليرة ثمن القرطاسية والمواصلات، الله يكون بعون رب العائلة يلي عنده ثلاثة أو أربعة أولاد في المدرسة".

وتابع: "هنا على الأونروا أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة، وتؤمن القرطاسية مجاناً للطلاب، أو أن تساعد مؤسسات "NGos" بالقرطاسية أيضاً، بغية التخفيف عن كاهل الناس، لأن رب العائلة بالصعوبة يستطيع أن يؤمن الأكل والشرب في ظل هذه الاوضاع والغلاء الفاحش".

محاولة اتخاذ القرار الصعب

بدوره، يقول أبو فريد وهبة: "رغم أنني من الأشخاص الداعمين للعلم والتعليم، لكن مع الأزمات التي نعيشها في زماننا هذا من أزمة ارتفاع ال$ وأزمة البنزين والمازوت، وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والتشغيلية من حولنا، وبالأخص القرطاسيات، ونحن مقبلون على العام الدراسي الجديد، الوضع صعب، فأنا لدي أربعة أبناء طلاب بالمدارس ومعاشي الشهري لا يكفي لإطعامهم، فكيف سوف أجهزهم من شنطات ولوازم مدرسية.. الخ والذي يزيد الطين بلة أجرة النقل للمدارس (الباصات)، ما جعلني أفكر جدياً اتخاذ القرار الصعب، وهو أن أوقفهم عن التعليم".

من جهتها، قالت اللاجئة في مخيم البداوي، زينة منصور، لـ"وكالة القدس للأنباء": "مع بدء العام الدراسي الجديد، هناك صعوبات كثيرة نواجهها: التخوف من انتشار الكورونا والعودة للدراسة أون لاين، والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، وتكلفة المواصلات المرتفعة جداً، وارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية، وارتفاع المواد الغذائية والسكاكر، وعدم القدرة على وضع التلميذ في تعليم خصوصي بسبب ارتفاع الأسعار وفقدان العمل، ما سيواجه التلميذ والأهل صعوبة في متابعة الدراسة".

وفي سياق متصل، أكدت اللاجئة في مخيم البداوي، سوزان العاصي، أن "المشكلة الأولى التي تواجهنا في بداية العام الدراسي الجديد هي عدم توفر البنزين للمواصلات، وإن توفر فأجرة المواصلات "صارت نار"، بالإضافة إلى غلاء القرطاسية والملابس والمستلزمات المدرسية، في الوقت نفسه لا يوجد عمل وإن وجد العمل فالأجور قليلة، ولا تتناسب مع المصاريف (بين مصروف بيت من أكل وشرب، لتوصل لتأمين مستلزمات الدراسة)".

وأضافت :"المشكلة الثانية هي مشكلة الكهرباء في الـ24 ساعة تأتي الكهرباء من 3 ل 4 ساعات، والاشتراكات ما عم تشتغل غير 6 ساعات بفترة الليل، يعني تقريباً طول النهار بلا كهربا وبلا انترنت، وقريباً بالشتوية بلا ضوء لأنه بتعتم ع بكير".

أهمية دور "الأونروا"

من ناحيته، أوضح مسؤول "رابطة بيت المقدس" في شمال لبنان، الأستاذ علي حسن، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أنه "بالنسبة لموضوع الأونروا نؤكد على أهمية أن تقوم بدورها من خلال إعادة تقييم المرحلة السابقة بشفافية، ووضع خطة شاملة تراعي الظروف الخاصة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الأزمات المتتالية، وأهمها دعم الطالب الفلسطيني بالقرطاسية وتأمين بدل نقليات، والتخفيف عن كاهل الأهل، والرقي بالمستوى التعليمي".

وتابع: "وإن كان هناك خطة بديلة للتدريس عن بعد، نطلب من الأونروا تأمين ما يحتاجه الطالب في هذه المرحلة وهذه الخطة (لاب توب، تاب....)".

المطلوب اليوم حل سريع من إدارة "الأونروا" والمعنيين، لأن مستقبل المدارس والطلاب والعام الدراسي بخطر!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق