رحل الكبار

 

 ماهر الصديق     

مع رحيل الاستاذ محمود دكور تكون قافلة الكبار الذين تركوا بصمات لا تمحى قد

غادرت الى رحمة الله عزوجل ، يحمل كل واحد منهم كتاب اعماله من الخير و العطاء

و السيرة الطيبة . يحمل السجايا الحميدة و العصامية ، و الجهود الحثيثة لبناء جيل متعلم

خلّاق قادر على منفعة ذاته و عائلته و مجتمعه و وطنه و امته . رحلوا بعدما تركوا

ذكرى طيبة و افعال خير لا تحصى . رحل الاستاذ محمود و من قبله الاساتذة الفضلاء

يوسف القط و علي كعوش و فضل محسن و علي مرتضى و محمود قدورة و غيرهم

ممن لهم فضل في صناعة اجيال ما بعد النكبة ، رحلوا و بقيت بصماتهم في كل نجاح

و ابتكار و نبوغ ، بقي تأثيرهم في اللغة و النظام و الاستقامة و حب الوطن . كل

شاعر و اديب و بارز في مجال من مجالات الادب و العلوم و السياسة و الاجتماع

لهم عليه فضل بعد فضل الله عزوجل و فضل الوالدين . لقد كانوا مربين كما

ينبغي للتربية ان تكون ، كانوا مخلصين في رسالتهم كما هو الاخلاص في اسمى

تجلياته . لم تكن غايتهم الا رضى الله ، و ارضاء ضمائرهم . لذلك كانوا يعطون

من اوقاتهم الخاصة ، كانوا يربون التلاميذ حتى خارج الصفوف ، كانوا لا يتوانون

عن الذهاب الى البيوت لاعطاء النصائح للاهل ، و الجلوس مع كل تلميذ على حدى

للتوجيه و تقديم النصائح . كانوا يعتبرون رسالتهم وطنية و ليست وظيفية فحسب .

رحم الله الاستاذ محمود و من ذكرناهم و من لم نذكرهم ، لهم اياد بيضاء علينا ،

نسأل الله تعالى ان يغفر لهم و يجعلهم في جنات النعيم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق