ما هي أهمية إطار لجنة الشعبة؟



الحاج رفعت شناعة

إنَّ إطار لجنة الشعبة المكوَّن من مجموعة خلايا تنظيمية هو من أبرز الأطر القاعدية، وفي غياب أطُر الشُعب لا يمكن الاقدام على تشكيل المناطق والأقاليم، فإطار الشعبة هو القاعدة الصلبة في عملية البناء التي تتطور إلى منطقة ثم إلى إقليم، ثم إلى ساحة إذا كان هناك مجموعة أقاليم.
إن الذين درسوا في جامعات العالم العربية والأجنبية يعرفون قيمة تشكيل خلية أو خلايا (تتراوح بين(3-5) أعضاء، وعلى رأس كل خلية أمين سر، وفي هذه الأطر أي الخلايا، والحلقات، والأجنحة يتم تدريس الأعضاء كل في خليته المبادئ الأساسية، والمفاهيم الحركية والسلوك التنظيمي السليم، وأصول عقد الجلسات التنظيمية.
إنَّ القيِّمين على العمل التنظيمي في الدول والأقطار يبدؤون التأسيس بتشكيل الخلايا، وكل خلية منفصلة عن الأخرى، تم يبدأ المسؤول بتشكيل الأجنحة حيث تْشكِّل كل ثلاث خلايا إلى خمس خلايا جناحاً، وهكذا تتحوَّل الخلايا تدريجياً إلى أجنحة، وكل جناح منفصل عن الآخر للحفاظ على سرية العمل. والخطوة التالية لتشكيل مجموعة الخلايا المنضوية تحت اسم أجنحة، والتي تجتمع في الخطوة التالية تحت مسمَّى شعبة، وهناك أمين سر الشعبة، وأعضاء الشعبة الذين يقومون بدور تأسيس الخلايا والأجنحة، وعندما تتأسس الأجنحة تكون هناك نقلة نوعية لتسمية أعضاء الشعبة واختيارهم حسب أقدميتهم، وحسب كفاءاتهم، وتخصصاتهم، وبذلك يتشكل هذا الإطار القيادي التنظيمي الأول في مدينة أو محافظة معيَّنة . وهذا الإطار القيادي هو نواة مستقبلية في دولة معينة، ثم تُشكل شُعَب أخرى، ثم مناطق أخرى ثم يكون هناك إقليم، وأمين سر إقليم، فيما بعد.
من هنا، وبعد هذا الشرح المفصَّل تبرز أهمية إطار الشعبة في أي إطار تنظيمي، لأنَّ إطار الشعبة في معظم المراحل يكون هو الإطار القيادي في البقعة الجغرافية المحددة له بسبب قلة عدد الأعضاء هناك. فإطار الشعبة ليس إطاراً هامشياً أو شكلياً، وانما المطلوب منه دور قيادي مسؤول، وأي محاولة لتجميده، أو تعطيله عن أخذ القرارات في هذه البقعة الجغرافية التي تقع في عهدته سواء اكان ذلك في أوروبا أو أميركا أو أي دولة عربية، أو أي مخيم فلسطيني فعمل الشعبة ودورها، ونشاطها مهمة مقدَّسة لا يجوز تعطيلها، أو تكبيلها، أو تجميدها، مهما كانت الظروف.لأن ذلك سيتسبب في تدمير الإطار بكامله بسبب غياب التفاعل.
ومهما كانت العقبات فإن إطار الشعبة وقيادتها لا تستطيع أن تتوقف عن عملها، فعملها متواصل على مدار الساعة، ويجب أن تأخذ قراراتها بمتابعة كل صغيرة وكبيرة.
وعمل الشعبة عمل متكامل في مختلف الميادين، وقد تحاول بعض الجهات تجميد، أو عرقلة إطار الشعبة من خلال الضغوط الأمنية، والتهديدات، أو رغبة البعض بتفكيك الهيكليات التنظيمية وهذا يفتح باب التسيُّب، واللامبالاة، والشرذمة، وهذا لا يجوز إطلاقاً.
وما نقصده هنا أن الحفاظ على إطار الشعبة هو الحفاظ على أساس البناء الحركي، ووجود إطار الشعبة متماسكاً وفاعلاً هو ضمانة استمرار الوجود التنظيمي والبناء عليه، وتطويره.
ولذلك إذا دققنا جيداً نجد أن إطار الشعبة عندما يكون قائماً ومتفاعلاً فهو الضمانة لاستمرارية التنظيم الحركي الذي يقود القاعدة الجماهيرية، وكافة الانشطة والفعاليات الاجتماعية، والأنشطة، ومتابعة الأوضاع الأمنية، والعمل على تنمية قدراتنا، وتسويق مواقعنا بشكل يومي مدروس وتحت الرقابة.
ونحن نقول دائماً إنَّ مهمة أمين سر الشعبة هي من أصعب المهام في الحركة لأن أمين سر الشعبة مسؤول عن جغرافيا المخيم، أو الحيّ المحدد، أو القرية المعيَّنة، فأمين السر هو المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة، ومطلوب منه أن يطوِّر البناء التنظيمي حتى يكون بإمكانه ضبط كافة الجوانب في إطار الشعبة.
إن أي محاولة لتجميد إطار الشعب أو إضعاف دوره ، يُسبِّب شللا في جسم التنظيم، وقد يمتد إلى أجزاء أخرى.
وأنا أقول إن أصعب مهمة وأكثرها حساسية وتأثيراً على جسم الحركة هي أمانة سر الشعبة.
وأكثر المسؤولين جهداً، ومتابعةً، وخطورةً في مواجهة التحديات هو أمين سر الشعبة، لأن عمله يتطلب منه السهر، والجهد المضاعَف ليل نهار، ومواجهة الأخطاء والتحديات على كافة الأصعدة لأنه هو الأقرب إلى القاعدة التنظيمية.
باختصار عندما ننجح في بناء الشعب، ننجح في بناء الحركة.
24/9/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق