إرباك في انطلاق العام الدراسي في "الأونروا"... واعتصامات للمطالبة بتأمين مستلزمات نجاحه



 محمد دهشة - نداء الوطن

في خضمّ تحدّيات كثيرة متداخلة ومعقّدة، إنطلق العام الدراسي في مدارس وكالة "الاونروا" في لبنان، وسط ارباك واضح في كيفية التعامل مع أزمة مستجدة، تتمثّل في تأمين نقل الطلاب من والى المدارس بين مخيم عين الحلوة وصيدا ومدارس اقليم الخروب، مع استفحال الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة وارتفاع الاجرة، ما يكبّد اهالي الطلاب اعباء اضافية.


هذه الازمة المستجدة تمثّل تحدّياً كبيراً لنجاح العام الدراسي الجديد، بعدما تقرّر جعله حضورياً واتخاذ اجراءات وقاية للحدّ من تفشي فيروس "كورونا" المتحور بشكل لافت في عين الحلوة، حيث تسجّل يومياً اصابات من دون ان تستدعي غالبيتها الدخول الى المستشفى، ناهيك عن كلفة النقل المرتفعة بعدما بلّغهم اصحاب الحافلات ان الطالب يحتاج يومياً الى 25 ألف ليرة لبنانية ذهاباً واياباً، ارتباطاً بارتفاع سعر صفيحتي البنزين او المازوت، فكيف الحال مع عائلات لديها اكثر من طالب وفي أكثر من مدرسة؟

ويؤكد أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في صيدا عضو المجلس التربوي الفلسطيني الدكتور عبد ابو صلاح لـ"نداء الوطن" ان "التحدي كبير جداً، وهو لا يقف عند تحمّل "الاونروا" مسؤولية حل المشكلة المستجدة عبر تأمين باصات كما حال سبلين او نقل الموظفين الى بيروت، او دفع جزء من الكلفة، انما يتعدّاه الى تأمين مستلزمات نجاح العام الدراسي لجهة القرطاسية والكتب واستكمال الشواغر التعليمية في المدارس، في ظل تداعيات الإنهيار الإقتصادي وإنعكاسه السلبي على اللاجئين، وجزء كبير منهم لا يستطيع تأمين مستلزمات الحياة اليومية".

وتتحمّل "الاونروا" مسؤولية العملية التربوية ولها مدارس خاصة تنتشر في المخيمات ومختلف المدن اللبنانية، وفي صيدا أكثر من 4 مدارس، اما في عين الحلوة فهناك نحو 9 مدارس بينهم ثانوية واحدة "بيسان"، ويجري العمل على بناء مدرسة أخرى في منطقة النبعة في سيروب، الى جانب مدرسة "دير القاسي"، وشهدت هذا العام اقبالاً لافتاً بعد ارتفاع اقساط المدارس الخاصة ووضع الطلاب الفلسطينيين على لوائح الانتظار لقبولهم في المدارس الرسمية اللبنانية.

ويؤكد عضو هيئة العمل المشترك والمجلس التربوي خالد زعيتر ابو حسام لـ"نداء الوطن" ان الهيئة "تحركت باكراً لمواكبة المشاكل التي تعترض العام الدراسي، وعقدت اجتماعاً ونظّمت اعتصامات سلّطت خلالها الاضواء عليها وابلغت ادارة "الاونروا" بضرورة معالجتها لضمان نجاح العام الدراسي، ومنها اقتراح بالتعاقد مع باصات لنقل الطلاب او تحمّل نفقات الطلاب الذين تقع منازلهم خارج نطاق المدرسة ومحيطها مثل ما بين صيدا والمخيم والعكس"، مشيراً الى عقبة تواجه الطلاب وهي الاكتظاظ في الصفوف ما يعرّض السنة الدراسية للاهتزاز، في ظل صعوبة افتتاح صفوف اخرى او معالجة مشكلة الاكتظاظ.

وأكدت مصادر فلسطينية حرص الهيئة واللجان على انطلاق العام الدراسي وفق ما هو مقرّر سابقاً رغم المشاكل، بعدما تلقت وعوداً من مسؤولي "الاونروا" بالعمل على إيجاد حلول لوسائل النقل وحل الاحتياجات من القرطاسية والكتب، واستكمال الشواغر التعليمية في المدارس، مع اتخاذ قرار بتنظيم اعتصامات جماهيرية امام مدرسة بيت جالا وبيرزيت في إقليم الخروب ومدرسة رافيديا في صيدا، واعتبارها خطوة اولى نحو تصعيد التحركات المطلبية لحين تحقيق المطالب التربوية.

متابعة لبنانية

لبنانياً، ترأست رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري في مجدليون اجتماعات تربوية لمواكبة إنطلاق العام الدراسي الحالي والمعوقات اللوجستية المتمثّلة بأزمة البنزين وإرتفاع الأسعار، مروراً بتفاقم الأزمة المعيشية بشقّيها الإقتصادي والإجتماعي. وأكّدت أمام الوفد حرصها على التواصل مع وزير التربية القاضي عباس الحلبي لتأمين انطلاقة آمنة ومنتظمة للعام الدراسي في التعليم الرسمي والخاص، أكاديمياً ومهنياً ولوجستياً، مشددة على ضرورة الإلتفات نحو الأوضاع المعيشية للأساتذة بعد الإنهيار الكبير الذي طال القدرة الشرائية للرواتب والأجور.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق