"عين الحلوة" من دون بنزين... إقفال حتى إشعار آخر

 محمد دهشة - نداء الوطن

منذ استفحال أزمة المحروقات في لبنان نتيجة الازمة اللبنانية الخانقة، ومحطات الوقود في عين الحلوة مقفلة حتى اشعار آخر وبلا بنزين، وبات سكان المخيم يعتمدون كلياً على محطات البنزين في صيدا، ولا سيما سائقو التاكسي بعدما فضّل كثير منهم التوقف عن العمل موقّتاً تفادياً للازدحام الشديد أو الانتظار لساعات طويلة، او اعتماد نظام التعبئة يوم، والعمل في اليوم التالي كسباً لقوت اليوم.


جملة من الاسباب تضافرت لاقفال محطات المخيم أبرزها: اولاً، ان الشركات اللبنانية التي كانت تسلّمها قلصت مخزونها الى كميات محدودة، حتى لم تعد تفعل ذلك نتيجة الازمة الخانقة في شحّ البنزين. ثانياً، لتفادي الازدحام الشديد نظراً لضيق مساحة المخيم، اذ غالبيتها تقع في شوارع رئيسية ما يعني توقف السير حتماً وتحول المخيم موقفاً كبيراً للسيارات. ثالثاً والأهم، قطع الطريق على اي اشكال او استخدام السلاح واطلاق نار نتيجة تفلّت السلاح والتعدّد السياسي والتنظيمي والعقائدي والذي يمكن ان يأخذ المخيم الى حالة من التوتير.

ويؤكد قائد "القوة المشتركة" الفلسطينية في المخيم العقيد عبد الهادي الاسدي لـ"نداء الوطن" انه "منذ اشتداد ازمة البنزين تمنينا على اصحاب المحطات بيع مخزونهم بالكامل وعدم استقدام البنزين حتى لا تقع مشاكل أمنية نحن بغنى عنها، سيما هذه المرحلة شديدة الحساسية، وقد استجابوا تلقائياً، لانه في الايام الاولى وعندما بدأوا ببيع ما لديهم من مخزون، كادت تقع عدة اشكالات وجرى تطويقها سريعاً واقفال المحطات حتى اشعار آخر"، املاً في ان "تنتهي الازمات المعيشية والاقتصادية والخدماتية اللبنانية سريعاً لان تأثيرها يكون مضاعفاً على ابناء الشعب الفلسطيني مع حرمانه من حقوقه المدنية والاجتماعية والانسانية"، وقال: "نحن ومدينة صيدا منطقة واحدة، والمخيم يعتمد عليها كلياً في تأمين مختلف احتياجاته حتى الخبز، وهذا الحال قبل الازمات ومستمر على ما هو عليه بالرغم من تراجع قدرة الناس على الشراء وتقدير الصعوبات والعقبات".

وعلى شاكلة البنزين، يعاني المخيم من أزمة مازوت حادة وهي مضاعفة لجهة تشغيل آبار ضخّ المياه وهناك أكثر من 13 بئراً تقوم وكالة "الاونروا" بتوفير كمية لها من جهة، وتزويد اصحاب المولدات وعددهم 16 من جهة أخرى، مع التقنين القاسي بالتيار الكهربائي، حيث اضطروا الى اطفاء المولدات واعتماد برنامج تقنين نهاراً وتشغيل بضعة ساعات في الليل، ولم تنجح مساعي القوى الفلسطينية وأصحاب المولدات أنفسهم في تزويدهم بحصة دائمة، وتدخّلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والامن القومي أكثر من مرة لتأمين كميات لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق