صبرا وشاتيلا ..بعد 39 عاما

 


عبد معروف 


يحيي شعبنا الفلسطيني كل عام عشرات المناسبات الاليمة والمجازر الرهيبة وعمليات القتل والموت التي ارتكبت بحق الاطفال والشيوخ والنساء خلال العقود الماضية .

يتذكر شعبنا المجازر وعمليات القتل والدمار والتهجير التي استهدفت المخيمات في لبنان . تل الزعتر ..عين الحلوه ..صبرا وشاتيلا .. وغيرها .ذكريات أليمة نتذكرها ..نتذكر الضحايا والساعات و الايام الرهيبة والمرعبة التي سيطرت على الازقة والاحياء ومنازل البؤس داخل المخيمات ..

واحياء هذه المناسبات كل عام يقتصر على المهرجانات والمسيرات والخطابات واصدار البيانات ورفع الشعارات المنددة والمستنكرة ونشر صور الضحايا .

لا شك بأن ذلك يحيي الذاكرة الفلسطينية ..لكن المجازر وهذه المحطات المصيرية والتاريخية تتطلب اكثر من الخطابات والبيانات ورفع الشعارات ..تحتاج لدراسة وتقييم وجلسات حوار ونقاش حول طبيعة المرحلة السابقة والمرحلة الحالية ..وكيف يمكن توظيف هذه المحطات في مجال تطوير النضال الوطني الفلسطيني حتى يتمكن شعبنا من الخروج من نفق الهزائم والتراجعات والنكبات ويصنع فجر الانتصار ..

تمر الذكرى ال39 لمجزرة صبرا وشاتيلا هذا العام والاوضاع الفلسطينية تزداد سوءا وتراجعا وضعفا ..حقيقة من الضروري الاعتراف بها ونراها جيدا وهذا يعني ان شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات يمر بظروف صعبة وهناك ضرورة من اجل تجاوز هذه الازمات ومعالجة الاوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية ووضع حد للانقسام وحشد الطاقات في ميادين القتال والصراع مع الاحتلال .

واذا كان شعبنا اليوم لا يتعرض لمجزرة دموية في هذه اللحظات ..الا ان العدو مازال يحتل الارض ويصادر الممتلكات ويبني المستوطنات ويمارس كل انواع القتل والتنكيل بحق شعبنا ..كما ان الظروف المعيشية والاجتماعية والانسانية لشعبنا في الشتات وخاصة في لبنان بحالة مأساويه للغايه وهذا يحتاج الى عملية تقييم ودراسة لما يجري والبحث عن سبل الخلاص ..

وبالتالي هناك اهمية لاسراع الفصائل الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها اتجاه شعب هي المسؤولة عنه ..ووضع البرامج والمخططات والكادر القادر على قيادة المرحلة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها ..بعيدا عن العجز والمبررات والتهرب من المسؤولية ...من حق شعبنا ان يعيش حياة كريمة بعيدا عن الموت والقلق والخوف بعيدا عن الحرمان والقهر ..والا فالهزيمة ستتبعها هزائم والمجزرة ستتبعها مجازر والضعف سيزداد ضعفا ما يجعل المعاناة قاسية اكثر مما هي عليها اليوم ..صاحب المسؤولية عليه اليوم ان يتقدم لتحمل مسؤولياته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق