خاص: الأزمة الاقتصادية تغلق بعض المطاعم والمقاهي في "شاتيلا"!

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لا تزال الأزمة الاقتصادية الخانقة تلاحق اللاجئ الفلسطيني في لقمة عيشه أينما وجد، في المخيمات والتجمعات بلبنان، لتفرغ  حمولتها هموماً، ومشاكل وأعباء اقتصادية استهدفت كل مقوماته الحياتية، حيث اضطر الكثير من الأهالي إلى إقفال محالهم والتخلي عن مكان رزقهم لعدم القدرة على تحمل الغلاء الفاحش للسلع الغذائية أو لدفع فواتير المياه والكهرباء، وذلك بسبب إرتفاع  سعر صرف الدولار الأمريكي وإنخفاض القيمة الشرائية لليرة اللبنانية.

وفي هذا السياق، قامت "وكالة القدس للأنباء" بجولة ميدانية في مخيم شاتيلا وسوق صبرا المحاذي له، حيث تأكدت من بعض أصحاب المحلات بأنهم إضطروا مجبرين إلى إقفالها بسبب الأزمة الاقتصادية.

الشاب أحمد زعرورة، وهو يعمل في تجارة خواتم الفضة ولكن بشكل بسيط وجزئي وحسب الطلب، قال لـ"وكالة القدس للأنباء": "أقدمت على مشروع زواج وحتى أحسن من دخلي الشهري، استأجرت المحال وفتحته قهوة، وهذا كله قبل بدء الأزمة وارتفاع سعر الدولار".

وأضاف: "لما صار للمحال زبوناته، وصار في إجر عليه، بلشت الأزمة وبلش الغلاء معها، فإضطريت إنه أرفع سعر فنجان القهوة والمشروبات الساخنة، فبلش يقل عدد الزبائن وبالأخير ما قدرت أدفع إيجار المحال، فإنجبرت إنه أسكره، وأبيع مكنة القهوة بأقل بكثير من ثمنها".

أما صاحب "سناك المصري"، سيد المصري، والذي كان يقدم السندويشات الجاهزة لأصحاب الدخل المحدود والمتوسط في المخيم، حيث كانت أسعاره تعتبر الأرخص مقارنة بأسعر المطاعم الأخرى، أوضح لـ"وكالة القدس للأنباء" بأنه وجد صعوبة في التكيف مع ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج، ولم يستطع تحمل الأعباء الإضافية الأخرى من مياه واشتراك كهرباء، كما أنه في كثيرٍ من الأحيان يضطر إلى رمي اللحوم التلفة من الثلاجة بسبب إنقطاع الكهرباء".

وقال: "المنطقة شعبية وما عم نقدر نتحكم بسعر السندويش حتى يناسب الوضع المادي السيء لدى الأهالي، لذلك أقفلنا المحال".

وهذا ما أكده علي محمد، وهو يدير مطعم "السندباد" لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن الأزمة الاقتصادية دفعته إلى إغلاق المطعم بسبب تقلص عدد الزبائن لعدم قدرتهم على شراء السندويش الذي وصل سعره إلى أكثر من 20 عشرين ألف، بالإضافة إلى رمي اللحوم التي تفسد بسبب التقنين القاسي للكهرباء".

ولفت محمد بأن المطعم كان مقصداً لجميع الناس، وبخاصة أصحاب الدخل المحدود والعمال الذين ليس لديهم من يطبخ لهم".

وفي سياق متصل، علمت "وكالة القدس للأنباء" بأن محال "كنافة أبو الملوك"، عند مدخل المخيم ، والذي كان يعج بالزبائن خلال فترة الصباح، قد أعلن صاحبه أبو عمر الحناوي عن إقفاله بسبب عدم القدرة على تحمل الغلاء الفاحش".

هكذا ألحقت الأزمة الاقتصادية الضرر في معيشة الأهالي بمخيم شاتيلا، الذين ورغم صعوبة الحياة والشعور بالخسارة يأملون بعودة الحياة إلى طبيعتها وتفتح أبواب محلاتهم من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق