لبنان.. أزمة مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة تتفاقم و«الأونروا» غائبة


تتفاقم معاناة مخيمي برج البراجنة وشاتيلا جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، وسط "غياب" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيما منظمة التحرير واللجان الشعبية والفصائل الفلسطينة، تقف عاجزة أمام حالة التدهور المستمر.

وذكر موقع "قدس برس"، أنّ مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين، بصدد إطلاق حملة تصعيدية تحت عنوان "من أجل شعبنا الفلسطيني"، هدفها الضغط على وكالة "الأونروا"، لحثّها على تحمل مسؤولياتها.

كما أن المحال التجارية في المخيمين، تعمد إلى إغلاق أبوابها، لعدم تمكنها من تحمّل المزيد من الخسارة.

وتصف الناشطة الحقوقية، فاتن ازدحمد، الوضع الاقتصادي بـ"الصعب"، وتقول في حديثها مع "قدس برس" إن "اللاجئين قد تعبوا من الوضع القائم، والحالة النفسية لهم تتراجع، حيث انعدمت مقومات الحياة".

وتضيف ازدحمد: "ربطة الخبز، لم يعد بمقدور اللاجئ الفلسطيني تأمينها بسهولة، نظرًا لعدم توفرها في المحال التجارية".

وتتابع: "اللاجئون الفلسطينيون يعيشون دون كهرباء، والمياه باتت شبه مقطوعة عن المخيم، فيما كثر يعانون من الأمراض المزمنة ولا يستطيعون إيجاد دواء لهم".

وفي توصيف دقيق للحالة، تقول "ازدحمد": "كذلك مواصلات التنقل باتت تكلّف الكثير، حيث ارتفع سعر تسعيرة الراكب الواحد في السيارات العمومية إلى 20 ألف ليرة ضمن نطاق بيروت، أما لمن يريد التنقل خارجها فالسعر أضعاف مضاعفة".

وألقت "ازدحمد" باللائمة على وكالة الأونروا، معتبرة أنها قد "تخلّت عن مسؤولياتها، وهي تنتهك حقوق اللاجئين، وتتملص من الحقوق والواجبات المسؤولة عنها" وفق قولها.

وإلى مخيم شاتيلا، "الوضع لا يختلف كثيرًا، فمن لم يغلّق محاله، قد عمد إلى رفع أسعاره بشكل كبير للغاية" بحسب اللاجئ الفلسطيني، رامي الريس.

ويقول في حديثه مع "قدس برس"، إنّ "سعر كيلو الرز داخل المخيم يبلغ حوالي 40 ألف ليرة، فيما السعر خارجه لا يتجاوز الـ24 ألفًا، كذلك غالون مياه الشرب فقد بلغ سعره سبعة آلاف ليرة، فيما خارج المخيم فالسعر بستة آلاف".

وأشار الريس إلى أنّ "السبب في ذلك يعود لغياب اللجان الشعبية عن القيام بدورها، لناحية مراقبة الأسعار ومنع المحتكرين من التحكم برقاب الناس عبر فلتان التسعير".

وتابع: "الوضع بات لا يطاق داخل المخيم، فالأحوال صعبة، والجميع مستغرب من قدرة اللاجئين على التحمل، أنا أحد أولئك الأشخاص، لا أعرف كيف تعايشت مع الوضع، ولكن لم يعد بإمكاني تحمل ذلك أكثر"، متسائلا: "أين الفصائل والمسؤولين؟ ولماذا لا يتحركون لضبط الوضع وتحسينه؟".

هذا ويرزح مخيم شاتيلا تحت عتمة تامة، فكهرباء الدولة مقطوعة، فيما قد بلغ سعر الخمسة أمبير اشتراك مولد مليون ليرة لبنانية، ما يعادل حوالي 50 دولارًا أمريكيا، فيما لا يتجاوز معاش الفرد الواحد الـ40 دولارًا أو أقل شهريا.

ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا بمحافظات لبنان، حسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية (حكومي) لعام 2017.

وتجدر الإشارة إلى أن الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المائة من قيمتها، لتهبط من 1500 ليرة مقابل الدولار إلى نحو 20 ألف ليرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق