لا كهرباء في مخيم عين الحلوة

 

العربي الجديد- انتصار الدنان
06-08-2021
بعد انقطاع مادة المازوت من الأسواق اللبنانية، وارتفاع سعرها بشكل جنوني بعد حصر الوصول إليها في السوق السوداء، لم يعد أصحاب المولدات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، يستطيعون تشغيل مولداتهم، فاتخذوا قراراً بإطفائها حتى بات المخيم من دون كهرباء، باستثناء ساعة في اليوم توفرها شركة الكهرباء، ليعيش الأهالي في العتمة.
وعلت الصرخة في المخيّم من جرّاء تجاهل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دورها في توفير مادة المازوت للمولدات الكهربائية. ويقول أحد قاطني المخيم ويدعى هاني حسن الشايب، ويتحدر من قرية الراس الأحمر الفلسطينية (إحدى قرى الجليل الأعلى)، ويملك دكاناً في المخيم: "أبيع مواد غذائية من ألبان وأجبان ولحوم وغيرها. وبسبب عدم توفر التيار الكهربائي باستثناء ساعة واحدة يومياً، اضطررت إلى توزيع هذه المواد على الناس، علماً أن قيمتها تبلغ نحو 30 مليون ليرة لبنانية (نحو 1500 دولار أميركي بحسب سعر الصرف في السوق السوداء). كما تبلغنا من أصحاب المولدات في المخيم بأنه لم يعد في مقدورهم تشغيل مولداتهم بسبب انقطاع مادة المازوت".
ويناشد الشايب المعنيين بتأمين مادة المازوت، وفاعلي الخير بالسعي لدى المسؤولين لتأمين هذه المادة، ويضيف: "نحن خمس عائلات تعيش من هذا المحل. وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، خسرنا ما نسبته 75 في المائة من مبيعاته، الأمر الذي أثر علينا بشكل كبير". ويؤكد أن "الناس في المخيم تبحث عن المياه الباردة في هذا الصيف اللاهب. وبسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يقضون معظم أوقاتهم في الشارع. حتى الأطفال ينامون على الأرض، ويمضون يومهم في الأحياء الضيقة، لأن بيوتهم مظلمة وليس فيها شبابيك ولا تدخلها الشمس". كما يناشد الصليب الأحمر اللبناني والأمم المتحدة بمساعدة الأهالي.
أما منى طافش، والتي تتحدر من مدينة صفد في الجليل، وتعمل في قسم المحاسبة في إحدى مدارس صيدا، كما أنها متطوعة في جمعية "الإسعاف الإنساني"، فتقول لـ"العربي الجديد": "في ظل انقطاع التيار الكهربائي، تبقى والدتي التي ناهزت التسعين عاماً من العمر، نائمة طوال الوقت لعدم قدرتها على تحمل درجة الحرارة المرتفعة. أما الأطفال، فيهرعون إلى الشوارع هرباً من الحر وبحثاً عن مكان يوفر لهم التهوئة". تضيف أن "الأطعمة فسدت من جراء انقطاع الكهرباء، علماً أن الأوضاع الاقتصادية سيئة جداً".
من جهتها، تقول هدى خليل إبراهيم، التي تتحدر من مدينة طبريا الواقعة في الجليل الشرقي، وتعمل نادلة: "باتت البيوت في المخيم بلا إنارة حتى في ساعات النهار، ولم يتمكن الأولاد الذين كانوا يستعدون لامتحانات البكالوريا الرسمية من الدراسة في هذه الظروف. كان ابني يقضي وقته على السطح حتى يتمكن من الدراسة، وقد طلب منهم مدير المدرسة أن يجلبوا معهم منشفة من البيت لتجفيف عرقهم في غرف الامتحانات". تضيف: "الوضع في المخيم صعب جداً. خلال عيد الأضحى الماضي، وزع البعض اللحوم على الفقراء الذين لم يعد باستطاعتهم شراءها، إلا أنها فسدت من جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي". وتكمل: "أعيش في منزل لا تدخله الشمس، وخصوصاً أن البيوت في المخيم متقاربة. لذلك، أستخدم الشمع خلال النهار. سابقاً، كنت أشتري علبة الشمع بـ500 ليرة لبنانية، أما اليوم، فصار سعرها 10 آلاف ليرة".
إلى ذلك، يقول المشرف الصحي أبو يامن، الذي يتابع حالات المرضى الذين يحتاجون إلى الأوكسجين: "بعض المرضى في المخيم، وعددهم نحو خمسين شخصاً، يحتاجون إلى الأوكسجين. هذا عدا عن الحالات الطارئة التي تضطر للحصول على الأوكسجين. سابقاً، حين كان التيار الكهربائي متوفراً طوال الوقت، سواء من خلال شركة الكهرباء أو المولدات، كان المرضى يعتمدون على أجهزة توليد الأوكسجين. لكن بسبب انقطاع الكهرباء، باتوا يحتاجون إلى أنابيب الأوكسجين، ويبلغ سعر الأنبوبة 120 ألف ليرة (نحو ستة دولارات)، بالإضافة إلى 50 ألفاً (نحو 2.5 دولار)، لنقلها بسيارة الأجرة، ما يسبب عبئاً مادياً بالنسبة للفقراء. وقد يحتاج المريض إلى أكثر من أنبوبة، علماً أن توفير الأوكسجين هو مسألة حياة أو موت". ويختم حديثه قائلاً: "تأمين الأمور الأساسية بات صعباً للغاية. لذلك، نطالب جميع المعنيين بالتدخل السريع من أجل توفير مادة المازوت للمخيم، وخصوصاً أن الحالات المرضية لا تنتظر وأوضاع الناس المادية صعبة جداً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق