سراب البحث عن الدواء في صيدليات "شاتيلا"

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

تحوّل البحث عن الدواء في الصيدليات إلى عادة يومية فيها الكثير من الجهد والمشقَة لعشرات المرضى في مخيم شاتيلا بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك نتيجة ندرته في الصيدليات، ولاسيما الأمراض المزمنة، كالسرطان وأمراض القلب والسكري والأعصاب ،في ظل شح النقد الأجنبي (الدولار) اللازم لاستيراده، حاله حال القمح والوقود بأنواعه، هذا كله ينذر بكارثة إنسانية كبيرة تهدد حياة المرضى.

واقع الصيدليات في مخيم شاتيلا مقلقٌ للغاية، منها ما هو مقفلٌ لعدم قدرة أصحابها في توفير الدواء، وأخرى رفوفها شبه فارغة تنتظر الإغلاق.  والأهالي يتنقلون بين الصيدليات وهم قلقون من عدم توافره،  فمعظم الصيدليات لا تستطيع تغطية أكثر من 5% من الأدوية وحليب الأطفال. وغالباً ما تنتهي المحاولات إما بتوصية الصيدلي على الدواء ،وهذا يتطلب  انتظار المريض لعدة أيام، أو البحث عنه في صيدليات خارج المخيم وقد يواجه المصير نفسه.

خيبة أمل لفقدان الأدوية

استوقفنا الحاجة فريال شبلي (72 عاماً) من سكان المخيم، وهي تخرج من صيدلية شاتيلا، التي عبَّرت عن خيبة أملها لعدم توفر الدواء المطلوب، وقالت لـ"وكالة القدس للأنباء": "لم أجد دوائي في الصيدلية، وبحثت عن بديل له ( أسبيكوت) وهو ملين للدم، لكنه أيضاً غير متوفر". 

بدورها أشارت الحاجة أم محمد المدهون،  لـ"وكالة القدس للأنباء" بأنها لم تتمكن من الحصول حتى على ظرف واحد من الدواء الذي تحتاجه لمرض السكري والضغط والقلب والدهنيات، حسب قولها.

من جهتها أكدت درين الحسين (35 عاماً)، لـ"وكالة القدس للأنباء" بأنها تبحث عن حليب لطفلها حديث الولادة ولكنها لم تجده، وحتى وإن وجدته في صيدليات بيروت فقد أذهلها سعره الذي تخطى أضعافاً مضاعفة عما كان عليه، حيث زاد سعره أكثر من 250 % تقريباً.

هذه فقط بضع عينات من الحالات المرضية التي أنهكها البحث عن دواء في صيدليات المخيم أو خارجه، في ظل الواقع الصحي والمالي المتأزم الذي تشهده المخيمات، وأصبحت المطالبة بإنشاء صيدلية كبيرة ل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" خاصة بالمخيمات حاجة ملحة، لإنقاذ أرواح  المرضى،  الوضع بات حرجاً للغاية ولا يحتمل الانتظار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق