أزمة المحروقات تنذر بكارثة انقطاع المياه والكهرباء في "شاتيلا"

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

أدى انهيار العملة اللبنانية إلى نشوء أزمات إقتصادية وصحية على كافة الصعد في المخيمات الفلسطينية في لبنان. فإلى جانب غلاء أسعار المواد الغذائية وإنقطاع الدواء وحليب الأطفال من الصيدليات، يعاني مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت أساساً من مشكلة المياه والكهرباء، كما أن التقنين المستمر لكهرباء الدولة وتفاقم أزمة المحروقات دق ناقوس الخطر لدى أصحاب مولدات الكهرباء.

وأشارت المعلومات إلى احتمال انقطاع المياه عن منازل المخيم، خلال أيام قليلة، بسبب شح مادة المازوت لدى أصحاب الآبار الخاصة، ما ينذر بكارثة جديدة لأهالي المخيم.

وفي هذا السياق، التقت "وكالة القدس للأنباء" بالأهالي ومسؤولي اللجنة الشعبية في المخيم الذين دعوا "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" للعمل على تأمين مادة المازوت لتوفير المياه للأهالي وإنقاذ المخيم من احتمال الوقوع في العتمة.

واتهم الشاب محمد حسون، اللجان الشعبية بالتقصير في توصيل المياه إلى منازل الأهالي، وأكد  لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "الأونروا تقوم بتقديم مادة المازوت للجان الشعبية من أجل تشغيل آبار المياه".

وقال: "كلنا نعلم أن الجزء الأكبر من المياه تذهب إلى خارج المخيم، وخزان المياه الحلوة يعمل ليل نهار على تكرير المياه التي لا يستفيد منها أحد. أين تذهب المياه الحلوة؟"

بدوره، أكد أبو محمد عابد لـ"وكالة القدس للأنباء"،  بأن "مشكلة المياه والكهرباء قائمة قبل الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات، وما بيكفينا أرتفاع أسعار اشتراك المياه والكهرباء".

ورأى بأن "المشكلة هي نتيجة عدم توافق اللجان الشعبية في مخيم شاتيلا على كيفية خدمة الناس.وعدم تمكنها من إيجاد طرق وحلول ترضي الأهالي وتخفف من معاناتهم مع الكهرباء والمياه، والتي هي بالأصل موجودة منذ عقود من الزمن".

من ناحيته، طالب سالم الوالي، عبر "وكالة القدس للأنباء"، الأونروا استلام مهمة تشغيل الآبار عن اللجان وتأمين المياه لكل بيت في المخيم"، داعياً الأهالي إلى "ضرورة القيام بالاحتجاجات والتظاهرات أمام مكاتب الأونروا من أجل حل المشكلة بشكل عاجل".

مساع لتأمين المازوت

من جهته، أكد أمين سر اللجنة الشعبية عن "منظمة التحرير الفلسطينية" في مخيم شاتيلا، ناجي دوالي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأنه "نتيجة الأوضاع والظروف الصعبة التي يعاني منها المخيم، وإنقطاع مادة المازوت بشكل شبه كامل في لبنان، وعدم وجوده حتى في السوق  السوداء، ولأن المخيم بحاجة إلى كهرباء حتى من المولدات الخمسة الخاصة الموجودة بالمخيم، والتي تزوده بالطاقة والمياه، تم عقد اجتماع مع مديرة لبنان الوسطى في الأونروا، نهى حمود، للتداول في موضوع توفير مادة المازوت للمخيم".

وأوضح: "تم استعراض المشاكل التي يعاني منها مخيم شاتيلا وبخاصة مادة المازوت مع إعلان أصحاب المولدات بأن وضع المولدات أصبح حرجاً للغاية، لأن مخزون مادة المازوت لديهم يكفي لثلاثة أيام فقط".

ووجه دوالي رسالة إلى مدير الأونروا في لبنان كلوديو كوردوني، والعاملين في قسم الهندسة في الأونروا بالتدخل السريع من أجل توفير مادة المازوت لمولدات الكهرباء في مخيم شاتيلا، وإلا سيغرق المخيم في الظلام خلال فترة قصيرة إذا لم يتم تدارك الأمر بشكل عاجل".

فهل تلقى مناشدات الأهالي آذاناً صاغية من قبل المسؤولين في الأونروا بإيجاد حلول سريعة لمشكلة الكهرباء والمياه في مخيم شاتيلا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق