استقلال الجزائر لا يكتمل إلا باستقلال فلسطين

 

بقلم  :  سري  القدوة

الخميس 8 تموز / يوليو 2021.

 

لم تكن تلك التجربة الجزائرية الا تأكيدا على قوة الحقوق للشعوب المناضلة والتي تسعى للتحرر والاستقلال والانتصار للثورة وممارسة هذه الحقوق التي تنتزع من المحتل الغاصب وهذا الامر ما حققته الثورة الجزائرية التي انتصرت ونزعت الاستقلال وتحتفل الجزائر بالنصر والحرية واستقلالها من تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي في 5 يوليو 1962 عندما أجبر الشعب الجزائري الجيش الفرنسي على الخروج من أراضيه بعد أن دفع ثمن حريته مليون شهيد لبناء دولة جديدة تعاقبت عليها ثلاثة أجيال .

 

عجزت فرنسا بجنرالاتها قهر إرادة شعب حارب بأبسط الوسائل واستطاع أن يتغلب على مدافع ودبابات وطائرات المستعمر واستطاع بفضل الله وبفضل ايمانه القوي وعزيمته الصلبة ان يصمد اكثر ويناضل ويتحدى عدوه ويسترجع أرضه المسلوبة وتعرف الثورة الجزائرية باسم "ثورة المليون شهيد" وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل .

 

قاوم الشعب الجزائري بكل معاني النضال والكفاح والصمود واستمر بالثورة حتى نيل الاستقلال وخاض اروع صفحات النضال التي عمدت بدماء الشهداء وتجلت الثورة الشعبية العارمة وامتدت في كل انحاء الجزائر حيث شارك جموع الشعب الجزائري الذي امن بالثورة واستعد لتقديم التضحيات الجسام وبدأت الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزودين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه وفي وقت واحد وشكلت هذه التجارب استلهام الوعي الثوري والتأكيد دوما من قبل القيادة الجزائرية بأنه لن يتحقق الانتصار الجزائري الا باستقلال فلسطين هذا الشعار الذي رفعه قادة الثورة الجزائرية في قوة حضور الموقف التضامني الجزائري مع الثورة الفلسطينية واستلهام روح المقاومة والصمود وحضور روح التضامن مع الشعب الفلسطيني ضمن مسيرة كفاحه العادلة .

 

لا يمكن لنا ان نتحدث عن ثورة الجزائر في ذكري استقلالها وتلك البطولة دون الخوض في بعدها العربي وهذا الانجاز المهم الذي حققته ثورة الجزائر علي صعيد دعم الثورة العربية المعاصرة وترابط حركات التحرر في الوطن العربي حيث كانت ثورة الجزائر داعما لحركات التحرر العربية بكل شمولية الموقف والهدف والوحدة وهذا الانجاز التاريخي الهام لثورة الجزائر ونيلها الاستقلال شجع العديد من البلدان العربية لنيل حريتها وشكلت الثورة الجزائرية أساسا للمشاركة الفاعلة لتكون النبراس الذي يسترشد منه الآخرون وهنا لا بد من الإشارة الى مقولة الزعيم التاريخي للجزائر المناضل القومي الكبير هواري بومدين حيث قال انا مع فلسطين ظالمة او مظلومة فهذا الحب الجزائري واحتضان الثورة الفلسطينية من قبل الجزائر الثورة والشعب وتدعيم العلاقات الأخوية يؤكد صدق العلاقة وقوتها بين الثورة الفلسطينية وثورة الجزائر .

 

كانت الثورة الجزائرية من أشد الثورات عنفاً وقتالاً وشراسة فيها سقط الشهيد تلو الشهيد حتى تجاوزوا المليون ونصف المليون شهيد وفيها نصب المستعمر قلاعه وسجونه ونال الشعب الجزائري الويلات وأيقن أن أكثر من قرن وربع القرن من الوجود زمن كافٍ حتى ينسى الجزائريون ويذوبوا في الوطن الكبير فرنسا هؤلاء الذين اعتقدوا أو أوهمتهم الرؤى الاستعمارية أنهم على أرضهم يعيشون ولكن التاريخ كان الأقوى فانتصرت ثورة الحق وانتصرت الجزائر ولتعيش الجزائر حرة عربية مستقلة وهنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا في عيد استقلالها وعاشت ذكري الاستقلال والمجد للثورة والخلود للشهداء الإبطال .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق