العربي الجديد: انتصار الدّنّان
04-07-2021
04-07-2021
خرج الحاج عبد الله نايف الخطيب، المتحدر من بلدة عمقا، من فلسطين، وعمره لم يتجاوز الأشهر المعدودة، ويروي ما أخبره به أهله عن اللجوء، ومرارته بالنسبة إليهم. يقول: "عمِل أهلي في الزراعة في فلسطين، وحين حلت النكبة احتاروا مع باقي الناس كيف ينجون بأنفسهم. توجهوا أولاً سيراً على الأقدام إلى جنوب لبنان، ثم تنقلوا بين أماكن عدة بينها منطقة القرعون في البقاع، ومدينة صيدا، وصولاً إلى العاصمة بيروت، ثم انتقلوا إلى مخيم نهر البارد "حيث نعيش منذ 70 عاماً، رغم أننا تهجرنا منه عام 2007 إثر معركة بين الجيش ومسلحين متطرفين".
يتابع: "خرج أهلي من فلسطين بالملابس التي كانت تغطي أجسادهم، وحملوا بعض الأوراق. ومن كان معه مصاغ هرّبه معه بعدما وضعه في جيوبه. لكن أهلي لم يكن لديهم ذهب، فذاقوا المرّ في اللجوء. أنا اليوم في الـ74 من العمر. لا أعلم كيف مرت الأيام، لكنني ما زلت لاجئاً ومشردًا بعيداً عن بيتي وبلدتي عمقا".
وعن حكاية أهله مع اللجوء، يقول:" عندما وصل أهلي إلى مخيم نهر البارد، قدمت لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خيمة وضعناها على أرض مليئة بالأعشاب والأشواك. وكانت مساحتها صغيرة جداً ولا تتسع لنا جميعاً وحتى لا نستطيع الوقوف فيها. وحين تهب الرياح في الشتاء، كان أهلي يستيقظون ويجدون أنفسهم في العراء، لا سقف يحميهم ولا أرض تحتضنهم. عشنا نحو 15 عاماً في هذه الخيمة، ثم شرع أهلي في البناء عبر تطيين الأطراف المحيطة بالخيمة في مرحلة أولى، وبناء غرفة ومطبخ وحمام لم تتسع لنا جميعاً بالطبع، لكنها كانت أفضل من الخيمة".
يُضيف: "التحقت بالمدرسة، وتعلمت حتى الصف الخامس الابتدائي. كنت مجتهداً جداً وأحببت العلم، لكن الظروف المادية الصعبة التي كنا نعيشها منعتني من المتابعة، وصرت أعمل لأساعد أهلي في تأمين المصاريف. ومارست مهناً عدة منها قطاف الحبوب واقتلاع الأعشاب، ومهنة صب الإسمنت التي تعلمتها فترة 7 سنوات، حيت بت أعمل لحسابي الخاص.
ويستفيض الخطيب في الحديث قائلاً: "في اللجوء ذقنا مرارة الحياة وصعوبتها، إذ عاملنا رجال الشعبة الثانية (المخابرات) في لبنان بقسوة، ومنعونا من التحرك بحرية وإدخال مواد. لكن عندما انطلقت الثورة الفلسطينية، تغيّر الأمر واستعدنا كرامتنا التي سُلبت منا، ثم عشنا براحة، ولو بالحد الأدنى".
يتابع: "مات أهلي في اللجوء، وكذلك شقيقاي، وبقيت أنا فقط حياً، وتزوجت وأنجبت ثلاثة صبيان وأربع بنات". يختم: "أتمنى العودة إلى عمقا التي لم أرها، وأن يكون آخر نفس لي في الحياة هناك، كما كان أول نفس لي فيها".
يتابع: "خرج أهلي من فلسطين بالملابس التي كانت تغطي أجسادهم، وحملوا بعض الأوراق. ومن كان معه مصاغ هرّبه معه بعدما وضعه في جيوبه. لكن أهلي لم يكن لديهم ذهب، فذاقوا المرّ في اللجوء. أنا اليوم في الـ74 من العمر. لا أعلم كيف مرت الأيام، لكنني ما زلت لاجئاً ومشردًا بعيداً عن بيتي وبلدتي عمقا".
وعن حكاية أهله مع اللجوء، يقول:" عندما وصل أهلي إلى مخيم نهر البارد، قدمت لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خيمة وضعناها على أرض مليئة بالأعشاب والأشواك. وكانت مساحتها صغيرة جداً ولا تتسع لنا جميعاً وحتى لا نستطيع الوقوف فيها. وحين تهب الرياح في الشتاء، كان أهلي يستيقظون ويجدون أنفسهم في العراء، لا سقف يحميهم ولا أرض تحتضنهم. عشنا نحو 15 عاماً في هذه الخيمة، ثم شرع أهلي في البناء عبر تطيين الأطراف المحيطة بالخيمة في مرحلة أولى، وبناء غرفة ومطبخ وحمام لم تتسع لنا جميعاً بالطبع، لكنها كانت أفضل من الخيمة".
يُضيف: "التحقت بالمدرسة، وتعلمت حتى الصف الخامس الابتدائي. كنت مجتهداً جداً وأحببت العلم، لكن الظروف المادية الصعبة التي كنا نعيشها منعتني من المتابعة، وصرت أعمل لأساعد أهلي في تأمين المصاريف. ومارست مهناً عدة منها قطاف الحبوب واقتلاع الأعشاب، ومهنة صب الإسمنت التي تعلمتها فترة 7 سنوات، حيت بت أعمل لحسابي الخاص.
ويستفيض الخطيب في الحديث قائلاً: "في اللجوء ذقنا مرارة الحياة وصعوبتها، إذ عاملنا رجال الشعبة الثانية (المخابرات) في لبنان بقسوة، ومنعونا من التحرك بحرية وإدخال مواد. لكن عندما انطلقت الثورة الفلسطينية، تغيّر الأمر واستعدنا كرامتنا التي سُلبت منا، ثم عشنا براحة، ولو بالحد الأدنى".
يتابع: "مات أهلي في اللجوء، وكذلك شقيقاي، وبقيت أنا فقط حياً، وتزوجت وأنجبت ثلاثة صبيان وأربع بنات". يختم: "أتمنى العودة إلى عمقا التي لم أرها، وأن يكون آخر نفس لي في الحياة هناك، كما كان أول نفس لي فيها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق