"اعرف وطنك" من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية لدى الأطفال في مخيمات لبنان

 


بوابة اللاجئين الفلسطينيين /ميرنا حامد


تحت عنوان "اعرف وطنك" يشارك عشرات الأطفال من اللاجئين الفلسطينيين في نشاط يمتد على شهور فصل الصيف، داخل مركز "نون الثقافي" في تجمع المعشوق للفلسطينيين جنوبي لبنان.

جاءت فكرة النشاط انطلاقاً من مقولة رئيسة وزراء الاحتلال السابقة جولدا مائير الشهيرة، وهي أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لذا يعمد القائمون على النشاط  إلى تعريف الأطفال بوطنهم الأصلي فلسطين من خلال نشاطات مختلفة، كنوع من معركة الوعي ضد الاحتلال الصهيوني الذي يعول على النسيان كإحدى أدوات تصفية القضية الفلسطينية.

سلسلة نشاطات تثقيفية عن فلسطين وتاريخها .. مدنها وقراها  

في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تقول نزهة الروبي، مسؤولة مركز نون الثقافي: "خصصنا المركز للاهتمام بالأطفال والنساء والشباب، فقررنا أن نقدم محتوى وطنياً ثقافياً لهم باسم اعرف وطنك، وهو سلسلة نشاطات تثقيفية عن فلسطين وتاريخها وكل ما يخص المدن التي هجروا منها".

من يواجه الاحتلال اليوم هم الجيل الجديد ومدارس "أونروا" غائبة عن التثقيف الوطني

وتوضح أن "فكرة النشاط أنشأت بعد الأحداث التي حصلت في فلسطين، وبغزة تحديداً، انطلقنا من الجملة الشهيرة لرئيسة وزراء الاحتلال السابقة جولدا مائير. كانت هذه العبارة تتردد كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ربطت الناس هذا الانتصار بالجيل الحاضر وليس القديم، كونهم يعتبرون أن الصغار لا ينسون بل الصغار هم من حققوا هذا الانتصار".

وتضيف الروبي: "اليوم لدينا مشكلة كبيرة وهي غياب هذا الاهتمام الثقافي والوطني عن مدارسنا في الأونروا، فالمناهج التعليمية للوكالة ليس لديها مقررات حول تاريخ فلسطين ومعلومات عنها، والأسوء من ذلك أن الأساتذة لا تستغل أوقات الفراغ مثل حصص الرياضة والرسم لهذا الهدف الوطني".

وتتابع: "خلال النشاط تفاجأنا أن هناك عدداً كبير من الأطفال لا يعرفون اسم قريتهم في فلسطين. في الحقيقة هناك مبالاة في موضوع المناسبات الوطنية لدى الأهالي لناحية شرحها للأطفال، فعلى سبيل المثال، في يوم النكبة يأخد الأولاد فرصة من مدارسهم فيفرحون بذلك، ولكنهم لا يدركون السبب وراء ذلك، وهكذا بالنسبة لباقي المناسبات كيوم الأرض وغيرها".

7-2.jpg

 

7-1.jpg


 

 

 

ما يدل على أهمية ما قمنا به هو وصول صداه إلى غزة

"نشاط إعرف وطنك الذي بدأ في 25 أيار/ مايو الماضي، يشارك به حوالى 150 طفلاً من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور، بالإضافة إلى أنه يضم جنسيات متعددة"، بحسب حنان سليمان، منسقة مركز "نون الثقافي".

خلال حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تقول سليمان: "بدأنا مع الأطفال بمسابقة علمية أي بمعلومات بسيطة عن فلسطين، في البداية كنا نقوم بتقسيم الأطفال بحسب العمر، وتكون الأسئلة مناسبة لسنهم. نعمل على تحفيزهم للمشاركة بتقديم هدايا بسيطة، بالإضافة للّجوء إلى الرسومات أيضاً مثل رسم خريطة فلسطين ورسم العلم على وجوه الأطفال، كما نعزز الجانب الترفيهي من خلال إلقاء أغنية خاصة بفلسطين أو دبكة أو أنشودة".

وتؤكد "أهمية مثل هذه الحملات الثقافية الوطنية، وضرورة تعزيزها في المدارس من خلال حصص فراغ مخصصة للتنشئة الوطنية، وما يدل على أهمية ما قمنا به هو وصول صداه إلى غزة، حيث أجرت معنا إحدى المواقع الإخبارية مقابلة صحافية حول النشاط".

7-4.jpg

 

7-3.jpg

بدورها، تقول صفاء طه والدة الطفلة زينب إحدى المشاركات في نشاط اعرف وطنك: "أرسلت إبنتي لأنني لمست استفادتها من النشاط في مركز نون بمختلف المجالات وليس فقط على صعيد وطنها".

وتؤكد خلال حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن "زينب ستكتسب من المركز ما لا أستطيع أن أقدمه لها كونني لبنانية الجنسية ولا أعرف كثيراً عن القضية الفلسطينية كما يعرفه أبناؤها".

وتعتبر أن "مثل هذه الأنشطة مهمة جداً، لأنها تخول الطفل أن يعرف كل شيء عن بلده. أولادي متشوقون لمشاهدة بلدهم، ويسألونني دائماً عن فلسطين وأعجز عن إعطائهم الأجوبة".

وتختم: "ممنونة لكل شخص يفيد الأطفال في معرفة معلومات عن بلدهم، فابنتي ازدادت ثقافتها الوطنية بشكل كبير".

 يذكر أن مركز "نون الثقافي" تأسس عام 2016،  من قبل مجموعة من الفتيات كن يعملن في جمعيات. ومن مبدأ أنه يوجد 25 جمعية فلسطينية في مخيمات لبنان من شماله إلى جنوبه، لكن ولا واحدة تقع في تجمع المعشوق، بالتالي غياب أي هيئة تهتم بالأطفال والشباب والنساء. مما دفع إلى تأسيس المركز لتقديم الدعم الدراسي للأطفال في البداية. بعدها تم العمل على تنفيذ مشاريع تنموية وشبابية، كمشروع "لا للعنف" مثلاً، وهو تعاون مشترك مع وكالة الأونروا، أجريت خلاله محاضرات توعوية من العنف للطلاب في المدارس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق