وكالة القدس للأنباء - زهراء رحيّل
عكس ما كان معتاداً، عيد الأضحى يمر اليوم خجولاً، والتحضيرات له متواضعة جداً، الزينة غائبة عن الأحياء والمنازل، ثياب العيد أصبحت غير ضرورية في ظل هذا الغلاء الفاحش، أما الكعك فبات يعد من الكماليات، فيما أضحت اللحوم الحمراء محصورة بالعائلات الميسورة، بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد منها إلى ١٤٠ الف ليرة لبنانية.
هذا هو الحال في مخيم برج الشمالي وتجمع المعشوق، كما في كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هذا العام، بسبب تنامي الأزمة الإقتصادية في لبنان وانتشار فايروس كورونا.
وللتعرف أكثر على أوضاع الناس تجولت "وكالة القدس للأنباء" في مخيم برج الشمالي جنوب لبنان واستمعت لآراء الأهالي.
لينا اليوسف إبنة المخيم تقول للوكالة؛ "تحضيرات العيد تكاد أن تكون غير موجودة على الإطلاق، ففي كل عام قبل أسبوع من عيد الأضحى تتزين الشوارع، تنبعث رائحة الكعك من المنازل وتتباهى النساء بصنع أفضلها ونتردد على الأسواق لشراء ثياب العيد للأطفال، أما هذا العام لا مظاهر للعيد، الشوارع على حالها، وبالصدفة اشتممت في احد أزمة المخيم رائحة كعك خفيفة، أما ثياب العيد فمعظم الناس اصلحوا قطعاً قديمة أو استخدموا ثياب العيد الماضي مع بعض الإضافات التي تعد اسعارها خيالية، الناس وجوههم شاحبة مثقلون بالهموم ويحتفلون بالعيد لأن العيد من عند الله والاحتفال به فريضة".
بدورها قالت منال أميوني: "الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأمريكي تمكنوا من التجهيز للعيد، أما المعظم فقد حرم من أبسط الاشياء في ظل ارتفاع الأسعار، لذا قررت استخدام ثياب العيد الماضي لابنتي، مع شراء حذاء جديد، وحين توجهت إلى السوق وجدت ثمن الحذاء ٢٨٠ الف ليرة لبنانية، وعمر ابنتي لا يتجاوز الـ ٥ سنوات فتراجعت عن الفكرة على الفور".
الحال هو نفسه في تجمع المعشوق، كما أكد لنا إبراهيم لوباني قائلاً: "لم أتمكن من التحضير للعيد هذا العام، وهذا حال الكثيرين في هذه الظروف، مع أن عائلتي ما زالت صغيرة جداً لكن بالكاد أن نؤمن طعامنا".
سكت لوباني برهة ثم تابع: "أنا لا أملك سوى طفلة صغيرة أعمل ليلا نهاراً لتأمين ثمن الحليب والحفاضات وبعض مستلزمات البيت، فيما استغنينا عن معظمها، فكيف حال العائلات الكبيرة كان الله في عونها بتنا ننتظر الأضاحي لنتناول اللحوم ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق