الاونروا والناس الغياب المفرط عن السمع



محمد بهلول

لا يلتقي اثنان في مخيم عين الحلوة ..كنموذج لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.  الا ويتم التطرق إلى موضوع استنكاف اللبنانيين من النزول إلى الشارع اما هول المآسي الاجتماعية والخدماتية وبؤس المعيشة المتفاقم والمتزايد يوما بعد يوم......وكأننا نحن الفلسطينيون لا نعاني كما يعانون..

البديهي أن نسأل أنفسنا اولا..لماذا هذا الاستنكاف اللامتناهي والمزمن منذ بداية هذا القرن على الأقل عن التحرك الفاعل والمسؤول تجاه مؤسسة الأونروا وهي الممثلة الشرعية الوحيدة للمجتمع الدولي المسؤول عن نكبة الفلسطينيين والمفترض عرفا وقانونا أن يكون مسؤولا معنويا وماديا عن إغاثة وتشغيل الفلسطينيين .

قبل ١٧ تشرين ٢٠١٩ بسنوات طويلة ...يعاني غالبية اللاجئين في لبنان من كم هائل من المشكلات المعيشية والتربوية والصحية..وبحسب إحصاءات رسمية...بعضها متبنى من قبل الأونروا...فإن الفلسطينيين في لبنان هم في أدنى المراتب صحيا وتربويا ....واليوم  معيشيا. 

....ومع ذلك ..لم نرى تحركا جديا ..ونلوم الشعب المضيف ..لماذا يتباطئ بالتحرك.

اثبت الأداء الفصائلي على مر السنوات العشرين الماضية أن الشراكة ما بين المجتمع المحلي الفلسطيني والانروا لا تعني تأمين الخدمات للناس...بقدر ما تعني تبادل المنفعة وحصرية التوظيف وتحصيصه  وفق موازين القوى السائدة والتي تتبدل على وقع الوحدة والتجاذب..لذلك نرى بين الحين والآخر تحركا نخبوية من هنا أو هناك ..وعند التدقيق يتبين أن هذا التحرك غالبا ما يكون ثمنه وظيفة هنا أو حصة هناك...وليس أبدا مصالح الناس عامة وتأمين خدماتها.

والحال هذا بدأ يتعمم على كل فاعل في الشأن العام سواء كان لجنة ...هيئة أو حتى فرد.

غالبية الفلسطينيين في لبنان اليوم أمام واقع لا يمكن تحمله....وسياسة الصمت تجاه الأونروا والخنوع لحججها حول شح الموازنة لم تعد تنطلي على أحد....

يكفي القول هنا أن الثلاثين بالمائة من الموازنات المتوافرة المخصصة للخدمات ...الأخرى اي السبعين الرواتب....هي عمليا باتت تساوى قيمتها العلية بخمسة اضعاف ومع ذلك تراجعت الخدمات ولم تحافظ حتى على مستواها.

الناس مدعوة إلى كسر حاجز الصمت وعدم التعويل على اي من المعنيين المفترضين.. 

فكل صاحب حق وحاجة .مهما صغرت..عليه أن يطرق أبواب مدراء المناطق والمخيمات لا أن يتسول على أبواب القيادات والمؤسسات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق