حملة أهل الخير في مخيم البص لمساعدة العوائل الأكثر عسرًا

 

التكافل المجتمعي بين الناس صار مسعى لدى العديد من الأشخاص الذين يستطيعون تقديم يد العون، وذلك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها غالبية الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية.
حملة أهل الخير أطلقها عدد من الأشخاص الفلسطينيين في مخيم البص، في صور جنوب لبنان، لمساعدة العوائل الأكثر فقرًا وتقديم المساعدة للناس في الظروف الصعبة، وتحديدًا في ظل انتشار وباء كورونا، وفي هذا يقول سالم علي عيسى، وهو من بلدة أم الفرج، قضاء عكا، بفلسطين، ومقيم في مخيم البص:" منذ سنوات عديدة ونحن نعمل في شهر رمضان على حملات تساهم في مساعدة الناس، ويكون تمويل الحملات من خلال ما تجود به أيادي الخيرين في المخيم والمقتدرين ماديًّا، وكذلك بمساعدة من المغتربين الفلسطينيين إن كانوا من مخيم البص أو من مخيم آخر، كما أننا نضع صناديق في المحلات الموجودة في المخيم للتبرع، وكذلك كراتين للتبرع بمواد غذائية، كالرز، والعدس، والسكر والمعلبات على أنواعها".
ويتابع، وننشر دعواتنا للتبرع أيضًا من خلال الفيس بوك، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. كنا في كل عام بشهر رمضان نعمل على إعداد الوجبات وإيصالها إلى البيوت، لكن هذا العام لم نستطع ذلك، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية كافة، واكتفينا بتوزيع حصص تموينية على العوائل الذين يقيمون في الخميم، فلسطينيين، لبنانيين، سوريين، وأرمن، فيسكن في المخيم 1200 عائلة فلسطينية، 300 عائلة من نازحي سوريا، و60 عائلة لبنانية وأرمن، ولا فرق بين مسلم ومسيحي، كما أننا في رمضان الماضي قمنا بحملة لتسديد الديون عن الناس لأصحاب الدكاكين.
احتوت الحصة الغذائية على الحليب، زيت، عدس، سكر، معلبات، وغيرها، وتمت عمليات التوزيع بالاتفاق مع الجمعيات الأخرى في المخيم التي تعمل على التوزيع، ومن خلال استمارات أعددنا لإحصاء أعداد الناس في المخيم، ودراسة أوضاعهم الاجتماعية، ونبدأ بالحالات الأكثر فقرًا، لكننا في شهر رمضان سنعمل على التوزيع على كل العوائل في المخيم، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار.
أما هشام محمد قندس، وهو متطوع في الحملة، من بلدة الزيب، قضاء عكا، بفلسطين، ومقيم في مخيم البص، قال:" نحن نقدم المساعدة لأهالي المخيم كلهم تقريبًا، ونبدأ بالحالات الأكثر عسرًا، وهذا الأمر واجب علينا حتى لو بالقليل الذي نستطيعه، فهدف حملة "أهل الخير" أن توصل المساعدة لكل بيت في المخيم، وعليه نحن نحضر" الكرتونة" ونوصلها إلى بيت المستفيدين، فهدفنا مساعدة الناس وليس إحراجهم".
أما عن البضاعة، فيقول:" نحن لا نشتري أية مادة مدعومة، وأيضًا لا ندفع بالليرة اللبنانية، فالمتبرعون من الخارج يرسلون لنا التبرعات بالدولار الأمريكي، وأغلب المال الذي يصلنا هو من المغتربين".
أما المتطوع محمد علي الحاج، وهو من بلدة الدامون بفلسطين، قضاء عكا، مقيم في مخيم البص، يبلغ من العمر 17 سنة، في الصف الثاني عشر، يقول:" منذ أن كنت صغيرًا، وفي أيام العطل الصيفية كنت أساعد في العمل التطوعي، وكنت أساعد هذه الحملة، وكنت أساعد في تعبئة " الكراتين" وأساعد في توزيعها على الأسر المحتاجة، أما اليوم وفي ظل التعليم عبر الأون لاين، فصار لدي متسع من الوقت أن أساعد بشكل أكبر حتى أساعد".
اليوم ازداد عدد الفقراء في المخيم، بسبب ما آلت إليه الأوضاع، بعد انتشار جائحة كورونا، والبطالة، وارتفاع سعر صرف الدولار، حتى إن هناك عائلات لا تستطيع شراء ما تحتاجه من حاجيات ضرورية، حتى إنهم لا يستطيعوا تعليم أولادهم، فهاك على سبيل المثال حوالي مئتي عائلة فلسطينية نازحة من سوريا ليس لها مدخول، وأنا والدي منذ سنة وهو عاطل من العمل، بسبب الأوضاع الصعبة، لذلك فأنا أساهم في مساعدة الناس، شعورًا مني بالمسؤولية تجاههم".
أما المتطوع إبراهيم محمد الحاج، وهو من بلدة الدامون، قضاء عكا بفلسطين، مقيم بمخيم البص، قال:" كنت أعمل في السابق، وقبل هذه الأزمة الاقتصادية متعهد أدوات صحية، وعضو مؤسس لصندوق الزكاة في مخيم البص، و"حملة أهل الخير"، هي حملة ليس لها أي تمويل أو تابعية سياسية، وتأسست هذه الحملة منذ عام 2000، وقد كانت حينها الأوضاع الاقتصادية صعبة جدا، وعندما أصدر وزير العمل السابق كميل أبو سليمان قرارًا يقضي بضرورة الاستحصال على إجازة عمل صارت الظروف أصعب على الناس، ومعظمهم باتوا بلا أعمال، ووقتها فعلنا دورنا، من أجل مساعدة الناس وتقديم المساعدة لهم، وصرنا نجمع التبرعات من شباب مخيم البص ومن أهلنا في المخيم، الذين يستطيعون المساعدة، وكذلك من المغتربين من أبناء المخيمات الفلسطينية".
يتابع، وعندما انتشرت جائحة كورونا عملنا على مساعدة الناس، وتأمين أجهزة تنفس وما يحتاجه مرضى كورونا الذين يصابون في المخيم، فقد استطعنا تأمين عدد من أجهزة التنفس، فلدينة 16 جهاز سعة 5 ليتر، و6 أجهزة سعة 7 ليتر، وجهازين سعة 15 ليتر، كما لدينا 15 قنينة أوكسيجين وسبعة أسرة كهربائية، و30 جهاز للحرارة، 15 جهاز ضغط، أجهزة مساعدة للمشي، وكمامات نوزعها على الناس.
لقد كان المرضى في السابق يستأجرون الجهاز بـ100 دولار، وعند بدء انتشار الجائحة، عملنا على جمع التبرعات، فاستطعنا جمع 35 ألف دولار من المغتربين، واشترينا بالمبلغ الأجهزة اللازمة، نؤمنها للمرضى، وذلك بعد أن يتواصل المريض معنا، فنؤمن له ما يريده، كذلك نؤمن الأدوية للمرضى الذين لا يستطيعون شرائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق