ديوان صيدا: فسحة ثقافة للشبان والشابات

 

العربي الجديد: انتصار الدّنّان
21-06-2021
تفتقر منطقة صيدا القديمة إلى نادٍ ثقافي يشكل مساحة لممارسة الشبان والصبايا نشاطات ثقافية متعددة. هذا ما توضحه مديرة النادي سارة البيطار المقيمة في مدينة صيدا جنوبيّ لبنان، والحاصلة على درجة الماجستير في الإشراف التربوي من الجامعة اللبنانية - الفرع الخامس.
تقول سارة لـ "العربي الجديد": قبل نحو شهرين، شرعت جمعية أبناء صيدا في البحث عن مكان في المنطقة لإنشاء ديوان ثقافي للشبان والصبايا. ونجحت في إيجاد مكان تراثي وتجهيزه ليكون واحة لنشاطاته الاجتماعية والثقافية، ثم عملت لتعريف اللبنانيين والسياح بالمكان وبمعالم مدينة صيدا من خلال مرشد سياحي يوجد في الديوان". وعن الجولات السياحية، تقول سارة إن "مدتها نحو نصف نهار"، مشيرة إلى أن "الجمعية تقدم مع الجولة وجبة فطور، ويمكن أن تنفذ برنامجها على امتداد النهار، مع تقديم وجبتي فطور وغداء". وتشير إلى أن "الجمعية تعمل على التعاون مع متخصصين في صناعة الحرف لصنع منتجات تمهيداً لبيعها، وجلب كتب للديوان من أجل تشجيع القراءة بين الشبان الذين يرتادونه، علماً أنهم من فئات عمرية وجنسيات مختلفة، ويزاولون نشاطات اجتماعية عدة تمنح مساحة مناسبة للتعبير، وبينها نشاطات تتعلق بالسينما وعرض الأفلام الوثائقية، وأخرى تتعلق بحضور أمسيات شعرية. ونعمل أيضاً على عقد لقاءات مع حركات ثقافية توجد في المدينة وخارجها، في إطار التعاون القائم بيننا".
يقول الناشط في جمعية أبناء صيدا، بلال مرعي (23 عاماً)، المتحدر من بلدة الناعمة بقضاء صفد في فلسطين المحتلة والمقيم في صيدا: "انضممت إلى الجمعية حين كنت في الثامنة من العمر، وكنت متطوعاً قبل أن أنتقل إلى جمعية ناشط بصفة متدرب، ثم عدت متطوعاً إلى جمعية أبناء صيدا ضمن مشروع لمكافحة المخدرات، حتى التحقت بالهيئة الإدارية، وبدأت العمل في الديوان".
ويشرح مرعي أن "تاريخ الديوان يعود إلى العهد العثماني، ولم يعرف صاحبه مساحته حتى عام 2005، لأنه أغلقه قبل أن يقرر فتحه وبدء الحفر داخله لإخراج الردم، ما جعل القناطر تظهر، فاكتفى بالمساحة الحالية وتوقف خوفاً من إيجاد آثار، قد تجمد العمل قسراً إذا علمت الدولة بوجودها. وحسب التوزيع المعماري للديوان نجلس تاريخياً في جزء من حمام عثماني أعتقد أنه أكبر حجماً".
ويبدي مرعي اعتقاده بأن منطقة صيدا تحتاج إلى وجود ديوان مماثل، يسمح للشباب بتنفيذ نشاطات ثقافية واجتماعية متعددة. و"استضاف الديوان ندوات عن قضية المساواة بين الجنسين، ولقاءات لمدة خمسة أشهر رعاها اتحاد المرأة العالمي، علماً أننا أكثر استهدافاً للكبار من الصغار في هذا المشروع، لكننا نحرص على عدم إلغاء حصة الصغار عبر فعاليات متعددة بينها عروض الدمى".
اللبناني فضل غدار (22 عاماً) من بلدة الغازية جنوبيّ لبنان والمقيم في مدينة صيدا يقول لـ "العربي الجديد": "أنهيت الصف الثانوي الحادي عشر حيث كنت أعيش في أفريقيا، وأتابع تعليمي في لبنان حالياً. ومنذ نحو شهر زرت الديوان بعدما التحقت بجمعية أبناء صيدا، وعندما بدأت الحضور شعرت براحة، ففي الديوان يجري الشباب جلسات حوار مختلفة العناوين ويشارك في بعضها متخصصون. والحوار مفيد، لأنه يساهم في تطوير أفق الثقافة والمعرفة. وقد شعرت بالانتماء الوطني بعدما عشت 18 عاماً خارج لبنان، ثم عدت وسط ظروف صعبة، فرضتها وفاة والدي واضطررنا إلى العودة، وأنا أحاول التأقلم في العيش هنا، والديوان ساعدني على إيجاد فسحة جميلة من خلال النشاطات التي ينفذها". ويختم غدار قائلاً:" في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، سأحاول الهجرة مجدداً لأنني أعيش في بلد لا أستطيع أن أحصل على حقوقي فيه، وهناك قطاعات عدة يزداد وضعها سوءاً".
من جهتها، تقول الفلسطينية المقيمة في صيدا، دلال الصديق، المتخصصة في الأدب الإنكليزي بالجامعة اللبنانية، وتعد حالياً رسالة الماجيستير لـ "العربي الجديد": "تطوعت منذ عام 2016 في جمعية أبناء صيدا. وأنا من مؤسسي نادي القراءة في الجمعية، وكنا نلتقي دائماً قبل انتشار جائحة كورونا. وبعد إغلاق أبوابها صرنا ننفذ نشاطات نادي القراءة أونلاين، واليوم بعد افتتاح الديوان نعمل على إعادة تفعيل نادي القراءة في الديوان، واللقاء مجدداً". تضيف: "قبل افتتاح الديوان كنا نشعر بصعوبة في إيجاد مكان لمناقشة الكتب، فغالبية أماكن المدينة غير ملائمة للنقاش، وأنا أشعر بأن هذا المكان سيوفر لنا ما نحتاجه، وبيئة مناسبة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق