من سوريا إلى لبنان: لاجئ من فلسطين يروي رحلته الطويلة



فر محمد أمية، وهو لاجئ من فلسطين يبلغ من العمر سبعة وسبعون عاما، إلى لبنان هربا من العنف في سوريا. يعيش محمد في مخيم البداوي للاجئين مع زوجته وابنه منذ كانون الثاني 2013. ومحمد الذي هو أصلا من الطيرة في حيفا، كان قد عاش في مخيم اليرموك في سوريا حتى كانون الأول 2012. وبعد قصف مسجد فلسطين في منطقة دونمار، يقول محمد: "غادرنا المخيم بحثا عن الأمان والحماية".

"بقينا في مخيم برج البراجنة عندما وصلنا لأول مرة إلى لبنان. بعد بضعة أشهر انتقلنا إلى مخيم البداوي لأن لدينا أقارب يعيشون هناك. إجمالا، انتقلنا ثلاث مرات. لقد كان الأمر مرهقا للغاية من الناحية النفسية بالنسبة لنا"، يقول محمد.
"ما أن وصلنا إلى لبنان، قمنا بالتسجيل لدى الأونروا للحصول على المعونة النقدية المتاحة للاجئي فلسطين من سوريا. واستطعنا أيضا الحصول على أدويتنا من الوكالة، حيث إنني وزوجتي نعاني من أمراض مزمنة."
متذكرا عمله في غسيل الملابس في سوريا، يقول محمد: "لقد خسرته، لقد فقدت كل شيء". ويتابع قائلا "الآن نعتمد بشكل كامل على معونة الأونروا الشهرية. ابني عاطل عن العمل لأنه لا يستطيع العمل في لبنان. نحن نعيش في خوف من اليوم الذي تتوقف فيه مساعدة الأونروا. وبالتأكيد سنخرج إلى الشوارع".
قبل بضعة أشهر أصيب محمد بفيروس كوفيد-19، وهو يقول عن ذلك: "تلقيت العلاج في المنزل، ولكن عندما زادت أعراضي سوءا، تم إدخالي إلى المستشفى لتلقي العلاج المتخصص. اتصل ابني بمسؤول العلاج في الأونروا الذي قام بترتيبات علاجي على الفور. مكثت في المستشفى عشرة أيام". وأضاف محمد: "لقد دفعت الأونروا 100 بالمئة من نفقات المستشفى".
ولا يزال علاج محمد مستمرا حتى اليوم. "أحتاج إلى علاج بالأكسجين كل 10 أيام. إن تكلفته تبلغ مئة ألف ليرة لبنانية ويتوجب علي تعبئتها بمبلغ سبعين ألف ليرة. أنا في انتظار تلقي معونتنا النقدية من الوكالة لإعادة ملء أنبوب الأكسجين الخاص بي. كما أننا نشتري الأنسولين لزوجتي بهذه المعونة النقدية". ويخلص إلى القول بأن "الأونروا تقدم لنا معونة شهرية ورعاية صحية أولية واستشفاء، وحتى مع ذلك فهي لا تكفي بسبب الوضع الاقتصادي السيئ في لبنان الآن".
غالبا ما يجد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار صعوبة في العثور على طبيب عندما يمرضون. وبعيدا عن المنزل، فإنهم يكافحون للعثور على مدارس لأطفالهم أو حتى مكان لهم ليلعبوا فيه. على مدار السنوات السبعين الماضية، كانت الأونروا موجودة من أجل لاجئي فلسطين - حيث توفر لهم الرعاية الصحية الأساسية الشاملة والتعليم النوعي الشامل والمتوازن بين الجنسين - مما يضمن تألقهم في جميع مجالات الحياة.
ستواصل الأونروا تكييف خدماتها مع احتياجاتهم المتطورة للتنمية البشرية والحماية، وبما يتماشى مع العصر ومع مهام ولاية الوكالة، ومساعدة لاجئي فلسطين في لبنان وسوريا والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة (التي تشمل القدس الشرقية)، حتى يحين ذلك الوقت الذي يتم فيه التوصل إلى حل عادل لمحنتهم. في هذا اليوم العالمي للاجئين وفي كل الأيام، نحن نقف إلى جانب لاجئي فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق