إنتصار فلسطين في عيون الجيل الأول للنكبة

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لم تحقق المقاومة الفلسطينية  إنتصاراً عسكرياً كبيراً على العدو الصهيوني في معركة "سيف القدس" فحسب، بل هذا الانتصار تجاوز النصر العسكري والتكتيكي ليحقق نصر "آمال العودة" إلى الوطن، لدى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

الحاج أبو محمد علي، (مواليد حيفا 1940)، إبن مخيم شاتيلا، هو من كبار السن، الجيل الأول للنكبة، الذين هجروا قسراً من مدنهم وقراهم الفلسطينية على يد العصابات الصهيونية، التي ارتكبت المجازر بحقهم.

يقول لـ"وكالة القدس للأنباء": لم يكتف العدو الصهيوني باحتلال فلسطين وطردنا منها، بل حاول كي الوعي لدى اللاجئ الفلسطيني في محاولة منه طمس الهوية الفلسطينية وتهويد ما تبقى من فلسطين، عبر مقولة أول رئيس  لكيان العدو، بن غوريون: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، ولكنني أقول :"معركة سيف القدس جاءت لتدحض هذه المقولة، ولتؤكد بأن أبناء أحفاد الجيل الأول للنكبة، لم ينسوا فلسطين، وهم من صنعوا هذا النصرالكبير" .

وأضاف: " صحيح أن الكبار يموتون، فهذه سنة الحياة، ولكن غاب عن أذهان الصهاينة، أن هؤلاء الكبار أخذوا على أنفسهم عهداً ووعداً، أن يزرعوا محبة فلسطين في قلوب وعقول أبنائهم وأحفادهم فلا ينسوها أبداً".

وشبهَ الحاج أبو محمد، معركة "سيف القدس" بالمعركة التي خاضها ثوار حيفا ضد الجيش الإنكليزي، في منطقة طلعة أبو هدبة بحيفا.. ففي غزة العدو الصهيوني كان يحاول إغتيال قادة المقاومة العسكرية، وأبرزها محمد الضيف، وفشل في تحقيق ذلك، وكذلك الأمر حصل مع ثوار حيفا في مقاومتهم للانكليز، حيث فشل الجيش الإنكليزي بقتل قائد ثوار حيفا، حسن مطرود، في منطقة طلعة أبو هدبة بحيفا، وقد أظهر أهالي المنطقة روح التضامن العالية في التصدي للعدو.

ولفت أبو محمد بأن "القائد حسن مطرود كان شاباً صغيراً في العشرين من عمره، لكنه كان يمتلك مهارة قنص الدراجين الإنكليزي، وبفرد (نمرة خمسة) تمكن من قتل العشرات من الجنود، دون أن يتمكنوا من اعتقاله".

وأوضح: "ثوار حيفا قاوموا ولم يهربوا ولم يبيعوا فلسطين، ولكن كان ينقصهم السلاح والذخيرة، فهم كانوا يقاتلون العصابات الصهيونية المدعومة بالسلاح والعتاد من الجيش البريطاني ".

وأشار الحاج أبو محمد بأن "ثوار حيفا صمدوا ثلاثة أشهر، وبعد سقوط مدينة حيفا بيد الصهاينة، حوَّل الثوار مقاومتهم من مدينة عكا نحو حيفا".

وقال: "أنا أذكر كيف وضعنا والدي في القارب من ميناء حيفا، باتجاه مدينة عكا، ومكثنا في جامع الجزار لمدة ثلاثة أشهر، وكان الثوار يوزعون علينا المواد الغذائية". 

وفي ختام حديثه، يؤكد الحاج أبو محمد بأن ما صنعه أبناء أحفادنا في معركة سيف القدس قرَّب موعد التحرير، وأنعش آمالنا في العودة إلى الوطن. وتمنى أن يتحقق ذلك قريباً، لكي يعود إلى منزل عائلته في شارع الهدار، ويقوم بزيارة منزل جدته في وادي النسناس، ويسبح في بحر أبو منصور في شاطئ حيفا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق