ماهر
الصديق
آن لنا
ان نتق الله بأنفسنا و باخوتنا في الوطن و الدين و الإنسانية . آن لنا ان
نتجاوز
ما يعشعش في صدورنا من جاهلية و تخلف ، و نفسح المجال لتحكيم
العقل
في خلافاتنا التي لا تحتاج منا الا للتروي و التسامح و المحبة . ان كل خلافاتنا
هامشية
لا تحتاج الا للجلوس و فتح القلوب و العقول ، كل خلافاتنا لفرط سخافتها
تُحل
قبل ان نفرغ من ارتشاف فنجان قهوتنا . الخلافات بيننا لا تؤجج و تتوسع إلا
بسببين
لا ثالث لهما : إما التعصب العائلي او القبلي او الطائفي او التنظيمي و إما
لدخول
جهة معادية لها غايات و مصالح من اقتتالنا و استباحة دماءنا . و إن من
اعظم
الآثام التي تودي بصاحبها الى النار رفع المسلم حديدة في وجه اخيه المسلم،
عَن
أبي هُرَيْرَة عَنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه و سلم قَال : لاَ يشِرْ
أحَدُكُمْ إلَى
أخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإنَّهُ لاَ يَدْرِي
لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ .
فكيف
اذا تعمد قتل اخيه ؟ اننا بامس الحاجة لان نعرف قيمة بعضنا ، و بأن خلافنا
على
اية مسألة لا تحتاج منا الا للتروي و إبقاء مساحة للصلح و إدراكنا بأن الفعل
يؤدي
لردة فعل و أن ما يمكن حله بكلمات قد يصبح مستعصيا للحلول اذا تُرك الامر
للعصبية
و الجهل و الغضب ، علينا ان نعرف بأن دماءنا علينا حرام كما اوصانا
رسولنا
صلى الله عليه و سلم ، و هو القائل : لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل
من سفك دم مسلم بغير حق . اولى لنا ان نسفح
دماءنا في سبيل الله و من اجل
استعادة
وطننا السليب ، ان نموت شهداء من اجل قضية عادلة على ان نموت
بآثام
و خطايا وضعناها على كواهلنا نتيجة لحظة غضب و افكار جهل و تخلف .
ان اي خلاف في مخيماتنا يؤدي لاقتتال مسلح
يقدم مادة دسمة لاعداء قضيتنا
الوطنية
، الذين يدسون سمومهم و حقدهم في كل يوم للتحريض و النيل من
المخيمات
. اننا نقدم لهم و لحلفائهم الصهاينة خدمة
مجانية ليملؤا صحفهم
الصفراء
و وسائل اعلامهم بكلمات تحريضية على مخيماتنا تحت عناوين فوضى
السلاح
و الجزر الامنية و التسيب و غيرها من المواد التي يريدون منها زيادة
التضييق
على مخيماتنا ، و النيل من كفاحنا العادل من اجل استعادة وطننا السليب .
لهذا
فإن كل متسبب بافتعال اشتباكات او اثارة الفتن او ترويج الفساد و المخدرات
يجب ان
يواجه مواجهة شاملة و قوية من قبل الفصائل و الوجهاء بل و من عائلاتهم
نفسها
حتى يعرف كل مسيئ بان لا غطاء وطني او عائلي له ، و انه سيكون في
مواجهة
مع الجميع . ان هذه مسؤوليه وطنية و دينية و اخلاقية تقع على عاتق
الجميع
بغض النظر عن موقعه و فكره و فصيله و بلده
، لاننا في سفينة واحدة
و لا
نقبل ان تغرق السفينة بفعل السفهاء و الجهلة و العابثين . ان بعض الاحداث
التي
تشوه مخيماتنا و نضال شعبنا تأتي عقب واقع ايجابي اعاد لقضيتنا بريقها
و
سؤددها و جمع الرأي العام المحلي و الاقليمي و الدولي حولها ، كما هو الحال
في هذه
الايام حيث حققت المقاومة في فلسطين انجازات وطنية كبيرة تؤسس لمرحلة
جديدة
في مسيرة نضالنا الوطني . انتصارات اجبرت حتى من يناوئ كفاحنا ان
يتكلم
باعجاب عن انجازات المقاومة و قدراتها التي فاجأت العدو قبل الصديق ،
فبدت
هذه الاحداث المؤسفة و إن كانت محدودة حركة اعتراضية لتشويه
تلك الصورة المشرقة للانتصار على العدو الصهيوني
. علينا ان لا نسمح بتشويه
مخيماتنا
و نضال شعبنا العادل و ذلك بمواجهة شاملة مع العابثين و المسيئين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق