ماهر الصديق
كل من
فقد النخوة و الكرامة اراد ان يقلل من جدوى العمل المقاوم . جبنه و يأسه
و فكره
البالي جعله ينظر الى الاشياء من منظار الاستسلام و الخنوع و القبول بما
هو اقل
من الحد الادنى . حبه للمال و الجاه و الرئاسة و الوزارة و السجادة الحمراء
جعل
منه اضحوكة للقاصي و الداني . رؤيته الضيقة للاشياء و ذله و عدم قناعته
بقدرات
شعبه و غياب فهمه للتاريخ و لمعاني الكفاح و التضحية كوّن في عقله
فلسفة
جديدة تقوم على خرافة ليس لها اساس في تراث حركات التحرر ، خرافة
الانقياد
لارادة العدو و العمل تحت جناحه بدل مقاومته و القضاء عليه ! فلسفة الاستسلام
ليست
جديدة على امتنا و على امم غيرنا و لكنها جديدة على شعب مثل شعبنا ، شعب
مقاوم
متمسك بارضه المقدسة ، بوطنه الذي يعرف تضاريسه منذ آلاف السنين ، هذا
شعب
ليس في قاموسة مفردات دخيلة كالتطبيع و التنسيق و التسليم و المساومة ، ان
قاموسه
ممتلئ بمفردات التضحية و الكفاح و الاستشهاد و التحرير ، انه شعب صابر
مثابر
، ينتقل فيه عشق الوطن من جيل الى جيل ،
يفهم المتغيرات ، و يعرف بان الحق
لا
يضيع و ان طال الزمان . قد يتسلل اليأس الى البعض مع كل انتكاسة في محيطه
العربي
، او ينبهر بالقوة و الترسانة العسكرية للعدو .
قد يرى البعض بان المقاومة
ضرب من
ضروب التهور و المغامرة . قد يتوهم بان التخلي عن الحقوق امر لا مفر
منه
حتى يحافظ على نفسه ، او على جزء صغير في زوايا منزله . قد ينخدع البعض
بان
العزة و الكرامة و الحرية تأتيه على طبق من ذهب ، دون جهد او جهاد ! هذا
البعض
كان اولى به ان يقف عند منتصف الطريق حتى يحافظ على ما بقي عنده
من
كرامة ، و حتى لا يمتطي العدو ظهره ليصل الى غاياته التي لا يمكن ان تتحق
الا به
. ان الكفاح لا يحقق اهدافه برمشة عين ، الاهداف تتحقق بالاتكال على الله
ثم بالمراكمة و النفس الطويل و الندية و
الاعتماد على النفس و التيقن من النصر .
فلله
درك ايها المقاوم ، انت تصنع الحقيقة التي غابت عن اذهان الكثيرين ممن
انغمسوا
في غياهب الضياع و اليأس و خرافات السلام ، انك تصنع مجدا ارادوا
له
الاندثار ، و تخطو نحو عهد جديد من التحرر و القضاء على الجرثومة الخبيثة
التي
سببت مآسي لا تنسى في الارض المقدسة . يكفي بانك اثبت بان هذا العدو
قابل
للانكسار بعد الوهم الذي تسلل الى ثقافتنا ، وهم التفوق و مقولة الجيش
الذي
لا يقهر . لقد بدا هذا الجيش في أسوأ حالاته من الجبن و الهلع . كان اجبن
من ان
يقتحم بقعة صغيرة محاصرة منذ 15 سنة ، ظهرت " بطولته " الوحيدة
بالانتقام
من الاطفال و النساء و المباني و المرافق العامة ، و بيّن عن قذارته
و عدم
احترامه لاية قوانين دولية او انسانية ، و ذلك بعشوائيته و استهدافه للمدنيين .
لله درك ايها المقاوم اعدت لنا شيئا من الامل ،
وحدت الوطن من الشمال الى
الجنوب
، و اثبت بان شعبنا واحد في الوطن و في الشتات ، و اكدت بان القدس
هي
جوهرة بلادنا و درة امتنا و بان النصر قريب ان شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق