ميرنا ديب... تخطت الإعاقة بدعم الأهل

 

العربي الجديد: انتصار الدّنّان
18-05-2021
عانت الشابة الفلسطينية ميرنا علي ديب، من التنمر في المدرسة وفي محيطها بسبب إعاقتها الجسدية، فقد ولدت بأصابع ملتصقة في اليدين والقدمين ما أثر على مشيها وحركتها، غير أنها وجدت الدعم من قبل الأهل والأساتذة، الذين ساهموا في تخطيها لأزمتها وتشجيعها وصولاً إلى إنهائها لدراستها الجامعية.
تسكن ميرنا في العاصمة اللبنانية بيروت، وقد هُجرت عائلتها من بلدة عمقا التابعة لقضاء عكا في فلسطين المحتلة. تخبر الشابة عن رحلتها الصعبة مع التنمر الذي تعرضت له، وكيف تمكنت من تخطي نظرات الناس لها، والنجاح في دراستها الجامعية، قائلةً: "عند ولادتي كانت أصابع يدي وقدمي ملتصقة ببعضها البعض، وكان وزني عند الولادة نصف كيلو فقط. وصف الأطباء وضعي الصحي بالخطير، إذ طلب الجهاز الطبي من أهلي حقني بإبرة لكي أموت، معتبرين أنه في حال بقائي على قيد الحياة فسأعيش في حالة إعاقة دائمة، خصوصاً أنه كان لدي نقطة دم في الرأس، وهي قريبة من النخاع الشوكي، إلا أنّ أهلي رفضوا طلب الأطباء، وها أنا أتعايش مع الأمر. وقد تعلمت والتحقت بالجامعة اللبنانية الأميركية، وتخصصت في اللغة الإنكليزية وعلم النفس، كما درست التربية الحضانية، وعملت في لبنان وخارجه على تدريب الشبان في قضايا علم النفس".
صف ميرنا طفولتها بالشاقة، إذ رفضت المدارس في مرحلة الحضانة استقبالها بسبب وضعها الخاص، لتلتحق بإحدى مدارس "أونروا" في بيروت، إلا أنها واجهت موجة من التنمر دفعتها لترك المدرسة في وقت لاحق، قبل أن تستقبلها إحدى مدارس بيروت. وحين بلغت الثانية عشرة، سافرت إلى روسيا لإجراء عملية جراحية لفصل الأصابع الملتصقة، لكن عمليتها لم تتكلل بالنجاح، فعادت أدراجها إلى لبنان، وبقيت تتنقل بين عدة مدارس، قبل أن ترفض العودة إلى المدرسة في مرحلة الثانوية العامة، بسبب التنمر، لتلازم منزلها لمدة عام، قبل أن تخضع لعلاج نفسي قلب حياتها رأساً على عقب، ووقف عمها بجانبها حتى تخطت المرحلة الثانوية بنجاح، لتلحق بعدها بالجامعة.
تتحدث الشابة عن المرحلة الجامعية قائلةً: "كنت أعمل في الجامعة كمساعدة للأساتذة، كما أنني تخصصت في البداية في اللغة الإنكليزية، وكنت أرغب في دراسة علم النفس، لكن أهلي رفضوا ذلك، لكن بعد الانتهاء من تخصصي في اللغة الإنكليزية، التحقت بكلية علم النفس خفية عنهم، وبعد أن أنهيت عامي الأول علموا بالأمر فلم يمانعوا".
تختم ميرنا: "أنا فخورة جداً بما وصلت إليه، وبما حققته من نجاح عملي وعلمي، وأستطيع القول إنّ الإعاقة لا تستطيع الحد من قدرات الإنسان، لذلك يجب على الإنسان عدم الخضوع لأية مشكلة قد يتعرض لها، وتحديداً إذا كانت إعاقة جسدية، فالاستسلام ممنوع، وعليه أن يكون أقوى من المجتمع"، مشددة على أهمية دور الأهل في دعم أولادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق