اختتام أعمال المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار عن سورية

 


 شعبان في الجلسة الأممية : بعد أن فشلت حربهم العسكرية لجأوا الى الحرب الاقتصادية.

-         نخوض حرباً مزدوجة، حرب في الشوارع وحرب أخرى تتناول مفاهيم وروايات.

 

مرهج : انه موقف جريء ان تتقدم شخصيات ديبلوماسية وسياسية وحقوقية من عواصم ومدن شتى للجهر ورفع الصوت ضد هذه الإجراءات المنافية لحقوق الانسان.

 

-         المنتدى يتحول الى هيئة شعبية عربية دولية لرفع الحصار على سورية .

 

 

بحضور شخصيات دولية من الولايات المتحدة، كندا، فنزويلا، نيكاراغوا، أستراليا، الهند، جنوب إفريقيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيرلندا الشمالية،اليونان، المكسيك ،الارجنتين ،جمهورية ايرلندا ، هنغاريا ، بولنده ،انعقدت الجلسة الثانية الأممية للمنتدى العربي الدولي لرفع الحصار عن سورية التي افتتحها الوزير السابق بشارة مرهج، أحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، واختتمها السيد معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، وحضرها الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ مجدي المعصراوي وعدد من اركان المؤتمر والمركز، وقدّمت خلالها الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في الرئاسة السورية ورقة للنقاش حول الأوضاع في سورية.

مرهج

          افتتح اللقاء الأستاذ بشارة مرهج العضو المؤسس في المؤتمر القومي العربي، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن وجاء في كلمته : أنه لموقف جريء في ظل الحصار والعقوبات أن تتقدم شخصيات ديبلوماسية وسياسية ونقابية وحزبية من عواصم ومدن شتى ابتداء من أميركا الشمالية الى أميركا الجنوبية الى آسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا للجهر ورفع الصوت عالياً ضد الإجراءات المنافية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة بدون تدخلات خارجية أرتقت في سوريا الى مستوى الحرب المستمرة من سنوات والمقرونة بعقوبات اقتصادية ومالية وصولاً الى أبسط مقومات العيش من غذاء ودواء ومحروقات .

وأضاف مرهج قائلاً: ان الشعب السوري المتمسك بالعروبة والتعددية والديمقراطية يشعر اليوم بمزيد من القوة وهو يرى شخصيات مرموقة من كل العالم تدافع عنه ،عن مصالحه وتطلعاته ، في الوقت الذي تندد فيه هذه الشخصيات بالعدوان وتكشف حقيقته وأضراره الفظيعة على هذا البلد العربي الأصيل الذي كان دوماً ملاذاً لكل العرب ولكل مظلوم في المنطقة . ومهما تألبت الظروف فإن سوريا لن تتخلى عن تراثها الأصيل ودورها الحيوي في المنطقة وستبقى درعاً للقضية الفلسطينية بشكل خاص والقضية العربية بشكل عام. وكل ذلك يجعلنا نفهم لماذا تتجدد الحملات على سوريا وتتصاعد. وكلنا يذكر موقف سوريا عندما زارها كولن بأول بعد الحرب على العراق طالباً منها الامتثال ومغادرة مواقفها وتاريخها وحقيقتها. كان رد سوريا يوم ذاك كما كل يوم :" اننا نرحب بكل علاقة تحترم سيادتنا واستقلالنا ولن نقبل الغدر بأي بلد شقيق ولن نتخلى عن واجبنا في الدفاع عن القدس وكل عاصمة عربية بوجه الاحتلال والحصار والعدوان ."

وختم مرهج قائلاً : إذ أرحب بكم جميعاً الى هذه الندوة التضامنية مع سوريا وتنديداً بالحصار والعقوبات المفروضة عليها فأني لواثق بأن جهودكم ومبادراتكم سيكون لها الوقع الطيب في نفوس السوريين جميعاً وستسهم ولا شك في تعزيز صمودهم ونضالهم من أجل سورية حرة عربية موحدة مستقلة.

شعبان

          الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الرئاسية في الجمهورية العربية السورية جاء في  مداخلتها:

لقد شعرنا، ومنذ اليوم الأول للحرب على سورية في 15 آذار 2011، أننا نخوض حرباً مزدوجة؛ الحرب الأولى هي حربٌ في الشوارع مع أشخاص من لحم ودم، خاضعين لقوات سريّة منظّمة تنظيماً متقناً تملي عليهم كلّ ما يتوجّب عليهم فعله وطريقة القيام به، وحرب ثانية على التوازي تتناول مفاهيم وروايات وتركّز على تشويش الشعب السوري حول ما يجري في بلده، وحول الهدف النهائي لجميع تلك الحركات غير العادية التي تدور في الشارع وفي وسائل الإعلام الغربية.

وأضافت د. شعبان قائلة : في أوائل نيسان 2011 قابلت سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكنت أقول لهم أنّ كلّ ما تحرّض حكوماتكم على فعله في سورية لن يجعل حياة السوريين أفضل، بل على العكس إنّه سيودي بهم إلى الهاوية، وكنت دائماً أذكرهم بما حلّ بالعراق وليبيا وأفغانستان كأمثلة حية ماثلة أمام أعيننا.

وتابعت د. شعبان قائلة : لآن، وبعد كلّ ما حلّ بسورية من دمار وموت وسفك للدماء وتشريد للشعب وتدمير للمؤسسات والآثار التي تمثّل جزءاً من هويتنا الحضارية، فقد بات جليّاً لنا أنّ الحكومات الغربية، لا سيما مؤسساتها العسكرية والاستخباراتية، قد خطّطت ودرّبت وأرسلت آلاف الإرهابيين بدعم وتعاون تركي بهدف وحيد وهو تدمير سورية. لم يكن يعنيهم إطلاقاً أن يجعلوا من سورية مكاناً أفضل للشعب السوري، بل إنّ جلّ ما أرادوه هو أن يحوّلوا سورية إلى دولة مدمّرة تابعة تنصاع إلى أوامرهم كي ينهبوا ثرواتها ومواردها، تماماً على غرار حربهم ضدّ العراق وليبيا واليمن. وإذا ما نظرنا وتعمّقنا في التفكير في هذه النقطة، نجد أنّ القوى الغربية كانت ومازالت تتعامل معنا على أننا مستعمَرون، وأنّ هذه القوى لطالما استمّدت وجهات نظرها حولنا من المستشرقين الذين يتعاملون معنا بفوقية متجاهلين تاريخنا وقيمنا الراسخة. إنّ إخضاع سورية كان ومازال هدفاً عظيم الأهمية بالنسبة للقوى الغربية الصهيونية إذ تمثّل سورية جوهرة التاج في العالم العربي، ولذلك نجدهم يكرّسون المليارات من أموال النفط ويحشدون الأسلحة والإرهابيين بغية تحقيق هذا الهدف.

وأضافت د. شعبان : غير أنّهم وبمجرد إدراكهم استحالة تحقيق هذه المهمة نظراً لصمود الشعب السوري وتضحياته، قاموا بتحويل التركيز من حرب عسكرية إلى اتخاذ إجراءات قسرية أحادية الجانب غير شرعية بأيّ شكل من الأشكال لأنها تمثل نمطاً من أنماط العقوبات الجماعية ضدّ الشعب السوري. وبعد الهزيمة التي مُنيت بها الجماعات الإرهابية الرئيسية في سورية قامت الولايات المتحدة بإرسال فرقها العسكرية بغية استهداف الشعب السوري وتجويعه وكسر عزيمته وإرادته. لقد بات واضحاً بعد كلّ ما جرى في العراق وسورية وليبيا واليمن أنّ القوى الغربية تعتزم على تدمير بلداننا ونهب ثرواتنا. وإذا كان هناك من خير في الحرب على سورية، فإنّه يتجلّى في الموقف الصيني والروسي واتفاقهما على اتخاذ حق النقض المزدوج (الفيتو) لأكثر من عشر مرات في مجلس الأمن لمنع المزيد من العدوان الغربي على سورية.

واستطردت د. شعبان قائلة:  إنّ القضية السورية تكتسي أهمية بالغة في إبراز الحاجة إلى نموذج جديد من النظام العالمي، وتأتي العقوبات المتغطرسة التي فرضتها أمريكا ضدّ كل من روسيا والصين، وتدخلها السافر في الشؤون الصينية الداخلية من خلال ما يطلقون عليه اسم قضية تايوان، وهونغ كونغ وتشينجيانغ، لتعجّل في ولادة هذا النموذج الجديد.

وختمت المستشارة الرئاسية السورية  كلامها بالقول : أعتقد أنّ انتخاب الرئيس جو بايدن جاء بهدف إحياء العلاقات عبر الأطلسي في مواجهة كل من روسيا والصين، لكن هذه الجهود لن تحقق النتائج المرجوّة، وهذا يعود لأسباب عديد أوّلها أنّ الصين تمثّل قوة اقتصادية وتكنولوجية وأخلاقية صاعدة، ولا شكّ أنّ تحالفها مع روسيا ومع دول أخرى سوف يؤسس لنظام متعدد الأقطاب، والسبب الثاني يكمن في أنّ الحرب على سورية قد ساهمت في إثبات أنّ السياسات الغربية تجاه العراق وأفغانستان وسورية وليبيا إنما هي سياسات مفلسة وأنّ الروايات التي يروّجون لها عبر شاشاتهم وصحفهم باتت عديمة المصداقية.

وقد أكّد المتحدثون من خلال مداخلتهم التي استمرت لساعتين على رفضهم للحصار الجائر المفروض على سورية وعلى مخالفته لأبسط قواعد القانون الدولي، واستمراراً لحصارات مماثلة لدول رفضت الرضوخ للهيمنة الأميركية وتدخلاً خارجياً في الشؤون الداخلية لسورية منذ بدأ  أواخر أربعينيات القرن الفائت.

وقد أجمع المتحدثون على أن هذا الحصار الذي يشكّل نوعاً من العقاب الجماعي للشعب السوري هو في حقيقته حرب ضد الإنسانية ينبغي إحالة من يقف وراءه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقد وافق المتحدثون على اعتبار أعضاء هذا المنتدى الذين بلغ عددهم حوالي 300 عضواً من معظم الأقطار العربية ومن العديد من دول العالم، أعضاء مؤسسين في "الهيئة الشعبية العربية والدولية لرفع الحصار عن سورية"، المفتوحة بدورها لكل راغب في الانتساب اليها، وأن يسعى كل منهم في بلده الى تشكيل لجان وطنية لرفع الحصار، وذلك لتنفيذ بنود البرنامج الذي جرى إقراره في المنتدى والذي سيذاع في البيان الختامي للمنتدى العربي الدولي لرفع الحصار عن سورية في مطلع الأسبوع القادم.

 

التاريخ: 7/5/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق