الذكرى الـ 38 للانتفاضة الثورية في حركة فتح وقواتها العاصفة



مناسبة لتجديد العهد ...والتأكيد على القسم ...قسم الإخلاص لفلسطين والعمل على تحريرها كلما حلت الذكرى, ذكرى ذلك اليوم الذي شهد انتفاضة في صفوف حركة فتح لتظل فتح تواصل نضالها على هدي المبادئ والمنطلقات والأهداف التي تأسست عليها وانطلقت من الأول من كانون الثاني عام 1965، لتحقيقها. هذا هو ببساطة شديدة هدف الانتفاضة في التاسع من أيار عام 1983، الذي سعت لتحقيقه بعد فشل كل المحاولات والمساعي والاجتماعات والنداءات والمذكرات والنقاشات في الهيئات الحركية من أجل التوصل له التزاما بالبرنامج السياسي والنظام الداخلي المقرين في المؤتمر العام الرابع للحركة المنعقد عام 1980. إن الالتزام بالبرنامج السياسي للحركة يعني فيما يعني الالتزام بالميثاق الوطني الفلسطيني وبالتالي تكريس الخط الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية بعيداً عن السياسات التي تتبعها مؤسساتها والقرارات التي تأخذها غير عابئة بالثوابت الوطنية ولا بالميثاق الوطني الفلسطيني وما يرمي إليه. مهمة وطنية واضحة كل الوضوح فرضتها طبيعة الظروف التي جاءت الانتفاضة في صفوف الحركة في ظلالها ألا وهي حماية الثورة الفلسطينية من خلال حماية مبادئ ومنطلقات وأهداف حركة فتح, وبالتالي حماية الدور القيادي للحركة في صفوف الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير.. وحماية منظمة التحرير الفلسطينية من خلال الحفاظ على خطها الوطني لتظل الإطار الوطني الناظم والجامع للشعب الفلسطيني وقائدة لنضاله المعاصر حتى تحقيق أهدافه الوطنية بالتحرير الكامل. لم تجد هذه النداءات والمطالب آذاناً صاغية فالقرار كان قد جرى اتخاذه ألا وهو إنهاء مرحلة الكفاح المسلح والخروج نهائياً من ساحات الصراع وولوج طريق العمل السياسي والدبلوماسي. أمام هذا الواقع المتشكل لم يكن هناك بد من تعليق الجرس ورفع الصوت عالياً والمطالبة بشكل علني بوقفة من أجل تقييم المرحلة واستخلاص الدروس والتراجع عن العديد من القرارات التي عمدت إلى إخراج ما تبقى من أبناء الحركة وقواتها العاصفة الى المنافي البعيدة عن ساحات الصراع مع العدو.. فكان ذلك النداء في التاسع من أيار 1983، موجهاً إلى كل أبناء الحركة من أجل أن يرصوا صفوفهم وأن يواصلوا نضالهم على هدي مبادئ الحركة وأهدافها الوطنية في التحرير الكامل وتجسيد ذلك في التشبث بساحات الصراع الرئيسية. لقد استمرأت القيادة المتنفذة في ذلك الوقت تشويه حقيقة هذا الموقف الوطني البناء لأن الواقع جاء متعاكساً مع مواقفها وسياساتها المرسومة فكانت الاتهامات بالانشقاق تارة وبالتفريط بالقرار المستقل تارة أخرى ليتأكد أن القيادة المتنفذة في الحركة في ذلك الوقت مصرة على المضي بطريقها ونهجها المنحرف... ولتوظف الانتفاضة في صفوف الحركة على أنها فعلٌ مدبر بدعم خارجي وفي هذا رسالة لمن يهمهم الأمر أن القيادة تدفع ثمن انتهاجها خط التسويات والحلول والابتعاد عن الكفاح المسلح التي عمدت الى نبذه بعد سنوات قليلة وصولاً لوسمه بالإرهاب. لا نبغي اليوم ونحن نستحضر هذه الذكرى نكأ الجراح ولا افتعال المشكلات ولا إشغال الساحة بصراعات داخلية ولكنها مناسبة لنؤكد من خلالها على الحاجة إلى التغيير وأنها كانت حاجة ضرورية وماسة وأن التنكر لهذا المطلب الوطني سبب الكثير من الانهيارات والتداعي وأوصل الحالة الفلسطينية إلى ما وصلت اليه. اليوم أكثر من أي وقت مضى نتلمس الحاجة إلى التغيير الشامل في ساحتنا الفلسطينية تغيرٌ يعني فيما يعني التوصل لرؤية وطنية جديدة وإستراتيجية وطنية جديدة وبرنامج وطني يكفل حماية القضية الفلسطينية من التصفية والحقوق الوطنية من التبديد والهوية الوطنية الفلسطينية من الطمس والتغييب وشرط هذا كله التوجه بثبات لإعادة بناء مؤسسات م.ت.ف.. إنها منظمة الشعب الفلسطيني.. إنها الإطار المعنوي الناظم والجامع.. إنها الوطن المعنوي للكل الفلسطيني طيلة مرحلة التحرر الوطني. اليوم نتوجه من جديد للكل الفلسطيني بنداء هادف أن تعالوا إلى كلمة سواء فالخطر داهم على الجميع والتحديات تطال القضية برمتها ومصير الشعب الفلسطيني داخلاً وخارجاً. وفي كل الأحوال سيظل لانتفاضة فتح أهميتها وضرورتها التاريخية وسيظل اعتزازنا بها عميقاً وستظل أهدافها أهدافٌ وطنية بامتياز... كانت كذلك في التاسع من أيار عام 1983، ولازالت حتى اليوم التاسع من أيار 2021. يا أبناء فتح وثوار العاصفة البواسل سيظل النداء... ويظل التوجه صادقاً ومخلصاً لحماية الحركة لتظل ديمومة الثورة وليظل دورها الريادي دوراً كفاحياً فاعلاً ولتظل الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير هي الوحدة المنشودة.
وإنها لثورة حتى النصر 9/5/2021 اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق