زهرةٌ رمضانية (23) .. حماقة

 



بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

سجن ريمون الصحراوي

 

من غريب ما سمعت أن طالبًا دخل قاعة الامتحان للاختبار في مادة التربية الإسلامية، وكان الامتحان يتركز حول مكانة النظام والترتيب والنظافة في الإسلام، وفي يوم خروج النتائج استلم الطالب ورقة اختباره، فإذا به يحصل على العلامة الكاملة والتامة وإلى جانبها كلمات الإشادة من مدرس التربية الإسلامية، فرح الطالب كثيرًا وحق له الفرح على اجتهاده، ولكن مع بالغ الأسف قام هذا الطالب بعد استعراض النتيجة على زملائه بافتخار وتباهي بتجميع ورقة الامتحان في يده كما الكرة الصغيرة وألقاها على أرضية الصف المدرسي، وراح يركلها بقدمه بكل حماقة غير آبه بالنظافة العامة والنظام والترتيب! ولا تستغربوا سلوك هذا الطالب الذي جمع بين الذكاء وسوء الأداء، لأنه باختصار يمثل شريحة لا بأس بها من الأمة العربية والإسلامية. هذه الفئة الموجودة في كل مكان، تقول جميلًا وتفعل قبيحًا، تعلم أن النظافة الفكرية والسلوكية والبيئية من الإيمان ثم تلقي النفايات في كل مكان، تعلم أن العلم نور ثم تهزأ من المعلمين والمتعلمين، تعلم أن طلب المُنى والعلا والنهوض يحتاج إلى جهد وبذل وعطاء وإخلاص وهمة ومع ذلك تنام نوم الدب وتملأ الأرض شخيرًا؟! كانت العرب تقول قديمًا: "احذروا ممن وافقت أقواله أفعاله"، وقد أصابوا؛ لأن مثل هذه الشخصية التي جمعت حسن القول وروعة الفعل تمثل الثروة الحقيقية وركيزة البلاد.

في شهر رمضان الانسجام، احرصوا أن توافق أقوالكم أفعالكم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق