مخيم شاتيلا ... غياب بسطات العصائر الرمضانية !

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

اعتاد الأهالي في مخيم شاتيلا أن تكون موائدهم في شهر رمضان المبارك، مزينة بأنواع مختلفة من العصائر الطبيعية، من جلاّب وتمر هندي وعرق سوس، مروراً بعصير الليمون الطبيعي والليموناضة. فبالإضافة إلى الماء والتمر، يحتاج جسم الإنسان إلى السوائل والسكريات وأهمها العصائر والمشروبات  الطبيعية لتعويض السوائل التي فقدها الجسم بعد صيام يوم طويل.

ولهذه الغاية جرت العادة أن ترى بسطات (عصَّارة الليمون) التي تبيع قناني العصائر مفترشة على جوانب طرقات وزواريب المخيم.

لكن هذه السنة إختلف المشهد في المخيم ، فغابت هذه المظاهر الرمضانية، وكثير من البسطات لم تعد موجودة، وقد تخلى عنها أصحابها بسبب الأزمة الإقتصادية التي ألقت بثقلها على الأهالي.

 فارتفاع سعر صرف الولار أدى إلى هبوط العملة المحلية ما أدى إلى غلاء مختلف أصناف المواد الغذائية لاسيما الفاكهة منها، حيث إرتفع سعر كيلو الليمون إلى أضعاف مضاعفة، فإضطر الكثير من أصحاب البسطات إلى إغلاقها، وما تبقى منها يعمل بشكلٍ خجول، وغالباً ما نرى قنينة أو إثنتين من العصير المصنع (البودرة) على البسطة وبدون عصارة يدوية.

 "وكالة القدس للأنباء" قامت بجولة على بسطات بيع العصائر في مخيم شاتيلا، للاستفسار عن وضع أصحابها وطريقة تدبير أمورهم في ظل الغلاء الفاحش.

بسطة عصير أبو بلال عديسي، التي كانت تزين مدخل مخيم شاتيلا في شارع حسنين، خلال شهر رمضان المبارك كل عام، لم يعد لها أثر، ولمعرفة أسباب إقفالها، أكد أبو بلال ل "وكالة القدس للأنباء" بأنه يمر بأوضاع إقتصادية صعبة أجبرته على ترك المصلحة، وقال الدافع هو : "غلاء أسعار المواد الأولية التي تستخدم في صنع العصير على أنواعه كالسوس والجلاب والتمر هندي والجزر والليمون، إضافة إلى حلويات القطايف والمدلوقة والشعيبيات والعصافيري، وإرتفاعها إلى أضعاف الأضعاف".

وأشار إلى أنه أمضى طيلة أيام حياته خلف بسطة الحلويات والعصير، وكان يسعى دوماً إلى "الأصالة في تقديم اللقمة الطيبة والعصير الطبيعي الطازج للزبائن".

وأضاف: "كل شيئ غلي، ولا يمكنني أن أقدم عصيراً مغشوشاً بمواد بودرة للزبائن، لذلك اتخذت قرار إقفال البسطة".

بدوره أوضح صاحب بسطة العصير، محمد شعيب،  لـ"وكالة القدس للأنباء" بأنه مستمر في مصلحة بيع العصائر الرمضانية ويكتفي ببيع السوس والجلاب والتمر هندي، إلا أنه يضع عصارة الليمون على واجهة البسطة دون أن يستخدمها بسبب غلاء أسعار الفاكهة بشكل عام والليمون والجزر بشكل خاص.

ويوضح بأن "سعر قنينة الليمون الصغيرة الحجم بـ 6000 ألف ليرة والقنينة الكبيرة بـ 15000 ألف، وهذا السعر لا يتناسب مع القدرة الشرائية لدى أهالي المخيم الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية".

من جهته أكد صاحب عربة العصير، صبحي النجار، على إستمراره في بيع العصائر الطازجة رغم غلاء سعر الفاكهة، فهو يعتمد بذلك على زبائنه في بيع قناني العصير، ويقول لـ"وكالة القدس للأنباء": "لكل زبون إمكانيته، ولكن في المجمل هناك صعوبة في بيع العصير الطازج".

ويوضح النجار بأن "سعر قنينة عصير الليمون الطازج يتراوح بين 18000 و 2000 ألف ليرة، حسب سعر صندوق الليمون ونظافته،  والسوس 6000 آلاف، والجلاب والتمر هندي 8000 آلاف".

 يأمل أصحاب بسطات العصائر الرمضانية في مخيم شاتيلا، أن تتحسن الأوضاع  وتعود الحياة إلى طبيعتها لجهة إنخفاض أسعار المواد الغذائية، علَهم يستطيعون العودة إلى  مزاولة عملهم في تقديم العصائر الطبيعية الطازجة للزبائن طيلة أيام الشهر الفضيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق