أسامة سعد في يوم شهيد التنظيم الشعبي الناصري يوجّه تحية الإجلال إلى كل الشهداء، وتحية التضامن الكفاحي مع القدس والأرض المحتلة

 لمناسبة 28 نيسان، يوم شهيد التنظيم الشعبي الناصري، أقام التنظيم احتفالاً تكريمياً في ساحة الشهداء وفاءً للشهداء الأبرار الذين قدموا دماءهم من أجل تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، ودفاعاً عن عروبته ووحدته وعن لقمة العيش لأبناء الشعب، ودفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة.

تقدم الحضور الأمين العام للتنظيم النائب الدكتور أسامة سعد الذي كانت له كلمة بالمناسبة.

استهل سعد كلمته بتوجيه التحية لكل المناضلين الشرفاء على امتداد لبنان والوطن العربي الذين قدموا التضحيات من أجل الحفاظ على الكرامة الوطنية.

كما حيّا نضال الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب من دفاعاُ عن أرضه وكرامته الوطنية ومن أجل استعادة حقوقه المسلوبة. واستهجن تخاذل الأنظمة العربية السائرة في مسيرة التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي ظل تصاعد حدة الأزمة المعيشية والاقتصادية والسياسية في لبنان التي تضيّق الخناق على عاتق الشعب اللبناني، وتزيد نسبة الفقر والبطالة والهجرة، دعا سعد الشباب اللبناني الى التضامن وتصعيد النضال في وجه السلطة الحاكمة الفاسدة التي تسعى لإعادة إنتاج نفسها على حساب كرامة لبنان واللبنانيين.

ومما جاء في كلمته:

" الاخوة والرفاق في فصائل الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية،إخوتي ورفاق دربي اعضاء التنظيم الشعبي الناصري، أهلنا في مدينة صيدا وفي مخيمي عين الحلوة والمية ومية، أيها الأحرار والشرفاء على امتداد هذا الوطن وعلى امتداد الامة العربية، تحية لكم جميعاً.
بالرغم من الظروف الصحية الصعبة لا يمكن أن نتخلف عن إحياء هذا اليوم، يوم تكريم الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم من أجل عزة الوطن وكرامته ، من أجل تحريره الاحتلال الصهيوني؛ من بيروت إلى جبل لبنان، والى صيدا وصور والنبطية، والى بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والبقاع الغربي، والى كل المناطق اللبنانية.

خاضت المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية أشرس المعارك، وقدمت أغلى التضحيات من أجل التحرير، من أجل العزة والكرامة.
ويستمر النضال ويستمر الكفاح في مواجهة أعداء الأمة وأعداء الوطن، وفي مواجهة أعداء فلسطين وأعداء لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وكل الأقطار العربية، وفي مواجهة عدو عنصري وعدو الانسانية.

وقال سعد:

سنستمر في طريق النضال، وسنستمر أوفياء للشهداء. سنستمر في الدفاع عن كرامة اوطاننا، وسنستمر في الدفاع عن كرامة الإنسان في لبنان وفي كل مكان.هذا عهدنا لشهداء التنظيم الشعبي الناصري، وهذا عهدنا لكل شهداء الأمة.. لشهداء فلسطين ولشهداء كل الشعوب العربية التي ناضلت وكافحت من أجل عزتها وكرامتها.عهدنا لهؤلاء أن تستمر المسيرة مهما بلغت التضحيات، ومهما كانت الصعوبات.

وتابع قائلاً:

إذ نحيي اليوم هذه المناسبة التكريمية لشهداء التنظيم الشعبي الناصري، نتوجه إلى أهلنا في فلسطين بالتحية.. إلى أهلنا في القدس.. إلى الشباب المقدسي، إلى صلابته ووقوفه في وجه العدوان الصهيوني على هذه المدينة العربية الفلسطينية المقدسة.

نشد على ايديهم ونقول لهم، وإن تخلت هذه الأنظمة العربية عن دعم نضالكم، فإننا كشعب لبناني وكشعوب عربية لن نتخلى عن دعم نضالكم، نحن دائماُ إلى جانبكم، كما كنتم إلى جانبنا في كل المحطات.

وأضاف:

نقف الى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة في مواجهة العنصرية الصهيونية، هذه العنصرية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني المجازر و التعسف والاعتقال ومصادرة الاراضي واغتصاب بلداته ومدنه وقراه. لكن الشعب الفلسطيني لن يكلّ ولن يملّ، وهو مستمر في نضاله المديد والمتواصل من أجل إلحاق الهزيمة بهذا المشروع الصهيوني العنصري العدواني.

الشعب الفلسطيني يعاني كل المعاناة، ويقف وحيداً دون أي دعم من أي نظام عربي، بل على العكس بعض الأنظمة العربية المتآمرة والمتخاذلة قامت بالتطبيع مع هذا الكيان العنصري الغاصب على حساب حقوق شعب فلسطين، وعلى حساب كل الشعوب العربية التي تعاني من الاعتداءات الصهيونية، ومن كل الضغوط الأمنية والعسكرية والاقتصادية.

هذا الشعب العظيم سيبقى أمانة في أعناق الشرفاء والأحرار في هذا العالم. ونحن ندعو كل الأحرار والشرفاء في لبنان وفي كل الوطن العربي الى التضامن مع شعب فلسطين.

ودعا سعد اللبنانيين الى تصعيد نضالهم قائلا:

وفي هذه المناسبة أيضاً أدعو الى تصعيد النضال من أجل التغيير في لبنان بعد أن أوصلتنا المنظومة الحاكمة الى ما وصلنا إليه من أوضاع مأساوية طالت كل الشرائح والفئات الاجتماعية من أبناء شعبنا.

معدلات الفقر ارتفعت الى معدلات غير مسبوقة.. الى اكثر من 70 في المئة.. معدلات البطالة الى أكثر من 50 في المئة.. العتمة.. الإدارات المنهارة.. الغلاء.. إنهيار سعر الليرة.. عدم توفر الغذاء.. الموت على أبواب المستشفيات.. عدم القدرة على تعليم الأولاد....

كل هذه وغيرها من الأمور لم تعد تحتمل، فكيف لنا ونحن من قدّمنا الشهداء من أجل كرامة هذا الوطن، لا نناضل من أجل كرامة الإنسان!! ؟؟كيف لنا أن نسكت بعد كل هذا الذل وكل هذه المهانة التي يتعرض لها شعبنا؟؟؟ كيف لنا أن نسكت؟؟؟ كيف لنا أن لا نثور في وجه هذه الطغمة الحاكمة ؟؟ كيف لنا؟؟

إذا سكتنا لا نكون أوفياء لهؤلاء الشهداء، إنما نكون مفرطين بدمائهم.

كما دعا سعد الشعب اللبنانب إلى تزخيم حركته في مواجهة هذه الأوضاع من أجل التغيير الشامل. لأنه لا يوجد إصلاح لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية الا بالتغيير السياسي، لا إمكانية لأي إصلاح إلا بالتغيير السياسي. لا يمكن لهذه المنظومة الحاكمة التي سرقت ونهبت الناس الا أن تعيد إنتاج نفسها. وستستمر المآسي فوق رؤوس اللبنانيين.

هذه هي المعادلة، لا بد لنا أن نعمل بكل جدية وإخلاص من أجل التغيير السياسي. هذا هو خيارنا، وهذا هو واجبنا، وهذه هي المهام النضالية المطلوبة منا.

وأضاف سعد:

في 17 تشرين عندما رفع الشباب هويتهم الوطنية وطالبوا بالتغيير وعبّروا عن غضب عارم في مواجهة هذه الأوضاع، إنما كانوا يقولون: إننا بعد طول تهميش واقصاء لنا نحن الشباب نريد أن نبني مستقبل هذا البلد بارادة وطنية ووفق تطلعاتنا.

هؤلاء الشباب الذين نزلوا الى الساحات رافعين هويتهم الوطنية، لا يتهمهم أحد أنهم عملاء!! بل هم منتمون الى هذا الوطن، ويريدون أن يعيشوا بكرامة في هذا الوطن. لا يريدون أن يعيشوا أذلاء بل يريدون أن يلتحق وطنهم بالعصر لأنه متخلف عقوداُ من الزمن بسبب هذه المنظومة السياسية الفاسدة التي أقصت الشباب ودفعتهم الى الهجرة والبطالة والإحباط واليأس.

وختم سعد كلمته قائلا:

لا يجب أن نشكك بالشباب، إنما علينا أن ندعم حركتهم من أجل التغيير، وهذا حقهم.. هذا الغضب الذي يختزلونه يجب أن يتحول إلى عمل سياسي وإنتاج حياة سياسية جديدة في البلد.

نحن أمام انسداد سياسي سببته هذه المنظومة الحاكمة، واذا أعدنا إنتاج نفس المنظومة نكون متجهين إلى الفوضى.

لذلك لا بد من أن تستعيد قوانا الوطنية الديمقراطية المقاومة دورها في التغيير الشامل في لبنان للخروج من هذا الواقع المأزوم، ومن هذه الانهيارات الكبرى وتداعياتها الخطيرة المحدقة بنا، الى واقع سياسي جديد يؤسس لدولة وطنية عادلة تنصف الناس، ولا تقهرهم، لأننا نريد سلطة وطنية نابعة من إرادة الشعب."














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق