قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال تُنظّم مهرجانًا جماهيريًّا إحياءً لذكرى يوم الأرض المجيد

 


إحياءً لذكرى يوم الأرض المجيد وتخليدًا لذكرى الشهداء الأبطال، نظّمت حركة "فتح" - قيادة منطقة الشمال مهرجانًا جماهيريًّا، اليوم الجمعة ٢-٤-٢٠٢١، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي، مع أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من فيروس "كورونا" من خلال ارتداء الكمامات والتباعد داخل القاعة.

وتقدّم الحضور ممثّلو القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وفعاليات وروابط وجماهير. 

المهرجان قدّمه عضو شُعبة البداوي أحمد الأعرج، فكانت البداية مع أبيات شعربية من وحي المناسبة لشاعر فلسطين السفير شحادة الخطيب. 

ثم ألقى مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في الشمال الأستاذ عبد الناصر المصري كلمةً جاء فيها: "في يوم الأرض نتوجه بتحية عزّ وافتخار لكل مناضل ومقاوم ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين وكل أرض عربية محتلة، تحية إكبار وإجلال لكل قطرة دم زكية أبت الاستسلام والخنوع لإرهاب الصهاينة وجرائمهم واعتداءاتهم الوحشية، فروت تراب الوطن بأجلّ آيات الصمود والكفاح، وأنبتت ملاحم في الجهاد ودروسًا في الإرادة والعزيمة لا بد ستنتج نصرًا على الجلاد، وتؤدي إلى هزيمة مغتصبي الأرض وداعميهم، وتلحق العار بالعاجزين والخائفين والمطبّعين". 

واضاف: "إنَّ التشبُّث والتجذُّر بالأرض، سمة الشعب الفلسطيني، وكل كلام عن تخاذل حصل أو تهاون في رد عدوان العصابات الصهيونية هو كلام مشبوه هدفه مسح الذاكرة وتشويه الحقائق لإقناع الأجيال العربية أنَّ الشعب الفلسطيني تآمر على نفسه وأرضه حتى تنسى أن سبب مصائبنا هو الاستعمار والمؤامرات الغربية الصهيونية". 

وتابع شحادة: "لقد أصبح واضحًا للعاقلين أنَّ ما تتعرّض له فلسطين وأمتنا العربية يهدف لأمرين:

الأول: تحقيق الحلم الصهيوني وضمان أمن الكيان الغاصب بمزيد من تفتيت الأمة وضرب وحدة كياناتها وهويتها المتجسدة بالاسلام والعروبة.

والثاني: نهب ثروات العرب ومقدراتهم بإيهام بعض الأنظمة أنَّ الأميركي هو الحامي لها من تهديد إيراني، مما يدفعها لتسديد مليارات الدولارات من أجل شراء الأسلحة وتعزيز القواعد العسكرية الأمريكية ودعم الحملات الانتخابية للرؤساء الأميركيين وفتح أسواق الدول أمام الشركات الصهيونية التي ستعمل فيها نهبًا وسلبًا".

وختم قائلاً: "في يوم الأرض نُجدّد العهد على أن نبقى أمناء على حقوقنا العربية في فلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر وكل أرض عربية محتلة، وأوفياء لكل دماء الشهداء التي بذلت على طريق التحرير والحرية، رافضين الأصوات المنادية بالتطبيع مع العدو، سواء صدرت من تلفزيونات أو زمر متأمركة في لبنان أو خارج لبنان". 

كلمة اللجنة الشعبية في مخيم البداوي ألقاها أمين سرها الأستاذ أحمد شعبان، فقال: "في زمن الانحدار والانبطاح أمام الكيان الصهيوني الذي ابتلع ثروات الأمة وخيراتها ويكاد يصل إلى ترابها في خيبر اليهود الأشرار الذين بدأوا يطالبون بحقهم في المدينة وغيرها من مدن الوطن العربي، في وقت تتسارع فيه الأنظمة إلى التطبيع والبصم على ما يخطط له الاستعمار والصهيونية العالمية، يأتي يوم الأرض ليكرّس العلاقة التي وضعها رب العزة بين الأرض المقدسة والسماء، فهذه الأرض المقدسة والسماء فهذه الأرض الطيبة المباركة". 

وأضاف: "المخيم في لبنان وكل مخيّمات الشتات شاهد حي على نكبتنا ولن نقبل لا التوطين ولا التهجير ولا التعويض، لأنَّ من تخلى عن وطنه يتخلى عن كرامته وكل أماكن العالم لا تعوض عن حب الوطن والحنين إليه وما نراه اليوم شاهد على ذلك". 

كلمة حركة "فتح" القاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض الذي قال: "نلتقي اليوم في الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد، حين كان إضراب عام في الثلاثين من آذار عام ١٩٧٦ في قرى الجليل والمثلث والنقب، وخرجت مسيرات الغضب التي عمّت الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨ رفضًا لإعلان السلطات الصهيونية مصادرة نحو ٢١ ألف دونم من الأراضي الفلسطينية في عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها من قرى الجليل والمثلث لإقامة المزيد من المستعمرات الصهيونية عليها في نطاق خطة تهويد الجليل تحت مسمى مشروع تطوير الجليل". 

وأضاف: "هذا الإضراب قابله الاحتلال الصهيوني باستخدام الرصاص الحي الموجه إلى صدور أبناء شعبنا العزل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في قرى الجليل والمثلث ما لبثت أن اشتعلت بالتظاهرات وتحولت إلى مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال وهبَّ أهالي الضفة وقطاع غزة لدعم أبناء شعبنا في الـ1948 وخرجوا في تظاهرات حاشدة فجرح نحو 50 فلسطينيًا، واعتقلت سلطات الاحتلال 250 من المنتفضين، فيما ارتقى ستة شهداء ليجسّدوا بدمائهم الطاهرة وحدة النضال الفلسطيني".

وتابع فيّاض: "في إطار المساعي الفتحوية المبذولة في حوارات الفصائل الفلسطينية ما قبل القاهرة وبعد تفاهمات القاهرة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، فإن حركة "فتح" مع الفصائل كافةً تتحمل المسؤولية في تكريس المفاهيم والقيم لبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية".

وأضاف: "رغم الضغوطات العربية والإقليمية على الرئيس أبو مازن ولكنه كان متمسِّكًا بإجراء الانتخابات من أجل استمرار الحياة الديمقراطية الفلسطينية لتاخذ كل الفصائل دورها وعلى قاعدة القدس أولاً لأنها عاصمة دولتنا المستقلة". 

وخاطب فيّاض الحكام العرب المتخاذلين معتبرًا أنَّ التطبيع مع الكيان المغتصب هو خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني، مستدركًا: "ولكننا نبقى مؤمنين بأنّ شعوبنا العربية إلى جانب فلسطين ومقدساتها". 

وأعلن فيّاض من مخيّمات الشتات دعم الرئيس أبو مازن على مواقفه الثابتة، وعدم خضوعه للابتزاز من بعض حكام العرب لفرض الوصاية على القرار الفلسطيني، وأشاد بالقائمة التي أقرتها حركة "فتح" للترشح لانتخابات المجلس التشريعي برئاسة القائد العام لحركة" فتح" القائد أبو جهاد العالول الذي كان مساعدًا للشهيد أبو جهاد الوزير.

ووجّه فيّاض التحية للأسرى البواسل جنرالات الصبر والصمود، واستذكر معاناة الأسرى الأبطال المقاومين من خلف القضبان في زنازين الاحتلال الصهيوني والاستيطاني مؤكّدًا أن صمودهم ركيزة للتحرير والنصر المؤزّر. 

وتمنّى فيّاض الاستقرار والأمن والأمان للبنان الذي يعيش أزمته الاقتصادية والمعيشية.

وطالب إدارة الأونروا بتقديم المساعدات المالية والغذائية لجميع أبناء شعبنا في لبنان. 

 كما دعا القيادة الفلسطينية للضغط على مفوض عام وكالة "الأونروا" لوضع خطة طوارئ عاجلة إلى حين انتهاء الأزمة المعيشية والصحية والاجتماعية وخاصة أزمة "كورونا" في لبنان.

وأكد فيّاض رفع الغطاء عن أي مخل بأمن المخيّم، ودعم القوة الأمنية المشتركة لضبط الأمن على مداخل مخيّم البداوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق