بيان صادر عن حركة فتح بذكرى عملية فردان

 



يا جماهير شعبنا الفلسطيني، يا أهلنا في كل بقاع الأرض. 

تحية الوطن والثورة والعودة  

في مثل هذا اليوم 10/4/1973 ليلاً تمَّ تنفيذ (عملية فردان داخل بيروت) العاصمة – 

( بدأ الهجوم فجر يوم الثلاثاء 11/4/1973. بعد أن أبحرت تسع سفن وزوارق حربية تابعة لسلاح البحرية تجاه بيروت لتنفيذ عملية اغتيال القادة الثلاثة. وأطلق عليها الصهاينة اسم ) (أفيف نيعوريم) أي عملية ربيع الشباب. 

تم تنفيذ العملية بمشاركة أربع وحدات عسكرية إسرائيلية منتقاة، قوة وحدة الكوماندوز البحري بقيادة عاموس يارون، وقوة مظليين بقيادة المقدم آمنون شاحاك الذي أصبح بعد ذلك قائداً للأركان، وقوة وحدة الأركان الخاصة بقيادة المقدم ايهود باراك، وهناك أيضاً قوة حماية يقودها عميرام ليفين. لقد استغرق التدريب على تنفيذ العملية في أحد مباني ضواحي تل أبيب لمدة شهرين. 

لقد كانت الأهداف المستهدفة والمرصودة يومها هي مساكن القادة الثلاثة في شارع فردان في بيروت بشكل خاص، وبعض المؤسسات الفلسطينية في صيدا والأوزاعي، ومقر الجبهة الديموقراطية في حي الفاكهاني في بيروت، حيث مقرات القيادات الفلسطينية. 

استطاع باراك وموكي الوصول إلى العمارة التي يقطنها كمال عدوان وأبو يوسف النجار إذْ كان الباب الزجاجي المؤدي إلى داخل المبنى مفتوحاً، وكان موقف الحارس فارغاً، وعندما بدأت العملية، ودخلت المجموعة التي تمكنت من قتل أحد الحراس، وعند الساعة 1 ½صباحاً وصل بتسار مع ثلاثة من الكومندوس إلى الطابق السادس حيث يقطن أبو يوسف النجار الذي تتهمه ( إسرائيل) بالتخطيط لعميلة اختطاف وقتل أحد عشر رياضياً في دورة الألعاب الرياضية الأولومبية في ميونخ العام 1972. تمكنت المجموعة من اقتحام الشقة بعد تفجير المدخل بعبوتين ناسفتين، أخرج أبو يوسف مسدسه، لكن الرصاص الإسرائيلي كان أسرع، فاستُشهد مع زوجته التي حاولت أن تدافع عنه. 

وعندها قام جنود العدو بتفتيش مكتبه وسرقة الوثائق الرسمية الحركية. 

وفي الوقت نفسه توجهت مجموعة أخرى إلى منزل القائد كمال عدوان، واقتحمته، واستطاع كمال عدوان أن يطلق الرصاص من بندقيةٍ رشاشة كانت معه، إلاَّ أنَّ رصاص العدو أدى إلى استشهاده. 

وهنا أيضاً قام أفراد مجموعة العدو بتفتيش المنزل وسرقة الوثاق المهمة. كذلك قامت مجموعة ثالثة في المبنى المجاور باقتحام منزل القائد كمال ناصر الذي كان مازال ساهراً في مكتبه في بيته، يكتب نص الكلمة التي كان سيلقيها أمام كبار رجالات حركة فتح، وأطلقوا النار عليه، وعلى فمه كونُهُ كان الناطق الرسمي الإعلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، فاستشهد. 

إضافة إلى القادة الثلاثة، فقد استشهدت زوجة الشهيد أبو يوسف النجار، كما استشهد أربعة عشر شخصاً، والقادة الشهداء الثلاثة هم : 

أ- كان أبو يوسف محمد يوسف النجار  من مؤسسي حركة "فتح"، وتفرغ لها منذ العام 1967، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلا عن حركة فتح العام 1969، كما عُيّن رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، فتميز بحرصه الشديد على تمتين العلاقات الفلسطينية اللبنانية. 

وتخليدا لذكرى أبو يوسف أطلقت السلطة الوطنية اسمه على مفترق طرق رئيسي في مدينة غزة وعلى أحد المشافي في مدينة رفح. 

ب- بتاريخ 1/1/1971 انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح، وجرى خلاله انتخاب كمال عدوان عضوا للجنة المركزية للحركة، وجرى تكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، (المسؤول عن المهمات والأنشطة السياسية والعسكرية في الأرض المحتلة) إلى جانب مهمته الإعلامية، واستمر في قيادة تلك المهمة حتى لحظة استشهاده. 

ج- خاض الشهيد كمال بطرس ناصر الانتخابات العام 1956 عن حزب البعث العربي الاشتراكي ونجح نائبا عن قضاء رام الله. أبعدته سلطات الاحتلال من فلسطين بعد حزيران 1967 بسبب مواقفه النضالية. وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير العام 1969، وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي ومجلة فلسطين الثورة، وكان المتحدث الرسمي باسم المنظمة. 

أطلق عليه صلاح خلف "أبو إياد" لقب "ضمير" الثورة الفلسطينية، لما كان يتمتع به من مصداقية وسمات أخلاقية عالية، كما أصبح رئيسا للجنة الإعلام العربي الدائمة، المنبثقة عن جامعة الدول العربية 

لفت إطلاق النار انتباه رجال الشرطة تسارعوا إلى مكان العملية، وكانت مجموعات العدو قد انسحبت من المنطقة وقامت بإلقاء قنابل خلفها مما أدى إلى استشهاد جنديين لبنانيين، وانسحبت مجموعات العود إلى ميناء حيفا. 

في اليوم التالي للجريمة أي في 11/4/1973 صدر بيان عن الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية أكدت فيه ثماني حقائق أساسية وهي: 

أ- إنَّ الولايات المتحدة ومخابراتها المركزية شاركت مباشرة في إعداد وتنفيذ العدوان على القادة الثلاثة الأساسيين في فتح و م.ت.ف. 

ب- التأكيد على دعم الجانب الصهيوني لتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية التي تستهدف القيادة الفلسطينية. 

ج- الإصرار على ضرب الوجود الفلسطيني في لبنان المسلح وغير المسلح، وخاصة المخيمات الفلسطينية،وخاصة مخيمات بيروت مثل صبرا وشاتيلا

د- كان الهدف من هذه العمليات إخضاع الأمة العربية، واشعارها بمخاطر الدعم الذي تقدمه للفصائل الفلسطينية. وجرِّ الأنظمة إلى فرض المزيد من القيود على الفصائل لمنعها من ممارسة دورها. وبالتالي تصفية القضية فلسطينية . 

هـ- كان لعملاء الموساد الصهيوني دور بارزٌ في العملية بحيث قامت مجموعة منهم لاستئجار السيارات واعدادها لتنفيذ العملية، وإعادة المنفذين إلى الميناء

و- قيادة الثورة الفلسطينية اتهمت المخابرات الأميركية المتواجدة في بيروت بأنها شاركت بشكل فاعل في عملية التخطيط والتنفيذ، وهذا ما قاله ناطق رسمي بإسم منظمة التحرير آنذاك: "إنَّ قسماً كبيراً من القوات التي قامت بالعملية دخلت الى لبنان تحت ستار إنها رجال حرس ومشاة الأسطول الذين سيتولون حراسة السفارة الأميركية". 

لقد جاءت هذه العملية بعد قيام منظمة أيلول الأسود الفلسطينية السرية ليل ٥/٩/١٩٧٢ بمهاجمة الفريق الرياضي الاسرائيلي المشارك في الالعاب الاولومبية في مدينة ميونخ الالمانية، وبعدها قام الكيان الصهيوني بسلسلة غارات على مواقع فلسطينية في جنوب لبنان، كما وجَّه التهديدات للقيادة الفلسطينية. 

إنَّ استهداف العدو الصهيوني للقادة الثلاثة، واقتحام بيوتهم في منطقة فردان في بيروت في مناطق سكنية مدنية، كان تعبيراً واضحاً عن الهمجية الصهيونية، والعقلية النازية، وارتكاب المجازر بحق الأطفال والمدنيين إنما تدفعُ الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الإصرار على متابعة مسيرة التحدي ومقاومة الاحتلال مهما كانت التضحيات، فنحن في حركة فتح حركة وطنية وثورية، وحركة تسعى إلى تحرير الارض، واقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، وتجسيد الحرية لأن شعبنا قدم التضحيات، وما زال متمسكاً بثورته وبمبادئ ومنطلقات حركة فتح الرائده التي أعلنتها منذ البدايات وانها لثورة حتى النصر. 

المجد والخلود لشهدائنا الابرار. 

العزةُ والانتصار لأسرانا البواسل. 

الشفاء لجرحى. 

حركة فتح في لبنان  

اعلام الساحة اللبنانية 

              10/4/2021 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق