يا امرؤ القيس الكنعاني... وداعاً

 


مروان عبد العال

المفكر والأكاديمي والناقد اللامع، المناضل، عاشق عنب الخليل، الشاعر الدكتور عز الدين المناصرة، صاحب الكنعانياذا، ومذكرات البحر الميت، (شاعر عالميٌّ بكل المقاييس)كما وصفته الباحثة الإيرانية (مريم السادات ميرقادري). (ولا يقلُّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام في النصف الثاني من القرن العشرين) كما وصفه كلود روكيه)، مدير دار سكامبيت (بوردو) بعد قراءة ديوانه (رذاذ اللغة).
اللقاء الاول جمعنا في مترو المدينة في بيروت، مازحته بعنوان مجموعته " لا يفهمني احد إلاّ الزيتون"، فقال : اعرفك، هيّا احضر لي روايتك جفرا، ومقابلها سأهديك اول قصيدة في الامسية، وهكذا كان فأنشدها وسط خشوع الحضور كإهداء كأننا نسمعها لأول مرة:
جفرا، الوطن المَسْبيْ
الزهرةُ والطلْقةُ والعاصفة الحمراءْ
جفرا.. إنْ لم يعرفْ من لم يعرفْ غابة تُفَّاحٍ
ورفيفُ حمام.. وقصائد للفقراءْ
جفرا.. من لم يعشق جفرا
فليدفنْ هذا الرأس الأخضر في الرَمْضاءْ.
وفي اللقاء الأخير قبل اعوام في أمسية شعرية افتتاحية للمؤتمر الرابع لثقافة المقاومة في «قصر الأونيسكو» (بيروت)، أنشد للخليل : ‏خليلي انت : يا عنب الخليل الحر ...... لا تثمر ‏
وان اثمرت، كن سماً على الاعداء ، لا تثمر !!!
ثم في معلم "مليتا" السياحي المقاوم (إقليم التفاح) حيث تشاركنا في جلسة نقاش تناولت «ثقافة المقاومة» والحرب الناعمة. وقد ارتبط اسمه بـ «شعراء المقاومة في المنفى» باح بمرارة الغربة عن منفاه المتكرر من فلسطين الى مصر ، لبنان وبلغاريا ثم تونس فالجزائر ثم الاردن؛ عن دوره في اتحاد الطلاب وفي مركز الابحاث وتأريخه للثورة الفلسطينية في لبنان، ودوراته العسكرية وجولاته القتالية التي خاض فيها معارك شرسة : (كفرشوبا، المتحف، المطاحن والشياح). كان يعتبر أن المنفى يصلح للزيارة، ولا يصلح للإقامة. حيث لا مكان في العالم يصلح للطمأنينة سوى مسقط الرأس، وكلُّ الطيور تعود إلى أوطانها حتى لو حكمها دكتاتور، باستثناء الطيور الفلسطينية، لأن الاحتلال "الإسرائيلي" لها بالمرصاد، على الرغم من أنها تقاوم. ويقول إن "المنفى، مكان مؤقت تشعر فيه بأنك معلَّق في الهواء الفاسد"..
طوبى لك ايها الفدائي نودعك على وقع ترتيل كلماتك:
وحين تدق المسامير في النعش
لا تزعجوا الشعراء
يا ساكنا سقط اللوى
قرب اليمامة بيته...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق