بيت السلطة المشتعل بنار الانتخابات مصيره الانهيار على أيدي من وضع مصلحته فوق مصلحة الوطن

 


أبو فاخر

أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة

• للمتكالبين على المجلس التشريعي والسلطة هذا ليس بيتاً للشعب الفلسطيني فلا تزينوه للناس.. وهذا ليس صرحاً وطنياً يستحق كل هذا التكالب فلا تجعلوا من الحرص عليه مهمة وطنية.

 

وقعت عيناي على حكمة أوردها الأخ العزيز معن بشور تحت عنوان حكمة الجمعة , حكمة تقول (من يضع مصلحته كفرد أو كجماعة فوق مصلحة الوطن , يخسر الوطن ويخسر كفرد وكجماعة .. ومن يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته كفرد أو جماعة ربح الوطن والجماعة والفرد) , وأستعير هذه الحكمة بعد الإذن من الأخ معن لتكون مقدمة لمقالي هذا . 

إن استحضار هذه الحكمة في هذه الآونة يكتسب أهمية كبيرة وضرورة وطنية وهي درس لكل فرد ولكل جماعة ينبغي تعلمه وعدم نسيانه أو تجاهله أو إنكاره ومن يفعل ذلك يخسر الوطن ويخسر كفرد وكجماعة . 

عاشت ساحتنا الفلسطينية لسنوات طويلة في أزمة عميقة لها أسبابها وعواملها ألحقت لطول أمدها أفدح الخسائر والكوارث بشعبنا الفلسطيني وبقضية فلسطين على مختلف الصعد .. وابتلي شعبنا بمن أنكر وجودها وتجاهل كل مظاهرها في الداخل والخارج مع أنها كانت ظاهرة للعيان ولا تحتاج للاكتشاف وهؤلاء هم من ينطبق عليهم القول بأنهم وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن فتمتعوا لبرهة من الزمن بامتيازات هذه المصالح إلا أن وصل الأمر بهم ليجدوا أنفسهم وقد خسروا الوطن كأفراد وجماعات وخسروا بيتهم (السلطة المشتعلة بنار الانتخابات) . 

فمنذ أن صدرت مراسم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية طفت على سطح ساحتنا الفلسطينية بكل مكوناتها وفي أوساط مجتمعنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تباينات وخلافات وتناقضات كانت كامنة ولم يكن هذا الأمر مفاجئاً بل يعد ظاهرة طبيعية في ساحة مفككة غارقة في أوهامها وأوحالها رفض العديد من أطرافها التوقف لبرهة وقفة مراجعة وتقييم لواقع الحال الفلسطيني على كل الصعد ولا حتى مجرد التأمل في واقع الساحة فظهر حجم الهوة التي تفصل ما بين هذه القيادات وجماهير شعبنا واتضح فيما لم يدع مجالاً للشك أن هذه الخلافات والتناقضات طالت الفصائل الفلسطينية على مختلف اتجاهاتها فازدادت أزمة العمل الوطني الفلسطيني استفحالاً وهي من طبيعة فكرية وسياسية وبنيوية وهناك من أنكر وجودها وحسب نفسه صاحب الموقف الصائب الذي يملك الحقيقة وهناك من أنحى باللائمة على غيره فأعفى نفسه من كل مسؤولية وهناك من خضع لواقع العجز والمراوحة في انتظار المجهول وربما المخَلص فباتت ساحتنا الفلسطينية والحال هكذا مكشوفة ومستباحة وبقي مجتمعنا الفلسطيني بلا مرجعية وطنية تتكالب عليه قوى الشر والعبث والاختراق وشراء الذمم والضمائر ومخططات تعمل على تجزئة القضية لتصبح نتفاً متعددة يسهل بالتالي تذويبها . 

ومن نافل القول أن الأزمة استفحلت بساحتنا الفلسطينية منذ توقيع اتفاقية أوسلو المشؤوم أي قبل 28 عاماً مع أن مكونات الأزمة أسبق من ذلك بكثير.. ونتج عن هذا الاتفاق مؤسسات مهمتها بالأساس إدارة الحالة الفلسطينية طبقاً لإتفاق أوسلو الذي يقتضي إنهاء مرحلة التحرر الوطني وبث أوهام السلام الزائف ومطاردة المقاومة والمقاومين , وارتباط الأمن الفلسطيني بأمن الكيان من خلال معاهدة تنسيق والتعاون الأمني وربط الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد الكيان طبقاً لبرتوكول باريس الاقتصادي وتشكل للسلطة مجلساً تشريعياً مهمته للأسف الشديد أخذ شرعية شعبية لهذا الإتفاق وبمعنى آخر تعميم أهداف إتفاق أوسلو وزرعه كثقافة بين الناس , ثقافة السلام والتعايش , ثقافة تزرع في وعي الناس أن المقاومة إرهاب وبناء مؤسسات أمنيه همها أمن السلطة وليس أمن المجتمع والسهر على مصالح السلطة وليس على أمن الشعب وتطبيق الالتزامات المترتبة على السلطة اتجاه الكيان وليس الدفاع عن حقوق ومصالح شعبنا في الداخل المحتل . 

على هذا المجلس طغت الخلافات والتناقضات وظهرت هشاشة السلطة بكل مكوناتها , إنه مجلس أوسلو وثقافته والالتزامات المترتبة عليه ولكل الذين خدعوا الناس طويلاً ان يخجلوا ولا يروجوا للعرس الديمقراطي ولا للتغيير الديمقراطي ولا للاستقلال الوطني .. فالمطلوب هو إطفاء شرعية انتخابية على هذه السلطة أو من يفوز بها تؤهله للانخراط في مفاوضات باسم الشعب الفلسطيني لتجهز على ما تبقى من القضية والحقوق وتضع قضية فلسطين على سكة التصفية ليس بفعل صفقة القرن الترامبية ولا بفعل أهوام حل الدولتين بل بأيدي أصحاب السلطة .

إنها انتخابات تجري في ساحة مأزومة وواقع هش وفي مرحلة إعداد القوائم وتسجيلها أخذت النيران تشتعل والانقسامات تتفاقم وتدخلات عربية وإقليمية ودولية تتسابق فيما بينها والعدو يتفرج على الملهاه فلم يعد يسمع اليوم نداءات إلغاء وثيقة الاعتراف ولا طي إتفاق أوسلو ولا إعادة النظر في العلاقة مع الكيان ولا وقف التنسيق والتعاون الأمني ولا بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير على قاعدة ميثاقها وأخذ يواصل مخططات التهويد والاستيطان ويواصل تمدده في أرجاء الوطن العربي ليقول إعلامه في كل يوم لشعبنا من الذي بقي معكم ...وماذا تبقى لكم ؟

فالحديث الدائر اليوم الذي يأخذ الحيز كله هو الانتخابات ومن يصل نسبة الحسم ومن يفوز وكم مقعد يحصل عليه , مع أن المقاعد يستولي عليها طرفي السلطة حركتي فتح وحماس يتقاسمانها ويتفاهمان على كل شيء بما في ذلك (الشراكة) المصطلح الجديد الذي أخذ يتسلل للساحة , وما يتبقى من الفتات تتكالب عليها هذه القوائم .

والسؤال الآن هل تجري الانتخابات أم لا بعد ما تفاقمت الخلافات وما تحمله من نذر شؤم وهو سؤال يطرحه المرشحون أنفسهم وماذا يحصل في اليوم التالي للانتخابات اذا حصلت وماذا يمكن أن يحصل إذا ما تأجلت .. وأين موقع المجلس الوطني الذي غاب في حمأة الصراعات على التشريعي وبات أمره متروك لرئيس السلطة في حال فوزه أو فوز غيره بمعنى أن الأمر متعلق بمرسوم وليس استحقاق وطني يهم الفصائل والقوى وجموع الشعب الفلسطيني في كل مكان .. لقد بات العمل لإخراج العمل الوطني الفلسطيني من أزماته العميقة بعيد المنال والأزمة تتفاعل والنيران تشتعل .

وبعد : - للمتكالبين على المجلس التشريعي والسلطة هذا ليس بيتاً للشعب الفلسطيني فلا تزينوه للناس وهو ليس صرحاً وطنياً يستحق كل هذا التكالب إنه بيت متهالك تلتهمه النيران .

وتبقى المهمة الوطنية المركزية العاجلة هو بلورة جبهة مقاومة وطنية متحدة تؤطر صفوف الشعب وتفجر طاقاته وتقوض نضاله في مواجهة مشاريع التهويد والاستيطان والإلغاء والطمس والتفتيت والتصفية .. تضع بناء مؤسسات م.ت.ف على رأس جدول إعمالها ومهامها فمنظمة التحرير على أساس الميثاق هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني هي البيت الفلسطيني القوي بأوتاد وأعمدة منغرسة في الأرض وفي أعماق الشعب ترفع فيها ومنها وعليها علم فلسطين والأهداف الوطنية المتمثلة في التحرير والعودة 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق