رمضان مأزوم في مخيم برج الشمالي.. مئات العائلات لا تجد وجبة الإفطار

 


لاجئ نت 

شهر رمضان له رونق خاص في المخيّمات والتجمّعات الفلسطينيّة في لبنان، حيث تلبس مآذن المساجد شرائط ملوّنة ومضيئة، وتُرفع عليها لافتات تحضّ على الصيام «كما كتب على الذين من قبلكم»، وأخرى تحمل آيات قرآنية، وتبارك بهذا الشهر الكريم.

ولكن في هذا العام جاء رمضان وغابت أجواءه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع إرتفاع الاسعار والانهيار الاقتصادي التي تمر بها البلاد وتفشي وباء كورونا والتي أثرت بشكل كبير على واقع وحال شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات ومخيمات لبنان بشكل خاص إضافة إلى غياب مظاهر الزينة أمام المساجد والاحياء والشوارع نتيجة الاوضاع الاقتصادية والإجتماعية الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في لبنان.

حالة إنسانية صعبة يعيشها أكثر من 200 الف لاجئ فلسطيني في مخيمات لبنان ليحل عليهم رمضان هذا العام بطعم اللجوء وبواقع تقليص المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالة الاونروا.

وأمام هذه التحديات وارتفاع نسبة البطالة وزيادة عدد العائلات المحتاجة في المخيمات والتجمعات، تحاول بعض المؤسسات الخيرية والمبادرات الشبابية التطوعية تعويض نقص المساعدات المقدمة للعائلات الفقيرة في شهر رمضان المبارك ولكن يبقى حجمها خجولا أمام إزدياد معدلات الفقر والحاجة لدى الناس وهناك عائلات لا تستطيع توفير إفطارها الرمضاني، بالتزامن مع تراجع حجم الخدمات المقدمة من قبل وكالة الأونروا لمجتمع اللاجئين.

وفي جولة لشبكة "لاجئ نت" داخل مخيم برج الشمالي اطلعنا على أوضاع وهموم الناس الحياتية ومطالبهم.

أم أحمد، والتي كانت تتسوق من أحد محال الخضرة في المخيم، تقول لـ"لاجئ نت" إن: "غالبية شباب المخيم قد توقفت أعمالهم نتيجة فيروس كورونا والاوضاع الاقتصادية الصعبية ولا أحدًا لا يسأل عنّا، وحلّ شهر رمضان، والأسعار خيالية، صحن الفتوش وحده يحتاج أكثر من 20 ألف ليرة! وتشهد محلات الخضار والفاكهة ارتفاعا جنونيا في الأسعار، فوصل كيلو اللحم العجل إلى 70 ألف ليرة لبنانية، وقطاع الدجاج والبيض، هو الآخر يشهد أسعارًا خيالية إلى أين نحن ذاهبون بعد؟".

أما اللاجئ أبو شحادة فقال إن "العمل لديه في تراجع وأن الغلاء أثر بشكل كبير على معظم العائلات داخل المخيم.

أما الشاب إبراهيم فهو عاطل عن العمل منذ اكثر من ثلاث شهور وكان يتقاضى نحو 700 الف ولكن تم تسريحه نتيجة عجز صاحب العمل عن دفع اجور العمال يقول "المبلغ الذي كنت أتقاضاه لا يكفيني كشاب أرغب بالزواج، فماذا عن حالي الآن وأنا من دون عمل أو راتب وديون وراء ديون.

من جهته، يقول أحد بائعي الخضار في المخيم لـ"لاجئ نت" إنّه "كل يوم يأتي أسوأ من سابقه، فالحالة الاقتصادية متردية جداً، وأنا لست متفائلاً بتحسّن الوضع الاقتصادي خلال هذا الشهر لأنّه يرتبط بالاوضاع التي يمر بها لبنان، وهذا يؤثّر علينا في المخيّم". ويؤكد إنّ "الجوّ ليس جوّ رمضان المعتاد. الخضراوات تتكدّس أمامنا ووضع المخيّم متردّ جداً، فلا عمل والوضع الوضع الاقتصادي ليس مريحاً ومستقراً".

يذكر أن الدولار الأمريكي قد وصل مستويات قياسية أمام الليرة اللبنانية ليصل إلى 13000 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق