زهرةٌ رمضانية (16) .. الفاعل مجهول



بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

سجن ريمون الصحراوي

الأمهات والجدات، الزوجات والأخوات، ملئن الأرض عويلًا، وسكبن دموع العين دمًا في وداع قافلة أحبائهن الذين يقتلون يوميًا في الطرقات، المقاهي، السيارات، المحال التجارية، وأمام المنازل.. والفاعل مجهول!!

من سنوات طويلة مضت، تخرج علينا إحصائيات مفزعة تشق الضمير شقًا لتتحدث عن العشرات من شبابنا في الداخل الفلسطيني المحتل الذين لقوا حتفهم قتلًا، وبأبشع الطرق وأمام عدسات التصوير المنتشرة في كل مكان في الأراضي المحتلة عام 1948م، والفاعل مجهول!!

الإعلام، والإعلام العبري تحديدًا يتناول هذه الظاهرة الكارثية على هامش الهامش، وكأن الشباب الفلسطيني الذي يتساقط في الجليل الأعلى والجليل الأسفل، في عكا وحيفا وأم الفحم وباقة الغربية، في قلنسوة والطيبة والطيرة، في جلجولية وكفر قاسم واللّد والرملة، وفي تجمعات النقب. كل هؤلاء بالنسبة لهم مجرد أشياء زائدة لا حاجة لها، المهم أن الفاعل مجهول!!

والحقيقة يا سادة أن الفاعل ليس مجهولًا، إنها آلة القتل البشعة التي تتنقل من بلدة إلى بلدة بصورة دورية منظمة، إنها آلة الجريمة المتوحشة والمهندسة بعناية والمسكوت عنها، بل والمدعومة من الاحتلال وفقط الاحتلال الذي لا يسعده شيء قدر سعادته بالخلاص من أجمل وأثمن ما تملك فلسطين (الشباب)، شباب فلسطين عماد الحاضر وبشارة المستقبل، ولأهلنا في الداخل الفلسطيني نقول: همكم همنا، وجعكم وجعنا، مصابكم مصابنا، ودمكم دمنا.

في رمضان شهر الوقفة الحازمة مع النفس، نحمل المعاول لاجتثاث جذور وأسس وقواعد الجريمة المنظمة في الداخل الفلسطيني.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق