"منكم ولكم" في مخيم عين الحلوة

 


العربي الجديد / انتصار الدنان

ظروف قاسية يعاني منها السكان في لبنان منذ أكثر من عام. تسوء الأوضاع أكثر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لكنّ بعض الجمعيات تتولى المساعدة

في ظلّ الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في مخيمات لبنان، اجتمعت بعض الجمعيات الخيرية في مخيم عين الحلوة، في صيدا، جنوبي البلاد، على تقديم المساعدة للأهالي، من خلال حملة "منكم ولكم" التي تشارك فيها جمعيات "الفرقان" و"التكافل" و"زيتونة" و"الإسراء" و"السبيل" و"هنا للتنمية" و"تطريز" و"لجنة المهجرين" و"طحيبش".

يقول مدير رابطة آل طحيبش المشاركة في الحملة، علي طحيبش، وهو من بلدة عمقا في الأصل، ويسكن في مخيم عين الحلوة: "لدينا مركزان، أحدهما في المخيم، والثاني في مدينة صيدا، وقد تأسست الرابطة في عام 2002، ونحن نعمل فيها على كفالة أيتام وتقديم طرود غذائية لعدد من العائلات المحتاجة". أما بالنسبة إلى هذه الحملة، فيقول: "في ظل تأزم الوضع المعيشي للفلسطينيين الذين يعيشون في المخيم، وجدنا أنّ من واجب الجمعيات توحيد جهودها والعمل في إطار واحد، حتى نستطيع أن نوفر الخدمات لجميع أبناء المخيم الذين هم في حاجة، خصوصاً أنّ شعبنا متروك لقدره، فلا الأونروا تتولى المسؤولية، ولا منظمة التحرير، علماً أنّ هاتين الجهتين هما من يقع على عاتقهما متابعة أوضاع الناس". يتابع: "بدأنا بعقد اجتماعاتنا منذ بداية الإغلاق العام في لبنان، وعددنا تسع جمعيات، وارتأينا تقديم المساعدة بقدر إمكاناتنا، فالحملة لا تتلقى أيّ تمويل من خارجها. عملنا في الجولة الأولى على توزيع ثلاثة آلاف ربطة خبز، ووزعنا حصصاً من الخُضار. وسنكمل مسيرتنا في الحملة بحسب قدرتنا، ولذلك نحن ندعو مدير الأونروا ومسؤولي المنظمات الفلسطينية إلى زيارة المخيم، والتجول في أحيائه، ليروا المعاناة التي يعيشها الأهالي".

من جهته، يقول مدير جمعية "التكافل" أبو وائل كليب، من بلدة المزرعة، في الأصل، ومن سكان مخيم عين الحلوة: "نعمل في المخيم بشكل فردي، فكلّ مؤسسة تنشط بمفردها عادة، لكن بسبب الأزمة المعيشية الحادة، بالترافق مع انتشار جائحة كورونا، قررنا توحيد الجهود، لنخدم أهالي المخيم جميعهم، على أن تصل المساعدات لكلّ الناس". يتابع: "منذ بداية أزمة كورونا، بدأنا العمل على مساعدة الناس، لكن قبل أربعة أشهر وحّدنا جهودنا، ففي البداية وزعنا الخبز، ثم الخُضار، ووجبات الطعام الجاهزة، مستهدفين الأشخاص المسجلين على قوائمنا بعد إنجاز استمارات خاصة بالعائلات". يضيف: "هناك أسماء استجدّت على القوائم، إذ توقف عدد كبير من أهالي المخيم عن العمل، كذلك فإنّ كثيرين منهم لم يتمكنوا من الحصول على أموالهم المحتجزة في المصارف".

أما رمضان محمد، وهو مسؤول جمعية "الفرقان" في مخيم عين الحلوة، وهو من بلدة الخالصة في الأصل، فيقول: "نعمل في الجمعية بمجالات عدة، إغاثية، وطبية. وقد تأسست الجمعية عام 2011، مع بداية الأزمة السورية، وبدأنا عملنا في تقديم الخدمات للنازحين من سورية، من توفير أماكن إيواء، وطبابة، داخل المخيم وخارجه، كذلك عملنا على توفير المواد الغذائية والاستشفائية، وتقديم مبالغ لإجراء عمليات جراحية للنازحين. وبعد عام 2015، بدأنا العمل مع أهالي المخيم، لأنّ النازحين بدأت تتحسن أوضاعهم، إذ انخرطوا في المجتمع، وكذلك أتيحت لهم فرص العمل". أما عن حملة "منكم ولكم" فيقول: "توحيد جهود الجمعيات في المخيم يفيد أكبر عدد ممكن من الناس، ويحقق العدالة في التوزيع، فلا يأخذ الفرد الواحد المستهدف أكثر من حصة، فبهذه الطريقة نضمن أنّ جميع المستهدفين تصل إليهم المساعدات". يتابع: "الحملة جيدة، لكن ينقصها التمويل، لأنّ أيّ مشروع إذا لم يصله تمويل من الخارج لا يؤدي الغرض الذي نبتغيه، إذ يبقى حجم الدعم ضئيلاً بالاتكال على الموارد الفردية". أما عن توحيد قوائم المستهدفين في المخيم ككلّ، فيقول: "هناك صعوبة بأن نصل إلى ملفات الجمعيات الأخرى غير المشاركة في المبادرة لنوحد الاستمارات، لأنّ بعض الجمعيات ترفض الإفصاح عن بياناتها، فاستعضنا عنها بالتواصل مع لجان الأحياء التي تعرف جميع الحالات الموجودة في كلّ منها، ومن خلال تلك اللجان نقدم المساعدات، كذلك تتعاون الجمعيات والمؤسسات التي انضوت في إطار حملة، منكم ولكم، فيما بينها". يختم بالقول: "دأبنا على توزيع وجبات ساخنة على العائلات المحجورة في المخيم، وذلك من خلال جمعية البرامج النسائية، لكن بعد تفشي المرض كثيراً، صرنا نتعاون مع لجان الأحياء. كذلك، نوزع طروداً غذائية على المحجورين، وأدوات ومواد تنظيف وتعقيم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق