نحن لا نملك القوة الكافية التي تؤهلنا للرد على الجرائم " الاسرائيلية " اليومية في
فلسطين
، و لو كانت القوة متوفرة في هذا الوقت لتوجب الاقتصاص من مجرمي
الحرب
الصهاينة على جرائمهم التي ارتكبوها بحق شعبنا .هذا الواقع الصعب لن يستمر
الى ما لا نهاية فالظروف تتغير و الموازين تتبدل
مع الزمن . ان مجرمي الحرب
الصهاينة
يصولون و يجولون في الاراضي الفلسطينية و يتنقلون في مطارات العالم
دون ان
يعترضهم احد . و هانحن نمتلك فرصة ثمينة يجب ان نستغلها افضل
استغلال و نسوق اؤلئك المجرمين الى محكمة
الجنايات الدولية ليحاكموا امام
العالم
على ما اقترفت اياديهم . لقد اقرت المحكمة الدولية بالغالبية ، أن اختصاص
المحكمة القضائي الإقليمي في ما يتعلق بالوضع في
فلسطين ، الدولة المنضوية في
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ،
يمتد إلى الأراضي الفلسطينية التي
تحتلها " إسرائيل " منذ العام 1967،
وهي غزة والضفة الغربية بما فيها القدس
الشرقية . ان الجرائم الصهيونية لا يمكن حصرها ،
و شعبنا يمتلك وثائق بالصورة
و الصوت للاعتداءات التي طالت الاطفال و النساء
و العجائز ، و طالت المنازل
و المزارع و الاشجار و بيوت العبادة و المؤسسات
الصحية و الاجتماعية و
الرياضية و الثقافية . اعمال وحشية لا يمكن لكيان الصهاينة ان يتنصل
منها مهما
كانت
مقدرتهم على اخفاء جرائمهم . هذا بالاضافة للحروب التي ابادت عائلات
باكملها
و دمرت قرى و مدن بشكل كامل . كذلك
استخدامهم للاسلحة المحرمة دوليا
كاستخدامهم للقنابل العنقودية و الكيماوية و
الحارقة و القنابل المسمارية و الدايم
و
الفسفور الابيض و كلها اسلحة يمنع استعمالها في الحروب بين الدول و لكنهم
استخدموها
ضد المدنيين الامنين خصوصا في الحروب الثلاثة على غزة . هذا
بالاضافة
لنهب الاراضي و اقامة الجدار الفاصل الذي يبتلع 9.4 من الاراضي
المحتلة
عام 67 ، حيث ان 85% منه يقع ضمن تلك الاراضي . و محاولة التضييق
على
الفلسطينيين في القدس بالضرائب الخيالية لاجبارهم على الرحيل او بيع منازلهم،
و
الاستيلاء على اراضي الغائبين من ابناء القدس و على الاراضي الاميرية و كلها
تقع
ضمن الاراضي التي تصنفها القرارات الدولية ضمن الاراضي المحتلة . اننا
مطالبون
بتكليف لجان مختصة لتوثيق كل الجرائم الصهيونية و ارفاقها باسماء المسؤولين
عنها
من سياسيين و عسكريين صهاينة بما في ذلك رؤساء الوزراء و وزراء الحرب
و
رؤساء الاركان و الضباط و حتى الجنود . يجب ان لا نجعلهم يفلتون من الحساب. و
سيكون حسابهم الاكبر عندما تتغير الظروف ،
يوم ياخذ شعبنا حسابه بيدية ، و ينتقم
لشهدائه
و لمعاناة اسراه و للآلام العميقة للاجئين الناتجة عن الاحتلال الصهيوني
لفلسطين
. و قد ينطبق فينا قول الشاعر و الفارس الجاهلي عنترة :
إِن
كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ
تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتى ً يلقى
أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ
الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ
التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتىً
يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِم
وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق