غلاء المعيشة ووطأة الفقر يفاقمان معاناة أهالي "عين الحلوة"

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

يعاني اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، أوضاعاً معيشية واقتصادية مزرية، نتيجة غلاء الأسعار الجنوني، وانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار، وفقدان جزء كبير منهم لأعمالهم، وانتشار جائحة كورونا، حيث بات معظم العائلات يعيشون تحت خط الفقر، والبعض الآخر اضطر للاستغناء عن الكثير من الاحتياجات، بسبب ارتفاع سعرهم بشكل جنوني، ناهيك عن انقطاع معظم الأدوية، وحليب الأطفال والحفاضات، ومعظم المواد الغذائية من المحلات بسبب تهافهت الناس على الشراء قبل إرتفاع الأسعار أكثر.

وفي هذا السياق، قال أحمد ي. من مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، ل "وكالة القدس للأنباء"، إن "الوضع المعيشي لم يعد يحتمل في المخيم، وارتفاع الأسعار من قبل التجار يجب أن يواجهه تحرك شعبي، وعليهم أن يوقفوا جشعهم، وأن يشعروا بأهالي المخيم"، موضحاً أن "التجار في المخيم يستغلون ارتفاع الدولار بشكل لا يمكن تحمله، فأنا أعلم أن الأسعار ارتفعت في كافة المحلات، لكن التجار هنا لا يرحمون، لأن هناك فرق كبير بين أسعارهم وأسعار باقي المحلات خارج المخيم"، مبيناً أنه "بسبب الغلاء الفاحش للمواد الغذائية في المخيم، وخاصة الزيت والأرز والسكر، أصبحت أتبضع من الخارج، لأن الفرق كبير، وقد يصل في معظم الأحيان إلى ٢٠ ألف في السلعة الواحدة".

أما السيدة سمر، التي تعمل في إحدى المطاعم، خارج المخيم، قالت: "بعد الإغلاق العام الذي فرض على المطاعم والمحلات بسبب وباء كورونا، توقفت عن العمل، ولم يعد باستطاعتي تأمين مستلزمات أولادي، وأنا لدي طفل بحاجة إلى حليب وحفاضات، فعانيت كثيراً حتى استطعت تأمين علبة حليب بسبب انقطاعه"، مشيرة إلى أنها "نحن نعيش كل يوم بيومه، وزوجي يعمل سائق تاكسي، وما ينتجه خلال اليوم لا يؤمن لنا كالون زيت، بسبب ارتفاع الأسعار، ونحن على أبواب شهر رمضان، ويلزمنا الكثير من المواد الغذائية، ووضعنا لا يسمح لنا أن نشتري كل ما نحتاجه، وغير ذلك بيتنا آجار، ولدينا مصاريف شهرية، وهناك كلام عن ارتفاع شهرية الاشتراك، وأنا في الأساس مكسورة لشهرين، أصبحت أعاني من مشاكل نفسية واكتئاب بسبب الوضع الذي وصلنا إليه".

من جانبه رأى اسماعيل ش.، أن "الأوضاع الاقتصادية في المخيم سيئة، وهناك عائلات لم يعد باستطاعتها شراء المواد الغذائية، بسبب الغلاء الفاحش، واستغلال التجار"، مبيناً أن "الوضع بات صعب جداً، ناهيك عن الغلاء، هناك أزمة أدوية حقيقية، بالأمس تنقلت في جميع شوارع وأزقة المخيم باحثاً عن دواء لأمي المريضة، ولم أحصل عليه، فاتجهت إلى مدينة صيدا، والنتيجة واحدة، ووعدني صاحب صيدلية أن يؤمن لي الدواء خلال يومين، لكن بسعر مختلف، ولأني مضطر عليه، ما كان علي سوى أن أوافق مهما كان سعره، فالعيشة لم تعد تحتمل في لبنان، وانا بانتظار أي فرصة للسفر للخارج، وحالي هذا كحال جميع الشبان في المخيم، العاطلين عن العمل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق